فأمر بأن يدخل يده في جيبه وهو بذلك يكون قد ضم يده إلى جناحه الأيسر. فالجيب هو ما يدخل منه الرأس عند لبس القميص وهو الذي توضع فيه الأزرار. قال الماتريدي: قوله: (واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء) وقال في آية أخرى: (وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء)، كأن في هذا تفسير الأول. معنى قوله تعالى: ﴿وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ - منتدى الكفيل. وقال الرازي: واعلم أن معنى ضم اليد إلى الجناح ما قال في آية أخرى: (وأدخل يدك في جيبك) لأنه إذا أدخل يده في جيبه كان قد ضم يده إلى جناحه والله أعلم. وقال ابن كثير: أمره أن يدخل يده في جيبه، كما صرح به في الآية الأخرى، وهاهنا عبر عن ذلك بقوله: واضمم يدك إلى جناحك وقال ابن عاشور: "كيفية إلصاقها بجناحه أن تباشر جلد جناحه بأن يدخلها في جيب قميصه حتى تماس بشرة جنبه، كما في الآية الأخرى: (وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء)". فائدة أخرى: قال الزمخشري: "فإن قلت: قد جعل الجناح وهو اليد في أحد الموضعين مضموماً وفي الآخر مضموماً إليه، وذلك قوله: (واضمم إليك جناحك) وقوله: (واضمم يدك إلى جناحك) فما التوفيق بينهما؟ قلت: المراد بالجناح المضموم هو اليد اليمنى، وبالمضموم إليه اليد اليسرى وكل واحدة من يمنى اليدين ويسراهما: جناح". والله تعالى أعلم. للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال) انظر هنا
واضمم إليك جناحك من الرهب تفسير هناك العديد من المواقع الإلكترونية بالإضافة لصفحات الإنترنت والتي تعرض الإجابة عن هذا السؤال بشكل تفصيلي وغير مفيد، بحيث أن عند بعض الأفراد صعوبة في فهم التفسير لصعوبة تفسيره والحديث عنه، ولكننا في هذا المقال جئنا لكم بتفسير كلام الله تعالى لسيدنا موسى (واضمم إليك جناحك من الرهب) وهو كالأتي: وضح الله سبحانه وتعالى في كلامه مع سيدنا موسى بأنه يقول لسيدنا موسى بأن يضم يده والمعنى بأنه وغضمم إليك يدك، والمعنى الصحيح بأن يضم له يده أي يعني أن يتحلى بقوة القلب ولا يخاف. المعاني الدالة على قول واضمم إليك جناحك هناك بعض المعاني التي كشفها علماء التفسير وبعض الكاتبين في تفسير العلوم القرآنية، والتي تتمحور حول الآية التي نولها الله في حديثه مع سيدنا موسى عليه السلام واضمم إليك جناحك من الرهب، وهنا سنعرض لكم المعاني الدالة على قول واضمم إليك جناحك، وهي كالأتي: المعنى الأول وهو أن سيدنا موسى عندما قام بقلب العصا إلى حية عظيمة، ألقى العصى مثل الشخص الخائف من شيئ ما. المعنى الثاني بأن الله سبحانه وتعالى وضح لسيدنا موسى عليه السلام بأن يضم يده ويعني أن يقوي قلبه، وتوضح هذا الشيئ عندما إنقلبت العصا إلى حية.
السؤال قال الله تعالى لموسى: {واضمم إليك جناحك من الرهب}.
والحمد لله ربِّ العالمين الشيخ محمد صنقور 1- سورة القصص / 32. 2- الميزان -الطباطبائي- ج16 / ص34. 3- سورة القصص / 31. 4- سورة القصص / 32. 5- الميزان -الطباطبائي- ج16 / ص34. 6- سورة الشعراء / 215. 7- سورة طه / 68.
وقوله: آيَةً أُخْرى أى: معجزة أخرى غير معجزة العصا التي سبق أن منحناها لك. كما قال- تعالى: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾ وهذا برهان ثان لموسى ، عليه السلام ، وهو أن الله أمره أن يدخل يده في جيبه ، كما صرح به في الآية الأخرى ، وهاهنا عبر عن ذلك بقوله: ( واضمم يدك إلى جناحك) وقال في مكان آخر: ( واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه) [ القصص: 32]. وقال مجاهد: ( واضمم يدك إلى جناحك) كفه تحت عضده. وذلك أن موسى ، عليه السلام ، كان إذا أدخل يده في جيبه ثم أخرجها ، تخرج تتلألأ كأنها فلقة قمر. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة القصص - الآية 32. وقوله: ( تخرج بيضاء من غير سوء) أي: من غير برص ولا أذى ، ومن غير شين. قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، وغيرهم. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ قوله تعالى: واضمم يدك إلى جناحك يجوز في غير القرآن ضم بفتح الميم وكسرها لالتقاء الساكنين ، والفتح أجود لخفته ، والكسر على الأصل ويجوز الضم على الإتباع. ويد أصلها يدي على فعل ؛ يدل على ذلك أيد. وتصغيرها يدية.
والعضد: هو الجناح. والكفّ: اليد, وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ. وقوله: ( مِنَ الرَّهْبِ) يقول: من الخوف والفرَق الذي قد نالك من معاينتك ما عاينت من هول الحية. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: ( مِنَ الرَّهْبِ) قال: الفرَق. حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة ( وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ): أي من الرعب. حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( مِنَ الرَّهْبِ) قال: مما دخله من الفرق من الحيّة والخوف, وقال: ذلك الرهب, وقرأ قول الله: وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا قال: خوفا وطمعا. واختلف القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء أهل الحجاز والبصرة: (مِنَ الرَّهَب) بفتح الراء والهاء. وقرأته عامة قرّاء الكوفة: (مِنَ الرُّهْبِ) بضم الراء وتسكين الهاء, والقول في ذلك أنهما قراءتان متفقتا المعنى مشهورتان في قراء الأمصار, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.