والذي عليه عامة أهل العلم أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة وبعضها موضوع، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه [لطائف المعارف] وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت أصلها بأدلة صحيحة، أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة. قراءة سورة يس والمولد ليلة النصف من شعبان | موقع المسلم. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»(متفق عليه)، وفي رواية لمسلم «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد». وهذا العمل ليس عليه أمره صلى الله عليه وسلم فيكون مردودا يجب إنكاره؛ لدخوله فيما أنكره الله ورسوله، قال تعالى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}(الشورى) وهذا الأمر مما أحدثه الجهلة بغير هدى من الله، وقد نبه بعض أهل العلم إلى بدعية تخصيص هذه الليلة بعبادة معينة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {.. فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(الأنفال) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فهذا من البدع، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وقوله في الحديث: (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). فضل سورة يس ابن بازار. والعبادات مبناها على الأمر والنهي والاتباع، وهذا العمل لم يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله ولا فعله أحد من الخلفاء الراشدين ولا من الصحابة والتابعين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض ألفاظ الحديث الصحيح: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وهذا العمل ليس عليه أمره صلى الله عليه وسلم فيكون مردودًا يجب إنكاره؛ لدخوله فيما أنكره الله ورسوله، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) وهذا الأمر مما أحدثه الجهلة بغير هدى من الله، وقد كتب سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رسالة في [حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج]. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وفي ذلك دلالة صريحة على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة والعبادة، وأن ذلك محبوب لله تعالى لأن فيه إخفاء الطاعة، وهذا أحد أسرار قبولها وفضلها، وفيه أيضاً مشقة على النفس لأن العمل مع الناس أسهل وأيسر. وهكذا ينبغي للمسلم أن يحرص على اتباع هدي محمد صلى الله عليه وسلم لأن فيه الخير والصلاح، وهو الطريق الموصل إلى مرضات الرب جل وعلا، وصدق الله العظيم [لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر](الأحزاب). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فاعلموا أيها المؤمنون أن هناك بدعاً يحييها بعض الناس في شهر شعبان، ومن ذلك: (1) صلاة البراءة، وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان، وهي مائة ركعة. (2) صلاة ست ركعات بنية دفع البلاء، وطول العمر، والاستغناء عن الناس. (3) قراءة سورة (يس) والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم: (اللهم يا ذا المن ولا يُمنُّ عليه يا ذا الجلال والإكرام.. حدثوا الناس بما يعرفون!!... قراءة الإمام بالقراءات في الصلاة. ). (4) اعتقادهم أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر، وكل ذلك باطل لا أصل له، فليلة القدر باتفاق أهل العلم في رمضان لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وهذا صريح الدلالة في كتاب الله، قال تعالى:[إنا أنزلناه في ليلة القدر](القدر)، وقال تعالى:[شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن](البقرة).