قال المروزي: «هذا معنى لغو اليمين الذي اتفق عليه عامة العلماء». الثاني: أن اللغو في اليمين هو: أن يحلف الإنسان على أمر يظنه كما يعتقد، فيكون الأمر بخلافه. وقد روي عن أبي هريرة في معنى اللغو قوله: هو أن يحلف الرجل على الشيء، لا يظن إلا أنه أتاه، فإذا ليس هو ما ظنه. وهذا التأويل لمعنى اللغو منقول عن ابن عباس وأبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس. ويترتب على الخلاف بين المذهبين، أن أصحاب المذهب الأول وهم الجمهور لا يوجبون الكفارة فيما يجري على اللسان من غير قصد، ويوجبونها في اليمين التي يحلفها صاحبها على ظن، فيتبين خلافه، أما أصحاب المذهب الثاني فلا يوجبون الكفارة فيما جرى مجرى الظن، ثم تبين الأمر خلافه، ويوجبونها فيما يجري على اللسان من غير قصد. وكفارة يمين وهي: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة أو صيام ثلاثة أيام إن لم يجد. [2] [3] المراجع [ عدل] ^ اللغو.. تعريفه.. وحكمه إسلام ويب، 2 مايو 2005. وصل لهذا المسار في 5 نوفمبر 2016 نسخة محفوظة 28 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين. ^ اللغو في اليمين الإمام ابن باز. اليمين اللغو واليمين المنعقدة - إسلام ويب - مركز الفتوى. وصل لهذا المسار في 5 نوفمبر 2016 نسخة محفوظة 14 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
حجة أبي حنيفة رضي الله عنه من وجوه: الحجة الأولى: قوله صلى الله عليه وسلم: " من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير ثم ليكفر عن يمينه " الحديث دل على وجوب الكفارة على الحانث مطلقا من غير فصل بين المجد والهازل. الحجة الثانية: أن اليمين معنى لا يلحقه الفسخ، فلا يعتبر فيه القصد كالطلاق والعتاق، فهاتان الحجتان يوجبان الكفارة في قول الناس: لا والله، بلى والله، إذا حصل الحنث، ثم الذي يدل على أن اللغو لا يمكن تفسيره بما قال الشافعي، ويجب تفسيره بما قاله أبو حنيفة أن اليمين في اللغة عبارة عن القوة ، قال الشاعر: إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين أي بالقوة. والمقصود من اليمين تقوية جانب البر على جانب الحنث بسبب اليمين، وهذا إنما يفعل في الموضع الذي يكون قابلا للتقوية، وهذا إنما يكون إذا وقع اليمين على فعل في المستقبل، فأما إذا وقع اليمين على الماضي فذلك لا يقبل التقوية البتة، فعلى هذا اليمين على الماضي تكون خالية عن الفائدة المطلوبة منها، والخالي عن المطلوب يكون لغوا، فثبت أن اللغو هو اليمين على الماضي، وأما اليمين على المستقبل فهو قابل للتقوية، فلم تكن هذه اليمين خالية عن الغرض المطلوب منها ، فلا تكون لغوا.
ثم سموا الباطل لغواً، تشبيهاً بالمـُسْقَط الملغي؛ لأن الباطل يسقط مع الحق؛ فلا يكون له ثبات، ويقال للفحش: لغو؛ لأنه ساقط من الكلام مطرح، لا يُلتفت إليه. ويجوز أن تكون (اللغة) من قولهم: لغى بالأمر يلغي إذا لهج به لهج العصفور بلغاه، أي: بصوته. وحاصل كلام أهل اللغة في معنى (اللغو) أنه الكلام الذي لا فائدة فيه، وهو الذي يورد لا عن روية وفكر، فيجري مجرى اللغا، وهو صوت العصافير ونحوها من الطيور. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة البقرة - تفسير قوله تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم- الجزء رقم2. ولفظ (اللغو) ورد في القرآن الكريم في أحد عشر موضعاً؛ جاء في عشرة منها بصيغة الاسم، من ذلك قوله تعالى: { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} (البقرة:225)، وهو أول موضع ورد فيه هذا اللفظ في القرآن الكريم. وجاء بصيغة الفعل في موضع واحد، وهو قوله تعالى: { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه} (فصلت:26). ولفظ (اللغو) ورد في القرآن الكريم على ثلاثة معان: الأول: اللغو بمعنى القول الباطل، من ذلك قوله تعالى: { وإذا مروا باللغو مروا كراما} (الفرقان:72)، أي: إذا مروا بالباطل فسمعوه، أو رأوه، أعرضوا عنه، ولم يلتفتوا إليه. و(الباطل) كل كلام، أو فعل لا حقيقة له ولا أصل، أو ما يستقبح من الأقوال والأفعال.
ونظير هذا قوله تعالى: { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه} (القصص:55)، قال الطبري: هو الباطل من القول. وقال القرطبي: "أي: إذا سمعوا ما قال لهم المشركون من الأذى والشتم أعرضوا عنه، ولم يشتغلوا به". ومن هذا القبيل قوله سبحانه: { لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما} (الواقعة:25)، قال الطبري: "لا يسمعون فيها باطلاً من القول. ومن هذا أيضاً قوله عز وجل: { يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم} (الطور:23)، قال الطبري: "لا باطل في الجنة". تفسير سورة المؤمنون - معنى قول الحق تبارك وتعالىوالذين هم عن اللغو معرضون. وأكثر ما جاء لفظ (اللغو) في القرآن وفق هذا المعنى. الثاني: اللغو بمعنى اليمين التي لا يعقد عليها القلب، وإنما تخرج من اللسان من غير قصد ولا تعمد، وعلى هذا قول الله تعالى: { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} (البقرة:225)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو قول الرجل في دَرْج كلامه واستعجاله في المحاورة: لا والله، وبلى والله، دون قصد لليمين. و(اللغو) بهذا المعنى ورد في القرآن في موضعين: الأول في سورة البقرة وهي الآية التي مثلنا فيها، والثاني في سورة المائدة الآية التاسعة والثمانون. الثالث: اللغو بمعنى مكروه الكلام والساقط منه، وعلى هذا قوله سبحانه: { لا تسمع فيها لاغية} (الغاشية:11)، أي: لا تسمع في الجنة كلاماً ساقطاً غير مرضي.
السؤال: رسالة من المستمع عبدالله خليفة من الزلفي، يقول: أنا من المتابعين لبرنامجكم نور على الدرب، والحمد لله، وأريد من سماحتكم التكرم بالإجابة على هذا السؤال وهو: قال الله تعالى: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ [البقرة:225] الآية، ما معنى اللغو في الأيمان؟ جزاكم الله خيرًا. الجواب: الآية واضحة، يقول سبحانه: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ [البقرة:225] وفي الآية الأخرى: وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ [المائدة:89] كسب القلوب نيتها وقصدها، فكسب القلوب: الإيمان بالله والمحبة لله والخوف من الله، والرجاء له كل هذا من كسب القلوب، وهكذا نية الحالف يعني: قصده اليمين، وإقراره عليها، هذا من كسب القلوب. أما اللغو كونه يتكلم باليمين من غير قصد جرت على لسانه، من غير قصد، والله ما أقوم، والله ما أتكلم، والله ما أذهب إلى كذا، ما نواها، ما تعمدها، جرت على لسانه، لكن من غير قصد، يعني: من غير قصد عقد اليمين على هذا الشيء، من غير قصد القلب أنه يفعل هذا الشيء هذا هو لغو اليمين، قول الرجل: لا والله، وبلى والله، كما جاء هذا المعنى عن عائشة وغيرها -رضي الله عن الجميع-.
والله أعلم.
و(اللاغية) مصدر مثل العافية، والعاقبة. على أنه روي عن بعض التابعين تفسير (اللغو) بـ (الشرك) و(الكفر)، كالمروي عن الضحاك في تفسير قوله تعالى: { والذين هم عن اللغو معرضون} (المؤمنون:3)، قال: إن اللغو هنا الشرك. وروي عن الحسن البصري أن المراد بـ (اللغو) في الآية هنا المعاصي كلها. وهو قول جامع. وحاصل القول: إن لفظ (اللغو) في القرآن الكريم ورد أكثر ما ورد بمعنى القول الباطل، وورد بدرجة أقل بمعنى اليمين التي لا يؤخذ بها العبد، وورد بمعنى الكلام المكروه، وفسره بعضهم بمعنى الكفر والشرك، وأكثر هذه المعاني يتداخل بعضها ببعض، ويحتمل لفظ (اللغو) في بعض مواضع وروده أكثر من معنى.