انطلق عمر بن الخطاب مباشرة وطرق باب النبي، فلمّا عرف الصحابة أنه عمر خافوا لأنه كان شديداً عليهم، فطمأنهم النبي ثم أذن له فدخل، وبمجرد رؤيته الرسول محمد نطق عمر بالشهادتين وأعلن إسلامه. كان إسلام ابن الخطاب انفراجاً لضيق المسلمين وفتحاً لهم، وقد فرحوا بإسلامه فرحاً عظيماً، إذ أمِن المسلمون بعد إسلامه أن يُصلّوا في جوار الكعبة، وقد كانوا يخافون قبل ذلك، وقد حسن إسلام عمر رضي الله عنه، وفاق من قبله ومن بعده، حتى امتدحه النبيّ في أكثر من موضع، إذ قال فيه مرة: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه". عمر بن الخطاب شريف الجاهلية وفاروق الإسلام - فن. وتوافق عمر مع القرآن الكريم، إذ تعدّدت الكلمات التي قالها، ثم نزل القرآن الكريم في نفس لفظه، مثل سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلّم أن يتخذ من مقام إبراهيم مصلّى، فنزلت الآية: {اتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى}. تولّى عمر خلافة المسلمين بعد أبي بكر الصديق، سنة 13 للهجرة، وظهرت صفاته الشخصية جليةً، فكان تقياً وَرِعاً، شديداً على الكفار، متوسعاً في الفتوحات، حتى فُتِحت في عهده الفرس والروم. ورغم شدة عمر على الكفار، إلا أنه كان رحيماً عطوفاً على المؤمنين، وازداد عطفه وإشفاقه على المسلمين بعد توليه الخلافة، إذ قال يوماً: "ثم إني قد وَلِيتُ أموركم أيها الناس، فاعلموا أن تلك الشدة قد أُضعِفت، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين، فأما أهل السلامة والدين والقصد فأنا ألينُ لهم من بعضهم لبعض".
ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك: أن تبدأه بالسّلام، وتوسّع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه. كونوا دعاةً إلى الله وأنتم صامتون، قيل: وكيف ذلك ؟ قال: بأخلاقكم. عَجبت لمن شك في الله، وهو يرى خلق الله، وعَجبت لمن نَسِيَ الموت وهو يرى الموت، عَجبت لمن أنكر النشأة الأخرى، وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت لعامر دار الفناء، وتارك دار البقاء، وعجبت للمتكبّر الذي كان بالأمس نطفه، ويكون غداً جيفة. أميتوا الباطل بعدم ذكره. إنّ في العزلة راحلة من أخلاط السوء، أو قال من أخلاق السوء. نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزّة بغيره أذلنا الله. ما وَجد أحدٌ في نفسه كبراً إلاّ من مَهانة يَجدها فى نفسه. بلينا بالضراء فصبرنا، وبلينا بالسراء فلم نصبر.
وتوافق عمر مع القرآن الكريم، إذ تعدّدت الكلمات التي قالها، ثم نزل القرآن الكريم في نفس لفظه، مثل سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلّم أن يتخذ من مقام إبراهيم مصلّى، فنزلت الآية: {اتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى}. تولّى عمر خلافة المسلمين بعد أبي بكر الصديق، سنة 13 للهجرة، وظهرت صفاته الشخصية جليةً، فكان تقياً وَرِعاً، شديداً على الكفار، متوسعاً في الفتوحات، حتى فُتِحت في عهده الفرس والروم. ورغم شدة عمر على الكفار، إلا أنه كان رحيماً عطوفاً على المؤمنين، وازداد عطفه وإشفاقه على المسلمين بعد توليه الخلافة، إذ قال يوماً: "ثم إني قد وَلِيتُ أموركم أيها الناس، فاعلموا أن تلك الشدة قد أُضعِفت، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين، فأما أهل السلامة والدين والقصد فأنا ألينُ لهم من بعضهم لبعض". وأُصِيب الناس بالمجاعة في عهده فغاب المطر وأجدبت الأرض، فكان عمر يأكل الخبز والزيت ويقول: "والله لا أشبع حتى يشبع أطفال المسلمين". وعن نهاية رحلته، روت أمّ المؤمنين حفصة أن أباها عمر بن الخطاب كان يسأل الله الشهادة في سبيله في بلد رسوله، ولقد أجاب الله دعوته، فقد خرج يوماً على المنبر يخاطب المؤمنين يقول لهم: "إني رأيت رؤيا كأن ديكاً نَقرَني نَقرتين، ولا أرى ذلكَ إلا لِحُضور أجلي"، وأخبر عمر أسماء بنت عُميس برؤياه - صحابية ممن يفسرون الرؤى - فأوّلت ذلك بأن يقتله واحدٌ من العجم، فكان الأمر واقعاً.