الأية 6 من سورة لقمان وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ أسباب النزول قال الكلبي ومقاتل: نـزلت هذة الاية في النضر بن الحارث،قال وذلك أنه كان يخرج تاجرًا إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها ويحدث بها قريشًا ويقول لهم: إن محمدًا عليه الصلاة والسلام يحدثكم بحديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن، فنـزلت فيه هذه الآية وقال مجاهد: نـزلت في شراء القيان والمغنيات. قَالَ تَعَالَى " اللَّه نَزَّلَ أَحْسَن الْحَدِيث كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرّ مِنْهُ جُلُود الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهمْ ثُمَّ تَلِينَ جُلُودهمْ وَقُلُوبهمْ إِلَى ذِكْر اللَّه " الْآيَة عَطَفَ بِذِكْرِ حَال الْأَشْقِيَاء الَّذِينَ أَعْرَضُوا عَنْ الِانْتِفَاع بِسَمَاعِ كَلَام اللَّه وَأَقْبَلُوا عَلَى اِسْتِمَاع الْمَزَامِير وَالْغِنَاء بِالْأَلْحَانِ وَآلَات الطَّرَب كَمَا قَالَ اِبْن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى " وَمِنْ النَّاس مَنْ يَشْتَرِي لَهْو الْحَدِيث لِيُضِلّ عَنْ سَبِيل اللَّه " قَالَ هُوَ وَاَللَّه الْغِنَاء.
7- قتادة السدوسي أخرجه عبد الرزاق في التفسير من طريق معمر (ج3/ص21) والطبري في تفسيره ط هجر (ج18/ص541) من طريق سعيد بن أبي عروبة كلاهما (معمر وسعيد) عن قتادة، في قوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6] قال: أما والله لعله أن لا يكون أنفق فيه مالا، وبحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق. صحيح 8 ميمون بن مهران أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج4/ص83) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج61/ص356) حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن خليد الحلبي، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا أبو المليح، عن ميمون بن مهران، قال: ما أحب أني أعطيت درهما في لهو وأن لي مكانه ألفا، نخشى من فعل ذلك أن تصيبه هذه الآية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} [لقمان: 6] الآية. إسناده حسن - أحمد بن خليد الحلبي هو أبو عبد الله أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد الله الحلبي الكندي وثقه الخطيب ونقل عن الدارقطني أنه ثقة (انظر الفصل للوصل المدرج في النقل للخطيب ج2/ص803) - أبو المليح هو الحسن بن عمر الرقي الفزاري ثقة قال البخاري سمع ميمون بن مهران (التاريخ الكبير للبخاري بحواشي محمود خليل ج2/ص299) 9- الضحاك بن مزاحم أخرجه الطبري في تفسره ط هجر (ج18/ص538) حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك، يقول، في قوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6] يعني الشرك.
وَعَلَى قِرَاءَة فَتْح الْيَاء تَكُون اللَّام لَامَ الْعَاقِبَة أَوْ تَعْلِيلًا لِلْأَمْرِ الْقَدَرِيّ أَيْ قُيِّضُوا لِذَلِكَ لِيَكُونُوا كَذَلِكَ وَقَوْله تَعَالَى " وَيَتَّخِذهَا هُزُوًا " قَالَ مُجَاهِد يَتَّخِذ سَبِيل اللَّه هُزُوًا يَسْتَهْزِئ بِهَا وَقَالَ قَتَادَة يَعْنِي يَتَّخِذ آيَات اللَّه هُزُوًا وَقَوْل مُجَاهِد أَوْلَى وَقَوْله" أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَاب مُهِين " أَيْ اِسْتَهَانُوا بِآيَاتِ اللَّه وَسَبِيله أُهِينُوا يَوْم الْقِيَامَة فِي الْعَذَاب الدَّائِم الْمُسْتَمِرّ. سورة لقمان ومن الناس من يشتري لهو الحديث. (تفسير ابن كثير) ربيُ إنِ بين' ( ضلوعِـِـِـِيّ).. آمنيةةِ,....... يتمنإهآ: قلبيُ وَ روححيْ وَ عقليِ!
الثاني: أنها نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية فشغل بها الناس عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، حكاه ابن عيسى. ليضل عن سبيل الله بغير علم فيه وجهان: أحدهما: ليصد عن دين الله ، قاله الطبري. الثاني: ليمنع من قراءة القرآن ، قاله ابن عباس. بغير علم يحتمل وجهين: أحدهما: بغير حجة. الثاني: بغير رواية. ومن الناس من يشتري لهو الحديث سبب النزول. ويتخذها هزوا فيه وجهان: أحدهما: يتخذ سبيل الله هزوا يكذب بها ، قاله قتادة. وسبيل الله دينه. الثاني: يستهزئ بها ، قاله الكلبي. أولئك لهم عذاب مهين أي مذل. [ ص: 330]
وجرح هؤلاء مقدم على تعديل أبي حاتم إياه، لأنه جرح مفسر كما هو ظاهر، ويستغرب خفاء ذلك على أبي حاتم الإمام الحافظ النقاد المعروف بأنه من المتشددين في الجرح، والمعصوم من عصمه الله. ولذلك فقد رجعت عن الاستشهاد بحديث الوليد هذا، وبقي الحديث على ضعفه، إلا ما يتعلق منه بنزول الآية في الغناء، للشواهد الصحيحة المذكورة عن ابن مسعود وغيره، فإنها في حكم المرفوع عند الحاكم وغيره، لاسيما وقد حلف ابن مسعود ثلاث مرات على نزولها في الغناء، وقد صححه ابن القيم في " إغاثة اللهفان " ( 1 / 240) عن ابن عباس وابن مسعود، ثم تتابعت الآثار بذلك عن التابعين وغيرهم، ومنهم الحسن البصري، فقد جزم بأنها نزلت في الغناء والمزامير. كما أخرجه ابن أبي حاتم عنه كما في " الدر المنثور " (5 / 159). ومن الناس من يشتري لهو الحديث – تجمع دعاة الشام. ¬ __________ (¬1) تقدم تخريجه في " الضعيفة " (720). اهـ. __________جزء: 6 /صفحہ: 1018__________ ولا ينافي ذلك ما استصوبه ابن جرير (21 / 4) أن الآية عامة تعني كل ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه ورسوله. قال: " والغناء والشرك من ذلك ". ومال إلى هذا ابن كثير في " تفسيره "، وابن القيم في " الإغاثة " ( 1 / 240 - 241).
وأخرجه ابن ماجه (2168) وابن عساكر (2 / 425 / 1) عن أبي المهلب عن عبيد الله الأفريقي عن أبي أمامة قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغنيات وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن ". وأبو المهلب هذا اسمه مطرح بن يزيد الكوفي، وهو ضعيف. والأفريقي هو عبيد الله بن زحر نفسه، فكأن أبا المهلب أسقط شيخه علي بن يزيد الألهاني، وهذا يدل على ضعفه. __________جزء: 6 /صفحہ: 1016__________ ووجدت للألهاني متابعا قويا، فقال الوليد بن الوليد: حدثنا ابن ثوبان عن يحيى بن الحارث عن القاسم به. أخرجه الطبراني (8 / 212 / 7749) من طريقين عنه. قلت: وهذا إسناد حسن، الوليد بن الوليد هو العنسي القلانسي الدمشقي، قال ابن أبي حاتم (4 / 2 / 19) عن أبيه: " صدوق، ما بحديثه بأس، حديثه صحيح ". ومن فوقه معروفون من رجال التهذيب على كلام في بعضهم. ولنزول الآية شاهد من حديث ابن مسعود أنه سئل عن هذه الآية: * (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم) *؟ فقال: " هو الغناء والذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات ". أخرجه ابن جرير، وابن أبي شيبة في " المصنف " (6 / 309) والحاكم (2 / 411) والبيهقي (10 / 223) وقال الحاكم: " صحيح الإسناد ".