سادساً: من آداب الدعاء أن يجزم في الطلب والمسلة ولا يعلقه على المشيئة لحديث (لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني أن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له) متفق عليه. سابعاً: الإلحاح في الدعاء بالتضرع والصدق وعدم استبطاء الإجابة عن ابن مسعود (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثا) وفي حديث أبي هريرة ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل. قيل يار سول الله ما الاستعجال؟ قال يقول قد دعوت قد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء) ثامناً: أن يرفع يديه إلى حذو منكبيه علامة على التذلل لجلال الله وعظمته. لكن رفع اليدين من الخطيب يوم الجمعة غير مشروع ورفع المأمومين أيديهم في التأمين على دعاء الخطيب أيضاً غير مشروع إلا إذا استسقى في دعائه فيرفع ويرفعون. إنما الذي يشرع أن يشير الخطيب وحده في دعائه بإصبع واحدة. من آداب الدعاء الظاهرة في مناجاة زكريا عليه السلام لربه في سورة مريم .. إظهار الذل و الإفتقار اليه سبحانه و تعالى الإستعجال في الإجابة إخفاء الدعاء و إسراره إظهار الضعف و شدة الحاجة - منبع الحلول. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم منكل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
وقال تعالى: ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً... ) (الأنبياء:90). (الخامس) أن يجزم بالدعاء ويوقن بالإجابة ويصدق رجاءه فيه: قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه " (رواه الترمذي، وصححه الألباني). آداب الدعاء - موقع مقالات إسلام ويب. وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، وليعزم المسألة، وليعظم الرغبة، فإن الله لا يعظم عليه شيء أعطاه " (مسلم). وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا يقل أحدكم إذا دعا اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت فليعزم المسألة فإنه لا مكره له " (البخاري وسلم). قال سفيان بن عيينة: لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين} (الحجر: 36-37). (السادس): أن يلح في الدعاء ويعظم المسألة ويكرر الدعاء ثلاثاً: قال ابن مسعود: "كان عليه السلام إذا دعا دعا ثلاثاً وإذا سأل سأل ثلاثاً". وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه " (الطبراني وصححه الألباني).
ومعنى الحديث صحيح؛ إذ لا بد مع الدعاء من حضور القلب والإيقان بالإجابة. قال الإمام الرازي - فيما نقله المناوي في "فيض القدير" (1: 229) -: أجمعتِ الأمة على أن الدعاء اللساني الخالي من الطلب النفساني قليلُ النفع، عديم الأثر. شروط وآداب قبول الدعاء - إسلام أون لاين. [9] أخرجه البخاري (6338)، ومسلم (2678). [10] ملاك الأمر - بفتح الميم ويكسر -: قوامه الذي يملك به. [11] إحياء علوم الدين (3: 33)، كتاب شرح عجائب القلب، بيان تفصيل مداخل الشيطان إلى القلب. [12] أخرجه أحمد في مسنده (5: 277)، (22386) من حديث ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ))، وهو حديث حسن لغيره؛ كما في التعليق على المسند (37: 68)، طبعة مؤسسة الرسالة، وانظر ما كتبتُه بإسهاب في تعليقاتي على "العقيدة الإسلامية"؛ للمكي بن عزوز (ص: 352: 355). [13] اقتباس من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يغني حَذرٌ من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقّاه الدعاء فيَعتلِجان إلى يوم القيامة))؛ أي: يتصارعان؛ رواه الحاكم في المستدرك (1: 492)، وصحَّحه ووافقه الذهبي.
وكذلك يستحب إخفاء الدعاء وعدم إظهاره لقوله تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾، ذلك أن في إخفاء الدعاء مقاصد وفوائد، منها أنه أعظم في الأدب والتعظيم، فنحن في حضرة الرؤساء والملوك لا نسأل برفع الصوت وإنما نخفض عندهم الأصوات، فما بالنا ونحن في حضرة الخالق ملك الملوك، كما أنه أبلغ في الإخلاص وفي التضرُّع والخشوع الذي هو روح الدعاء ومقصده، وكذلك أبلغ جمع القلب وخشوعه حيث إن رفع الصوت يتنافى مع الخشوع ويفرِّقه، كما أنه أدعى إلى دوام الدعاء والطلب، حيث اللسان لن يملَّ والجوارح لن تتعب وتكل برفع الصوت. الفكرة من كتاب كيف يكون الدعاء مستجابًا؟ إن الدعاء علاقة سامية تُلخِّص معنى العبودية، كما أنه علاقة مباشرة بين العبد وربه بلا وسيط ولا شفيع، بمجرد أن يرفع يديه إلى ربِّه ويسأله حوائجه يستجيب له ربه ويعطيه من فضله وجوده وإحسانه، ولذلك قال رسول الله ﷺ: "الدعاء هو العبادة"، ونظرًا إلى أهمية الدعاء في حياة المسلم وضع الشرع له أحكامًا وآدابًا وسننًا ومنهيَّاتٍ تتعلَّق به. يضمُّ هذا الكتاب بين دفَّتيه رسالة تقف بنا وقفاتٍ شائقة على مظانِّ الدعاء المستجاب، وآدابه بين العبد وربه، ونماذج من هديه ﷺ في ذلك لنقتدي بسنَّته ونتأسَّى به، وتعرَّفنا بما يجب علينا قوله وما لا يجب وما الشروط التي لا يصحُّ إلا بها، حتى إذا استكملها الإنسان يُرجَى له قبول الدعاء، ما إن يأتي الإنسان بها على الوجه المطلوب كانت الإجابة على قدر اجتهاده في تحصيل الشروط والآداب واجتناب موانعه.
الحرص على تقديم الأعمال الصالحة بإخلاص النيّة لله -سبحانه-، مثل: التصدُّق، والصيام، وغيرهما؛ لتكون العبادة وسيلةً للإجابة. تجنُّب الدعاء على الأهل، أو النفس، أو المال. الدّعاء للوالدين والأهل والأخوة، وسائر المسلمين. تكرار الدعاء وطلب الحاجة بإلحاح، ودون استعجال للإجابة، والسؤال ثلاث مرّات.
[14] اقتباس من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من فُتح له في الدعاء منكم، فتحت له أبواب الجنة))؛ رواه الحاكم في المستدرك وصححه. [15] أخرجه أحمد 3: 18 (11133)، والبخاري في "الأدب المفرد" (710)، والحاكم في المستدرك (1859)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. [16] أخرجه الترمذي آخر أبواب ثواب القرآن (2927)، من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - وقال: حديث حسن غريب.
وانتظار الخير كله من الله، وتهيئة النفس لذلك باب أصيل في بناء الملكات الأخلاقية، ولا سيما إذا لاحظنا مخلصين أن الأمر كله بيد الله، وأن العبد لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا. فمن كان في ريب فليجرب الثقة بالله مرة واحدة، وليدعه فإنه عز شأنه لا يرد الدعاء. ١ ص١٤٩ ج١. ٢ نهاية الأرب ج٥ ص٢٨٥. ٣ ص٩١ من مجموع أوراد البكري.