أما يونس عليه السلام فلما تركهم وخرج ركِب في سفينةٍ البحرَ ولما كانوا بوسطه هاجت الرياح وارتفعت الأمواج، فاقترعوا على رجلٍ يُلقونه في البحر، فوقعت القرعة على يونس عليه السلام. فأبوا أن يُلقوه لِمِا توسموا فيه من سمات التقوى والصلاح، فأعادوا القرعة مرة ثانية وثالثة فكان لا يخرج إلا سهمه عليه السلام. ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) - YouTube. كما قال تعالى: { فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} [الصافات:141]. أي كان من الخاسرين لهذه القرعة. فقام يونس عَليه السلام وألقى بنفسه في البحر، فبعث الله إليه حوتًا ليلتقمه أي ليبتلعه وأمر الله الحوت ألا يؤذي سيدنا يونس عليه السلام. وهناك في هذه الظلمات؛ في ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل كما قال ابن مسعود وغيره- قام يونس عليه السلام يُصلي ويدعو ربه ويستغفره لما بدَرَ منه ودعا ربه بهذه الكلمات الرقراقة الجميلة: لا إله إلا أنت سُبحانك إني كُنتُ من الظالمين. فاستجاب ربنا جلَّ وعَلا لهذه الكلمات وقَبِل هذه الإنابة من عبده ونبييه يونس بن مَتَّى وأنجاه من بطن الحوت وأكرمه، كما قال تعالى: { فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات:143- 146].
اللهم اكفنا السوء بما شئت، وكيف شئت، إنك على ما تشاء قدير، يا نعم المولى ويا نعم النصير، غفرانك ربنا وإليك المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحانك لا نحصى ثناء عليك كما أثنيت على نفسك جل وجهك، وعز جاهك، يفعل الله ما يشاء بقدرته، ويحكم ما يريد بعزته، يا حي يا قيوم، يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله برحمتك نستعين يا غياث المستغيثين اغثنا يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم لا إله إلا أنت ارزقنا فإنك خير الرازقين لا إله إلا أنت استرنا يا خير الساترين لا إله إلا أنت أيقظنا يا خير من أيقظ الغافلين لا إله إلا أنت أصلحنا يا من أصلح الصالحين يا قرة عين العابدين. أدعية شهر رمضان مكتوبة مفاتيح الجنة ومن أدعية شهر رمضان مكتوبة مفاتيح الجنة أيضا: لا إله إلا أنت عدد ما رددت وسبحان الله عدد ما سبح به جميع خلقه سبحان من هو محتجب عن كل عين. سبحان من هو عالم بما في جوف البحار سبحان من هو مدبر الأمور سبحان من هو باعث من في القبور سبحان من ليس له شريك ولا نظير، ولا وزير، وهو على كل شئ قدير اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد واجعلنا على الإسلام ثابتين، ولفرائضك مؤدين وبسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم متمسكين،وعلى الصلاة محافظين، وللزكاة فاعلين، ولرضاك مبتغين، وبقضائه راضين، وإليك راغبين، يا حي يا قيوم، إنك جواد كريم، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إني أسألك بمحمد نبيك، وإبراهيم خليلك، وموسي كليمك، وعيسي نجيك وروحك، وبتوراة موسي، وإنجيل عيسي، وزابور داود، وفرقان محمد صلى الله عليه وسلم، وبكل حي أوحيته أو قضاء قضيته، أو سائل أعطيته، أو غني أغنيته، أو ضال هديته، أسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد القادر المقتدر، أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع وتخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري، وتستعمل به جسدي، وجوارحي وبدني ما أبقيتني بحولك وقوتك، يا رب العالمين.
آية كريمة تستوجب تدبرنا لجمالها وعظيم فضلها، قال الله عزّ وجلّ: { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:87-88]، وفي رحاب كلام الله العظيم ندرك فضل التسبيح والتوبة إلى الله تعالى، وأن ملازمة التسبيح كانت سببا بفضل الله الكريم في نجاة سيدنا يونس عليه وعلى نبينا وجميع الأنبياء الصلاة والسلام، وأن قول: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} سمة من سمات المؤمنين، وسبب في نجاتهم من الغم بفضل الله العليم الحكيم. وفي السنة النبوية بيان لفضل هذا الذكر الرفيع الشأن، وفيه حث للمسلمين للتخلص من الكرب والبلاء، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أُخبِرُكم بشيءٍ إذا نزل برجلٍ منكم كربٌ أو بلاءٌ من بلايا الدُّنيا دعا به يُفرَّجُ عنه ؟ فقيل له: بلَى، فقال: دعاءُ ذي النُّونِ: لا إلهَ إلَّا أنت سبحانَك إنِّي كنتُ من الظَّالمين » " ( الألباني)، ولذا فعلى كل مسلم أن يحرص على ملازمة هذا الذكر الكريم ومعرفة أجره، فيعلمه لأهله، ويثابرعلى تعريف فضله لغيره.