هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (الأحزاب:٥٦). الجمعة: 20 / 5 / 1438هـ
((ولئن سألني لأعطينه))؛ أي: طلب مني شيئًا من أمور الدنيا والآخرة لأُجيبن دعوته. ((ولئن استعاذني لأعيذنه))؛ أي: طلب مني أن أعيذه مما يخاف لأُعيذنه ولأُجيرنه. الفوائد من الحديث: 1- إثبات الولاية لله عز وجل؛ أي: إن لله تعالى أولياءَ. 2- أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب؛ لأن الله جعل ذلك إيذانًا بالحرب. 3- أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة. 4- أن من واظب على السنن وصل إلى محبة الله. 5- فيه رد على زعم أن الولي له منزلة مَن بلغها سقطت عنه التكاليف، فمن تأمل الحديث وجد أن من بلغ مرتبة الولاية فعليه أن يزداد حفاظًا على الفرائض والنوافل. [1] الوافي (335). [2] قطر الولي على حديث الولي (229). من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب شرح. [3] شرح الأربعين لابن دقيق العيد (120)، شرح الأربعين لابن العطار (182).
وأما الدرجة الثانية: فهي درجة السابقين المقربين ، وهم الذين تقربوا إلى الله بعد الفرائض ، فاجتهدوا في نوافل العبادات من صلاة وصيام وحج وعمرة وقراءة قرآن وغير ذلك ، واجتنبوا دقائق المكروهات ، فاستوجبوا محبة الله لهم ، وظهرت آثار هذه المحبة على أقوالهم وأفعالهم وجوارحهم.