إن هذه الجهودَ الضخمة والكثيفة من علماء الإسلام على مر العصور تبين عظيمَ مكانةِ السنة في الإسلام وأهميتها. وأنه لا إسلام للمرء بدون قبول السنة والعمل بها، ومن ردها أو أنكرها فليس بمسلم. إلاَّ إنَّ أبرز صور عناية العلماء بالسنة المطهرة الردُ على الزنادقة والمستشرقين، الطاعنين في السنة النبوية، الرادّين لها وعليها، الزاعمين أن بعض نصوصها لا يليق بالحضارة المادية المعاصرة، وأن بعض تلك السنن النبوية بحاجة إلى مراجعة وتنقيح، هكذا، وبكل سخافة ونقصان عقل يحكّمون زبالات أذهانهم وعقولهم المريضة في السنة النبوية، وهي وحي الله -تعالى-. ولذلك -أيها الناس- كان الذبُ عن الإسلام، والدفاعُ عن حياضه، ونُصرةُ الدينِ ونبيِ الإسلام وسنته الكريمة؛ واجباً مقدساً، وفرضاً محتماً، خاصةً ونحن نشهد تطاولاً متكرراً على نبينا -صلى الله عليه وسلم- وسنته الشريفة المباركة. وهذا التطاول والتهكم والسخرية –للأسف- من بعض بني جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتنا، ويكتب بعضهم في صحفنا، تطاولوا على سنة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- همزاً ولمزاً، وتعريضاً وتلويحاً. مكانة السنة النبوية في التشريع الإسلامي. في لقاء فضائي، ذكر أحدهم حديثاً للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ووصفه بأنه متوحش!.
[أخرجه البخاري] وتابع: علمتنا السنة النبوية الجليلة أن اشتغال الإنسان بأي عمل شريف؛ يرفعه، ويكرّمه، ويغنيه، وخير له من سؤال الناس؛ فقال سيدنا رسول الله ﷺ: «لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ». [أخرجه البخاري] وشدد الأزهر على أن الأمر بالتفرق في الأرض لطلب الرزق وقضاء مصالح الخلق، جاء بعد الأمر بالسعي إلى صلاة الجمعة واغتنام فضلها؛ ليظهر شمول إسلامنا الحنيف وجمعه بين ابتغاء الدار الآخرة، وتحصيل منافع الدنيا بالبذل والعمل؛ قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. [الجمعة: 10] اقرأ أيضا:-«السياحة والآثار» تهنئ عمال مصر بمناسبة عيدهم | فيديو
"ا. هـ. وصدقَ وبرَّ - رحمه الله -، كيف يكون مسلماً من يردُ حديثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو يحكّمُ عقلَه المريضَ في الوحي المقدس!. 3- ومن عناية العلماء بالسنة المطهرة عقد مجالس التحديث والرواية، في مختلف الأزمان والأحوال، إلى زمننا هذا، وحث الناس على حضورها، والعناية بآداب تلك المجالس، والتدقيق في شروط الإملاء، وقوانين الرواية. ولو قد علمتم نبأَ تلك المجالس الحديثية المباركة في قراءة كتب السنة المطهرة، التي تعقد بين الفينة والأخرى هذه الأيام، على يد علماء أفذاذ، ومحدثين ثقات، إذاً لرأيتم عجباً، ولسمعتم أمراً مطرباً، عن هذا الجمع المبارك، رجالاً ونساء، صغارا وكبارا، يحتشدون في مسجد واحد، ويبدؤون في سماع حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بعد صلاة الفجر إلى منتصف الليل، لا يقومون إلا لصلاة أو طعام. فلله درهم، ونضّر وجوههم. 4- أيها الكرام: من عناية العلماء بالسنة المطهرة المعرفة التامة بنقلة الأحاديث ورواة السنة وأحوالهم وأخبارهم، وتمييز الثقات والمقبولين عن الضعفاء والمجروحين، ووضع التصانيف المتنوعة حول ذلك. مكانة السنة النبوية في التشريع الاسلامي. 5- ومن عناية العلماء بالسنة المطهرة تنقيحها من الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي نشأت وانتشرت في عصور مختلفة ولأسباب متعددة، وتصنيف المؤلفات في بيانها والتحذير منها، ووضع الأسس والقواعد المبينة للصحيح من السقيم.
وجه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية رسالة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أبرز فيها مكانة العمل في الإسلام وذلك بالتزامن مع عيد العمال ويوم العامل. وقال الأزهر: "إن الله سبحانه وتعال جعل الأرض طيِّعة ميسرة للعمل وطلب الرزق، وذكّر عباده بهذه النعمة وحثهم على السعي والأخذ بأسباب الرزق؛ فقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور}. [الملك: 15] ولفت مركز الأزهر إلى أن الحقُّ سبحانه هيئ الكون والخلق للعمل والسعي، فأنعم على خلقه بنعمتي الليل والنهار، وجعل النهار للعمل والمعاش، والليل للسكون والراحة بعد الكد؛ قال سبحانه: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: 73]، وقال سبحانه:{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}. مكانه السنه النبويه في التشريع الاسلامي. [النبأ:11] وأشار الأزهر إلى أن الإسلام قرر أن أفضل طعام الإنسان ما اكتسبه من كده وعمل يده؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».