والواقع أن فكرة قطع طريق الهند وحرمان مصر من مغانمها لم تكن بعيدة عن أفكار الصليبيين؛ فلما انهارت حملاتهم ومشاريعهم واستطاعت مصر أن تردهم نهائياً عن الشام وثغوره، استردت مصر كل سيادتها وسيطرتها على طريق الهند؛ ومن جهة أخرى فإن جمهورية البندقية لم تكن كباقي الدولة النصرانية متحدة الرأي مع الصليبيين دائماً، وكانت في معظم الأحيان تؤثر مصالحها التجارية وتؤثر البقاء على صداقة مصر. ولبثت مصر تسيطر على طريق الهند والبندقية تستأثر بمعظم مغانم التجارة الهندية حتى أواخر القرن الخامس عشر؛ وكانت علائق مصر والبندقية دائمة التوثق تنظمها دائماً معاهدات متوالية تسعى جمهورية البندقية دائماً إلى عقدها مع حكومة السلاطين. ولكن حدث في أواخر القرن الخامس عشر أن حاول البحارة البرتغاليون اكتشاف طريق جديد للهند؛ واستطاع فاسكودي جاما في سنة 1497 أن يكتشف طريق رأس الرجاء الصالح، وأن يصل عن هذا الطريق إلى ثغر قاليقوط في غرب الهند؛ ولم تمض أعوام قلائل حتى أنشأ البرتغاليون في هذا الثغر مستعمرة برتغالية، وأخذت بعوثهم البحرية تتردد إلى الهند عن هذا الطريق الجديد.
تردد قناة الجزيرة الوثائقية Aljazeera Doc TV علي جميع الأقمار الصناعية نعرض لكم تفاصيل تردد قناة الجزيرة Aljazeera Doc TV، والتي تقدم مجموعة من الأفلام الوثائقية العربية والأجنبية المدبلجة باللغة العربية، حيث تمتلك مكتبة ضخمة من أهم الأعمال المرئية في مجالات العلوم، والتاريخ البشري، والوثائقيات السياسية. وعقب إطلاق بث تردد قناة الجزيرة Aljazeera Doc TV، ونجحت قناة الجزيرة الوثائقية في تقديم محتوى متنوع على شاشتها، وتحديد زمن عرض 60 دقيقة لكل برنامج وثائقي، لتحوز على إعجاب الملايين من مشاهديها في الوطن العربي، وتحقق إقبالاً كبيراً خلال زمن قصير. مزيد من التفاصيل: #تعقب #موقع_تعقب #taaqup #ترددات_القنوات #ترددات_القنوات_الفضائية #قناة_الجزيرة_الوثائقية #قناة_Aljazeera_Doc_TV
كل ذلك كان يحدث بينما كانت أوروبا موزعة بين خضوعها للإرادة الأمريكية، وبين تغليب مصالحها، مما أثار حمية الشعب الروسي، فراح يلتف حول زعيمه غير مبالٍ بالاتجاه الديكتاتوري الناشئ ولا بسلطته المطلقة. تلميع الصورة.. عودة إلى عصر الأناشيد الجماهيرية يرصد فيلم "بوتين.. تصميم شعار مثل شعار قناة الجزيرة. الإمبرطور الجديد" تأثيرات الغرب السلبية على الحركة الليبرالية الروسية حين أعلن نفسه وصيا عليها وناطقا باسمها، وعلى جانب ثان يتوقف عند موقف "بوتين" من معارضيه ومن الإعلام المنتقد لتصرفاته واستغلاله المال العام لتعزيز سلطته، وقد عاملهم بقسوة، وصفى رموزهم، وسعى بكل قوته وبقوة موارد البلاد الطبيعة التي تكاد دائرة صغيرة من مقربيه أن تهيمن على مقاديرها، كل ذلك من أجل تغيير صورته السابقة كرجل مخابرات إلى صورة قائد دولة من طراز رفيع. يكشف الوثائقي عمليات "بوتين" المنظمة لشراء مؤسسات الدولة الإعلامية وفتحه قنوات تلفزيونية خاصة به وبحزبه تبث ليل نهار دعايتها لتبييض صورته، وبفضلها سيصبح "بوتين" الرجل المحبوب الأول في البلاد، إذ تُلحن له الأغنيات وتنشد الجماهير له الأناشيد وستكرس الأبواق العالية في أذهانهم معادلة خطيرة تقول: الليبرالية لا تجلب سوى المشاكل والانقسامات، أما المركزية وتفرد زعيم مقتدر بالسلطة سيعزز الأمن والاستقرار.
كانت سوريا رهانا حاسما، وبتجاوزه يبرهن للعالم قوته واستعداده لإعادة "الدب الروسي" إلى الحظيرة الدولية، ليكون قطبا مهما فيها، كما أرادها مطية لفرض نفسه إمبراطورا. تكشف ملاحقة سلوك "بوتين" السياسي فيما يتعلق بالموضوع الديني وتعامله مع الإسلام عن دهاء ومكر، فبينما كان يعلن حربه على "الإرهاب" الإسلامي، كان يحرص على تقديم نفسه داخليا كمدافع عن حق الأقليات، ومنها المسلمة في العيش بسلام، والتمتع بحقوق متساوية مع غيرها من الأديان، وعلى المستوى "المسيحي" رأينا رهانه الكبير على الكنيسة وعلى دعم قادتها له، انطلاقا من فهمه لقوة تأثيرها على الناس، والأهم دورها في تعزيز وجوده كقائد أوحد للبلاد. صاحب "ثلاثية بوتين" المخرج جون ميشيل كاريه يستنتج الوثائقي حقائق تعززها مباحثه ومقابلاته والكم الكبير من الوثائق المصورة والأرشيف، وهي أن الإمبراطور "بوتين" صار حقيقة، أو على الأقل في طريقه ليصبح كما يتمنى، ومن جهة ثانية يستبعد إمكانية تراجع الولايات المتحدة عن سياستها المتعالية وشعورها الدائم بالتفوق، في حين لا يبدو الرهان على الصين المتسعة النمو والمفضلة لمصالحها الذاتية على الآخرين مجديا في إيجاد حلول تخفف من حدة التوتر بين الغرب وروسيا، وفي هذه الحالة لا تبقى إلا أوروبا، فهي وحدها التي لها مصلحة قوية في فعل ذلك.