تحميل كتاب فرعون ذو الأوتاد PDF – أحمد سعد الدين
يقول تعالى ذكره: كذبت قبل هؤلاء المشركين من قريش ، القائلين: أجعل الآلهة إلهاً واحداً، رسلها ، قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد. واختلف أهل العلم في السبب الذي من أجله قيل لفرعون ذو الأوتاد، فقال بعضهم: قيل ذلك له لأنه كانت له ملاعب من أوتاد، يلعب له عليها. ذكر من قال ذلك: حدثت عن علي بن الهيثم ، عن عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس "وفرعون ذي الأوتاد" قال: كانت ملاعب يلعب له تحتها. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله "وفرعون ذو الأوتاد" قال: كان له أوتاد وأرسان ، وملاعب يلعب له عليها. وقال آخرون: بل قيل ذلك له كذلك لتعذيبه الناس بالأوتاد. حدثنا محمد بن الحسين ، قال: ثنا أحمد بن المفضل ، قال: ثنا أسباط ، عن السدي ، قول "ذو الأوتاد" قال: كان يعذب الناس بالأوتاد، يعذبهم بأربعة أوتاد، ثم يرفع صخرة تمد بالحبال ، ثم تلقى عليه فتشدخه.. حدثت عن علي بن الهيثم ، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس ، قال: كان يعذب الناس بالأوتاد. وقال آخرون: معنى ذلك: ذو البنيان ، قالوا: والبنيان: هو الأوتاد. حدثت عن المحاربي ، عن جويبر، عن الضحاك "ذو الأوتاد" قال: ذو البنيان.
وحيث أن الأصل (أي التوراة) محرف ومتناقض، فطبيعي أن الاستنتاجات المبنية عليه أو المهتدية بهداه – مهما كانت دقيقة ومحايدة – تكون مشوبة بالخطأ بدرجة أو بأخرى. فضلا عن أن التاريخ المصري القديم بالذات يتم تصحيحه كل بضعة سنوات، ويتم التراجع عن معلومات كان الوسط العلمي يظنها "حقائق".. كما يحدث مثلا في مسألة مومياء إخناتون ومسألة بنوة توت عنخ أمون له، بالإضافة لظهور برديات جديدة مكتشفة تصحح قواميس اللغة المصرية المطبوعة قديما وتعدل عليها. أما نحن – المسلمين – فعندنا نصوص وحي تتميز بالدقة، لم تحرف، محفوظة حفظا إلهيا، وكل ما علينا هو دراسة النظريات التاريخية الغربية على هدى الوحي فنصل للحقيقة عاجلا أو آجلا. لكن بسبب عقدة الخواجة وعقد النقص التي نعاني منها فلن تجد في السوق إلا نوعين: الأول يعتمد تماما على فهم الغربيين للتاريخ، والمستوحى بالضرورة من فهمهم للتوراة. والثاني ساذج، تخطر له النظرية "العبقرية" فينشرها دون تدقيق ولا تحقيق، فيخدع آلاف البسطاء ويجعلهم يعتقدون أن خوفو كان عملاقا طوله عشرات الأمتار، أو أن الكائنات الفضائية بنت الهرم، أو أن الرموز الهيروغليفية هي حروف عربية قرآنية تتحدث عن صلاة الظهر وحج البيت الحرام!!
المصدر: ابن كثير, الطبري, القرطبي.