حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا مروان ، قال: ثنا مسلم الملائي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الكحل والخاتم. حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي ، قال: ثنا مروان ، عن مسلم الملائي ، عن سعيد بن جبير ، مثله. ولم يذكر ابن عباس. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا هارون ، عن أبي عبد الله نهشل ، عن الضحاك ، عن [ ص: 157] ابن عباس ، قال: الظاهر منها: الكحل والخدان. حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا سفيان ، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز ، عن سعيد بن جبير ، في قوله: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الوجه والكف. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة النور - القول في تأويل قوله تعالى " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن "- الجزء رقم19. حدثنا عمرو بن عبد الحميد ، قال: ثنا مروان بن معاوية ، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي ، عن سعيد بن جبير ، مثله. حدثني علي بن سهل ، قال: ثنا الوليد بن مسلم ، قال: ثنا أبو عمرو ، عن عطاء في قول الله ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الكفان والوجه. حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة قال: الكحل ، والسوران ، والخاتم. حدثني علي ، قال: ثنا عبد الله ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: والزينة الظاهرة: الوجه ، وكحل العين ، وخضاب الكف ، والخاتم ، فهذه تظهر في بيتها لمن دخل من الناس عليها.
[انظر: ٢٤٣ - مسلم: ١٧٩٠ - فتح ٩/ ٣٤٣]. ذكر فيه حديث سهل بن سعد. وقد سلف في الطهارة قبيل الغسل (٢) ، وهذِه الآية نزلت بعد الحجاب، وهو نزل بعد أحد بسنتين، وكان سهل إذ ذاك صغيرًا. والزينة: الوجه والكفان. وقيل: واليدان إلى المرفقين. وأورد هنا قصة فاطمة لغسلها الدم عن وجه أبيها، وإبدائها له وجهها. وقولها: (فَأُخِذَ حَصِيرٌ فأحرق). إسلام ويب - صحيح البخاري - كتاب النكاح - باب ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن إلى قوله لم يظهروا على عورات النساء- الجزء رقم3. كذا في الأصول. وفي نسخة: فحُرِّق. بضم الحاء وتشديد الراء، على وجه التكثير أو تعدية، قال الله تعالى: {لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ} [طه: ٩٧] وقرئ بضم الراء: من الغيظ (٣) ، يقال: هو محرق عليك الأرم (٤) غيظًا (٥): إذا حكَّ أسنانه بعضها ببعض. (١) ليست في الأصل. (٢) سلف برقم (٢٤٣)، باب: غسل المرأة أباها الدم عن وجهه. (٣) هي قراءة شاذة، انظر: "مختصر شواذ القرآن" ص ٩٢، و"المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات" لابن جني ٢/ ٥٨. (٤) ورد بهامش الأصل: الأرم: الأضراس. (٥) ورد بهامش الأصل: نسبها الجوهري في "صحاحه" إلى علي - رضي الله عنه -.
وعن ابن جريج أنه قال: أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أنه لا يحل لامرأة مسلمة أن تتجرد بين يدي امرأة مشركة إلا أن تكون تلك المرأة المشركة أمة لها. قوله - عز وجل -: ( أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال) قرأ أبو جعفر وابن عامر وأبو بكر " غير " بنصب الراء على القطع لأن " التابعين " معرفة و " غير " نكرة. وقيل: بمعنى " إلا " فهو استثناء ، معناه: يبدين زينتهن للتابعين إلا ذا الإربة منهم فإنهن لا يبدين زينتهن لمن كان منهم ذا إربة. وقرأ الآخرون بالجر على نعت " التابعين " والإربة والأرب: الحاجة. والمراد ب " التابعين غير أولي الإربة " هم الذين يتبعون القوم ليصيبوا من فضل طعامهم لا همة لهم إلا ذلك ، ولا حاجة لهم في النساء ، وهو قول مجاهد وعكرمة والشعبي. وعن ابن عباس أنه الأحمق العنين. وقال الحسن هو الذي لا ينتشر ولا يستطيع غشيان النساء ولا يشتهيهن. وقال سعيد بن جبير: هو المعتوه ، وقال عكرمة: المجبوب. وقيل: هو المخنث. وقال مقاتل: الشيخ الهرم والعنين والخصي والمجبوب ونحوه.
أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء أي: الأطفال الذين دون التمييز، فإنه يجوز نظرهم للنساء الأجانب، وعلل تعالى ذلك بأنهم لم يظهروا على عورات النساء، أي: ليس لهم علم بذلك، ولا وجدت فيهم الشهوة بعد، ودل هذا أن المميز تستتر منه المرأة؛ لأنه يظهر على عورات النساء. ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن أي: لا يضربن الأرض بأرجلهن؛ ليصوت ما عليهن من حلي، كخلاخل وغيرها، فتعلم زينتها بسببه، فيكون وسيلة إلى الفتنة. ويؤخذ من هذا ونحوه قاعدة سد الوسائل، وأن الأمر إذا كان مباحا، ولكنه يفضي إلى محرم أو يخاف من وقوعه، فإنه يمنع منه، فالضرب بالرجل في الأرض الأصل أنه مباح، ولكن لما كان وسيلة لعلم الزينة منع منه. ولما أمر تعالى بهذه الأوامر الحسنة، ووصى بالوصايا المستحسنة، وكان لا بد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك أمر الله تعالى بالتوبة، فقال: وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لأن المؤمن يدعوه إيمانه إلى التوبة، ثم علق على ذلك الفلاح، فقال: لعلكم تفلحون فلا سبيل إلى الفلاح إلا بالتوبة، وهي الرجوع مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه ظاهرا وباطنا، ودل هذا أن كل مؤمن محتاج إلى التوبة؛ لأن الله خاطب المؤمنين جميعا، وفيه الحث على الإخلاص بالتوبة في قوله: وتوبوا إلى الله أي: لا لمقصد غير وجهه، من سلامة من آفات الدنيا، أو رياء وسمعة، أو نحو ذلك من المقاصد الفاسدة.