من اصبح منكم امنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحمل على عاتقه شرف الرسالة، فكان دائم يذكر الاحاديث على اصحابه ومن تبعه، وكانت عائشة من اكثر الناس رواية لاحاديثه لكثرة ملازمتها له ولمجالسه ، ولكن بعد ان توفي انتشرت الكثير من الاحاديث الغير صحيحة او الموضوعة والمكذوبة. من اصبح منكم امنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه، معافى في جسده ، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا الحديث مامدى صحة الحديث؟ هذا الحديث يرويه سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الخَطْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه البخاري في كتاب الأدب المفرد و رواه ايضا الترمذي في كتاب السنن وقال: حسن غريب. وقال الشيخ الألباني ان الحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر و الله أعلم.
أو تحديد ثلاثة أيام من كل شهر، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: " أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام "(رواه البخاري). وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله "(متفق عليه). وورد تخصيصُ هذه الأيامِ بأيام البيض، فقال لأبي ذر: " إذا صمت من الشهر ثلاثًا فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة "(رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه). مجموعة خصال في رجل واحد (حديث: من أصبح منكم اليوم صائما؟). ومن الصيام ما يكون سنويًا: كصيام يوم عرفة لغير الحاج، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضله: " صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده، والسنة التي قبله "(رواه مسلم). أو عشرِ ذي الحجة، أو يومِ عاشوراء، فقد صامه وأمر بصيامه، وسئل عنه فقال: " يكفّر ذنوب السنةِ الماضية "(رواه مسلم)، وفيه " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ". ومنها: الإكثار من الصيام في شعبان، فقد كان يفعله -صلى الله عليه وسلم-، حتى قالت عائشة -رضي الله عنه-: " ولم أره صائمًا من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كلَّه، كان يصوم شعبان إلا قليلاً "(رواه مسلم). الثاني من الأعمال: اتباع الجنائز، وقد جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- حقًّا من حقوق المسلم على المسلم، فقال: " حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس "(رواه البخاري).
5 - السؤال من النبي صلى الله عليه وسلم كان استفهاميًّا، يحتاج إلى إجابة من الصحابة. 6 - قول: "أنا" من حيث هو ليس بمذموم؛ وإنما هو يُذَمُّ باعتبار إخباره مما يفتخر به، أو صدر عن إثبات النفس ورعونتها، وتوهُّم كمال ذاتها وحقيقتها، نحو أنا العالم، وأنا الزاهد، وأنا العابد، بخلاف أنا الفقير الحقير العبد المُذنب، وأمثال ذلك. 7 - الفاء في أول الأسئلة: "فمَن" ليست للترتيب؛ أي: إنَّ هذه الخصال الأربع لا بد أن تكون مرتَّبةً في اليوم الواحد؛ وإنَّما هي للتعقيب، أو تكون للتراخي في السؤال، أو التقدير: إذا ذكرتُم هذا، فمَن فعل هذا؟ [6] 8 - فضل الصدقة ، وإطعام المسكين. 9 - فضل الصيام. 10 - فضل اتِّباع الجنائز. 11 - فضل عيادة المريض. 12 - فضيلة ومنقبة لأبي بكر رضي الله عنه. حديث من اصبح منكم. 13 - من كان في مدحه خير وتشجيع له على الأوصاف الحميدة، والأخلاق الفاضلة، فهذا لا بأس به، فإذا رأيتَ مِن رجلٍ الكرمَ والشجاعة، وبذْلَ النفس، والإحسان إلى الغير، فذكَرتَه بما هو فيه أمامه من أجل أن تشجعه، وتثبته حتى يستمر على ما هو عليه، فهذا حسن، وهو داخل في قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2] [7].
8. فضل اتباع الجنازة، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن صَلّى على جِنازَةٍ ولَمْ يَتْبَعْها فَلَهُ قِيراطٌ، فإنْ تَبِعَها فَلَهُ قِيراطانِ، قيلَ: وما القِيراطانِ؟ قالَ: أصْغَرُهُما مِثْلُ أُحُدٍ". 9. الحديث الثاني والعشرون: (من أصبح منكم اليوم صائما؟) | موقع نصرة محمد رسول الله. فضل إطعام المساكين، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا النّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فمَن لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ". 10. فضل زيارة المريض، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن عادَ مَرِيضًا، لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الجَنَّةِ حتّى يَرْجِعَ"، خرفة الجنة= ثمارها وظلالها.
وفي رواية أخرى: « مَا اجْتَمَعَ هَذِهِ الْخِصَالُ فِي رَجُلٍ فِي يَوْمٍ، إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ » (رواه البخاري في الأدب المفرد). قوله صلى الله عليه وسلم: « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟ »، قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا إلى قوله صلى الله عليه وسلم: « مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ». قال القاضى: "معناه: دخل الجنة بلا محاسبة ولا مجازاة على قبيح الأعمال، وإلا فمجرد الإيمان يقتضي دخول الجنة بفضل الله تعالى". وفي رواية أخرى زاد النبي صلى الله عليه وسلم واحدة فقال: « فأيكم اليوم تصدق بصدقة »، فقال أبو بكر رضي الله عنه: "أنا يا رسول الله" فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبى بكر رضي الله عنه: « أبشر بالجنة.. أبشر بالجنة.. من اصبح منكم امنا في سربه. الله أكبر.. الله أكبر ». ما أعظم هذه الأعمال الطيبة المباركة التي تؤول بصاحبها إلى الجنة، وقد يتعجب الواحد منا كيف يحدث ذلك كله ما بين أذان الفجر والإقامة؟! ولكن يزول العجب عندما تسمع حديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد صلى الصبح، فلما قضى صلاته قال: "« أيكم اليوم أصبح صائمًا؟ » فقال عمر: أما أنا يا رسول الله بت لا أحدث نفسي بالصوم، فأصبحت مفطرًا، فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله بت الليلة أحدث نفسي بالصوم، فأصبحت صائمًا، قال: « فأيكم اليوم عاد مريضًا »، فقال عمر: يا رسول الله إنا صلينا الساعة ولم نبرح فكيف نعود المريض؟!
وقد ورد في معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: " ما اجتمعن في امرئ الا دخل الجنة "، قال القاضي: " معناه دخل الجنة بلا محاسبة ولا مجازاة على قبيح الأعمال، وإلا فمجرد الإيمان يقتضي دخول الجنة بفضل الله -تعالى -". من اصبح منكم آمنا. واجتماعها في يوم يدل على دوام السعادة لصاحبها، ومما يوجب حُسنَ الخاتمةِ ودخولَ الجنة -بعد رحمة الله -. أبو بكر -رضي الله عنه- صاحب مبادرات الخير، سمع أن للجنة ثمانيةَ َأبواب، لم يَرْضَ أن يُدْعَى من باب أو بابين، وإنما أحب أن يُدْعَى من ثمانية أبواب، فقال: " ما عَلى أحَدٍ يُدعى مِن تِلكَ الأبوابِ مِن ضرورةٍ، فَهَل يُدعى أَحدٌ مِن تلكَ الأبوابِ كُلِّها ؟ قالَ رَسولُ اللَّهِ: " نعَم، وأرجو أن تَكونَ مِنهُم "(متفق عليه). ومثل اجتهاد خليفة رسول الله أبي بكر -رضي الله عنه- في العبادات يبعث في نفس المسلم العجبَ والإعجاب، ويقود إلى الاقتداء بمثل أولئك الذين صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ففي يوم واحد يجتهد المسلم فيه بالصيام، واتباع الجنازة، وإطعام المساكين، وعيادة المريض، فإن من قام بهذه وغيرها فهي من أعمال تقوية الإيمان، بسبب اجتماع أمهات العبادات. وخصال الخير في يومِ أبي بكر لم يكن يفعل ذلك تحريًا لمثل هذا السؤال، وإنما كان ذلك يومًا معتادًا من أيامه، وما سَبَق الصِّدِّيقُ الأمةَ وكان في الفضل بعد نبيها إلا بأشياء من جنس هذه الأعمال العظيمة، لذا قَرْنُ الصحابة ومن بعدهم من سلف هذه الأمة كانت أوقاتهم مملوءة بالطاعات، وأداء نوافل العبادات، فضلاً عن الحرص على أداء الفرائض.