حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي ، قال: ثنا خالد بن عبد الله ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: كان رسول صلى الله عليه وسلم يصلي ، فجاءه أبو جهل ، فنهاه أن يصلي ، فأنزل الله: ( أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى)... [ ص: 524] إلى قوله: ( كاذبة خاطئة).
من نماذج الكفرة الطغاة وهذا نموذجٌ من الناس الذين يعيشون الطغيان في شخصياتهم، فينصبون أنفسهم قيّمين على الناس، حيث يطلبون منهم أن يطيعوهم في كل شيءٍ، بعيداً عما إذا كان ذلك حقاً أو باطلاً، لأن المسألة لديهم هي أن يحقِّقوا ذواتهم في المجتمع بتأكيد إرادتهم في إسقاط إرادة الناس من حولهم، لتكون الكلمة كلمتهم في كل شيء. {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى*عَبْداً إِذَا صَلَّى} وهذا هو ما نلاحظه لدى الكثيرين من الناس في كل زمانٍ ومكانٍ، ممن يتعقّدون من الإيمان والمؤمنين، فيعملون على ممارسة كل ألوان الاضطهاد عليهم، لإبعادهم عن الصلاة التي هي المظهر العملي الحيّ للإيمان، وللعبادة المنفتحة على الله بكل كلمةٍ من كلماتها، وكل حركةٍ من حركاتها، الأمر الذي يجعلها معراجاً للمؤمن، يعرج ـ من خلالها ـ بروحه إلى الله. {أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى} أي إن كان هذا الإنسان الذي يصلي، ويأتي هذا المنحرف الضالّ لينهاه عن صلاته، أرأيت إن كان سائراً في خط الهدى، {أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى} في دعوته إلى الله، وفي أمره للناس بالتقوى، كيف يواجه الموقف الذي يقفه منه؟ وهل يعرف ما هي النتائج السلبية الصعبة التي ستحدث له من خلال ذلك؟ {أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} هناك تفسيرٌ آخر، بأن يكون الضمير راجعاً إلى الناهي، لو كان من المهتدين الآمرين بالتقوى، وهو يعلم بأن الله يراه، ماذا كان يجب أن يفعله، وهل ينهى هذا العبد عن الصلاة أو يأمره بها؟ وهو معنى غير واضحٍ من سياق الآيات.
التنفيذ كان على الأرض بشكل لم تعرفه مصر من قبل، ليس في عهد الاستبداد بعد حركة ضباط الجيش في سنة 1952، بل وفي عهد الاحتلال الأجنبي للبلاد بيد أن التنفيذ كان على الأرض بشكل لم تعرفه مصر من قبل، ليس في عهد الاستبداد بعد حركة ضباط الجيش في سنة 1952، بل وفي عهد الاحتلال الأجنبي للبلاد، إذ وجدنا مسؤولين محليين في الأوقاف يشرفون بأنفسهم على إغلاق المساجد، وبدوا مكلفين برفع صورهم وخلفهم الأبواب المغلقة على مجموعات خاصة بالوزارة، لتنتشر على منصات التواصل، وتمثل فضيحة مكتملة الأركان للنظام العسكري الحاكم. وشاهدنا مسؤولاً في الأوقاف، يدخل في مشاجرة مع المصلين الذين صلوا ست ركعات من التراويح ويرفض أن يتموها ثماني ركعات، لأن الوقت قد انتهى ، وكأننا في لجنة امتحانات، انتهت مدتها ولا بد من الإسراع في جمع أوراق الإجابات من الطلاب! لقد منحوا مسؤولي الوزارة الضبطية القضائية لمواجهة أي مخالفة للقانون، ولا تسأل عن القانون الذي نزل هؤلاء ليطبقوه فيذكروننا بالضبطية القضائية الممنوحة لمجلس نقابة المهن الموسيقية، بما يمكن مسؤوليها من ارتياد الملاهي الليلية لمنع الغناء أو الرقص بدون ترخيص من النقابة ومن جهات الاختصاص، وإن كانوا يمارسون عملهم بدون ضجة، لأنهم يكتفون بتحرير محضر بالواقعة ورفعها للبوليس المختص، وليس كما يفعل مسؤولو وزارة الأوقاف من منع المخالفة بأيديهم.
عضو جديد رقم العضوية: 27084 الإنتساب: Dec 2008 المشاركات: 26 بمعدل: 0.