منظومة في أسماء الله الحسنى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله - YouTube
الكريم: اسم يدُلّ على المُبالغة في كرم الله -تعالى- وعطائه؛ فهو يُعطي بلا أسباب، ومن غير مُقابل، ولجميع خلقه، وهو من الأسماء الجامعة لكُل ما يُحمد. أسماء الله الحُسنى حث الله -تعالى- عباده أن يدعوه بأسمائه الحسنى؛ فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، وقد بشّر النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ من أحصاها، ودعا ربّه بها، وعمل بما فيها؛ سيدخل الجنّة؛ فقال: (لِلَّهِ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ اسْمًا، مَن حَفِظَها دَخَلَ الجَنَّةَ، وإنَّ اللَّهَ وِتْرٌ، يُحِبُّ الوِتْرَ. وفي رِوايَةِ ابْنِ أبِي عُمَرَ: مَن أحْصاها) ؛ وفي ذلك تزكية للنفس، وزيادة خُشوع المسلم، وتعظيمه لمحبّة الله -تعالى-، بالإضافة إلى البُعد عن المعاصي والفُجور. المصدر:
ثالثاً: قواعد وضوابط في أسماء الله الحسنى: ذكر العلماء قواعد وضوابط في باب أسماء الله الحسنى، ولعل من أبرزها ما يلي: ١- أسماء الله تعالى كلها حسنى، أي: بلغت في الحُسْن غايته ونهايته، فلا يوجد اسم لله تعالى إلا وتضمّن معاني الجمال والجلال والكمال والتمام، وهذه الأسماء أعلام وأوصاف، أعلام بمعنى أنها أسماء لمسمى واحد وهو ذات الله تعالى، وأوصاف، أي: كل اسم دلّ على صفة من صفات الله جلَّ وعلا. ٢- الضابط في إثبات أسماء الله تعالى وصفاته هو: أن نثبت كل اسم وصفة أثبتها الله لنفسه في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بلا زيادة ولا نقصان ولا تبديل ولا تغيير، لأن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية، بمعنى أن إثباتها متوقف على الدليل من القرآن والسنة، فليس للمسلم أن يستحسن أسماء لله تعالى من عقله، بل لا بد أن يستند إلى دليل صحيح صريح في إثبات أي اسم أو صفة، لأن اختراع اسم لله تعالى من غير دليل هو تقوّل على الله بلا علم. قال البغوي في تفسيره: "وقال أهل المعاني: الإلحاد في أسماء الله تسميته بما لم يتسمَّ به، ولم ينطق به كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجملته أن أسماء الله تعالى على التوقيف".
الحافظ والحفيظ: اسم الحفيظ ورد في قوله -تعالى-: (إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظ) ، وهو اسم يدُلّ على حفظه لعباده من حيث أعمارهم وأقوالهم، وإبعادهم عن السوء، وحفظه لأوليائه من حيث منعهم من فعل الذُنوب، وإبعاد الشيطان عنهم، أمّا اسم الحافظ فقد جاء ذكره بقوله -تعالى-: (فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين) ، وهو اسم يدُلّ على حفظه للسماوات والأرض من الزوال والاندثار. معاني أسماء الله المتعلقة بعلمه توجد بعض أسماء الله الحُسنى المُتعلقة بِعلمه، ومنها ما يأتي: العليم: اسم يدُلّ على صفة من صفات الل -تعالى- وهي العلم، وقد جاء ذكر هذا الاسم في كثيرٍ من آيات القُرآن؛ كقوله -تعالى-: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). الخبير: اسم يدُلّ على علم الله -تعالى- وإحاطته بكل شيء في هذا الكون؛ سواءً الأُمور الظاهرة أو الباطنة، في الماضي أو الحاضر أو المُستقبل، وقد ذهب الغزالي إلى أنّ الخبير تعني العلم بالأُمور الباطنة. معاني أسماء الله المتعلقة بعطائه هُناك بعض أسماء الله الحُسنى التي تتعلق بعطائه، ومنها ما يأتي: البَرُّ: المُحسن؛ كثير الإحسان والعطاء لعباده، وقد جاء هذا الاسم في قوله -تعالى-: (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ).