إن العاقل الذي يتأمل ما وصلت إليه البشرية اليوم ليحترق أسى، ويذوب حياء، ويكتوي لوعة، ويلتهب حرقة، ويرتعد خوفا، ويرتجف فرقا؛ حق للقلوب المؤمنة أن تتقطع ألما، وآن للأنفس الطاهرة أن تتمزق ندما، وحان للأعين الصادقة أن تبكي دما، فكيف يهنأ المؤمن زادا، وكيف يسيغ شرابا، ويتبسم ضاحكا، ويمضي ساليا، ويعيش هانئا، وينام قريرا وهو يرى ما يمض الأجسام، ويمزق الأفئدة، ويبدد القلوب من اعتداء على الحرمات، وانغماس في الشهوات، وَتَحَدٍّ لرب الأرض والسماوات، ومجاهرة بالقبائح، وإعلان بالفضائح؟. لقد كان -صلى الله عليه وسلم- يغضب غضبا شديدا إذا انتهكت حرمة من حرمات الله، فكيف ظنك به لو اطلع على هذا الانتهاك المرير، والاعتداء الخطير الذي لم تعد تراعى فيه حرمة، أو يحترم شرع، أو يُستحيا من رب السماوات، إلا مَنْ رحم الله!. إن من البيان لسحرا. إن أفضل واعظ كتاب الله، وأصدق حديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ وإن هذه القطرات من ذلك الغيث الهنيء، وهذه القنوات من تلك البحور الزاخرة، والأنهار الرقراقة، وهذه الومضات من ذلك النور الأتم، والهدي الأكمل. وإن هنالك من البشر من لا تهزه كلمة، ولا تنفعه موعظة، ولا توقظه ذكرى، ولا يؤثر فيه بيان، ولو ابتغيت نفقا في الأرض أو سلما في السماء لتأتيهم بآية بينة، وأدلة قاطعة، فإنهم لا يسمعون!
( إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [الأنعام:36]. يا أيها المؤمن: هذا هتاف الإيمان، ونداء الحق، فاستمع يوم ينادي المناد من مكان قريب من القلب، حبيب إلى النفس، استمع قبل أن تسمع الصيحة بالحق فلا قيمة للتوبة، ولا فرصة للعودة، ولا أمل في الرجعة. فلو ناديت يومئذ: ( رَبِّ اْرْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحَاً فِيمَا تَرَكْتُ)، لم يسمع نداؤك، ولم يقبل رجاؤك، وسمعت النداء الحق: ( كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ) [المؤمنون:99-104].
(10) فقولوا لبيت الفقر لا يامن الغنى وبيت الغنى لا يامن الفقر عايد (الخلاوي) دوام الحال من المحال، وللدهر تقلبات عجيبة، فلا يغتر الثري بماله ويظن انه بأمن من الفقر، ولا ييأس الفقير من حاله ويقطع الأمل.. ومغزى الحكمة ان لا يصاب الغني بالطغيان ولا الفقير باليأس، وان يكون الرجل رجلاً في كل الحالات قدر الامكان.. ما اجمل قول حاتم الطائي: شربنا بكأس الفقر يوماً وبالغنى وما منهما الا سقانا به الدهر فما زادنا بغياً على ذي قرابة غنانا، ولا ازرى بأحسابنا الفقر كلام من ذهب خاصة انه من رجل قول وفعل! ان من البيان لسحرا وان من الشعر لحكمة. (11) ورب شحيح على ماله.. لأعدى عدو له يخزنه (أبو العتاهية) كان الجاحظ - الله يسامحه - يقول عن شعر ابي العتاهية (أملس البطون ليس له عيون!! ) والذي يقرأ ديوان ابي العتاهية يجد فيه من عيون الشعر ولكن الناقد حين يحكم ذوقه الخاص يظلم.. المهم ان البيت حكمة، فالشحيح كثيراً ما يترك ماله لمن يكرهه.. كرهاً متبادلاً.. وقرأت أن الغربيين يشبهون البخيل بالخنزير فتعجبت لأنهم لايكرهون الخنزير، ثم تبين لي وجه الشبه وفيه فن، فإن الخنزير لا يستفيدون منه ابداً وهو حي فهو لا يحلب ولا يبيض، ولا يجز صوفه فيفيد، وهو حي ليس له اي فائدة، ولكن حين يذبحه النصارى يجدون اللحم والشحم الموفَّر!..
20-02-2011 ابو محارب اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين 20-02-2011 إشتيـآقي مـآلــہ ح'ـدّ | اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين 20-02-2011 ĮŘสqĩฮღŧŏ.
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين | Instagram photo, Instagram, Photo and video
وكذلك قوله (كتب له ثواب أربعة من الملائكة وأربعة من الأنبياء) فإن الملائكة والأنبياء أفضل خلق الله فلا يشابههم أحد في ثوابهم ودرجاتهم فضلاً عن أن يفضلهم، بل الصحابة رضي الله عنهم لا يشابههم أحد في ثوابهم ودرجاتهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. رواه البخاري ومسلم. وما ثبت في الأحاديث الصحيحة من صيغ للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يغني عن غيره، وراجع الفتوى رقم: 5733 ، والفتوى رقم: 5025. اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين | Instagram photo, Instagram, Photo and video. والله أعلم.
فهو نوعُ توبيخٍ وتنبيه على ما تقتضيه الفطرة التي فطر اللهُ عليها عباده منذُ خلقكم وأنتم من سلالة هؤلاء المفطورين على تقبيح الظلم وتحسين العدل والانصاف فاتقوا الله وعودوا إلى ما هو مغروزٌ في جبلَّتكم التي خُلقتم مطبوعين عليها. والحمد لله ربِّ العالمين الشيخ محمد صنقور 28 / رجب المكرَّم / 1443ه 3 / مارس / 2022م ------------------------------------------ 1- سورة الشعراء / 184. 2- تفسير مجمع البيان -الطبرسي- ج7 / ص349، غريب القرآن -ابن قتيبة الدينوري- ج2 / ص320. 3- سورة يس / 62. اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين | كنج كونج. 5- لسان العرب -ابن منظور- ج11 / ص98، المستدرك على الصحيحين -الحاكم النيسابوري- ج2 / ص185. 6- من لا يحضره الفقيه -الصدوق- ج4 / ص381. 4- ﴿أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ / وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ / وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ / وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ﴾ سورة الشعراء / 181-184.
ومِن ذلك أيضاً ما رُويَ عن الرسول الكريم (صلَّى الله عليه وآله): "جُبلت القلوبُ على حبِّ مَن أحسنَ إليها، وبُغْضِ من أساءَ إليها" (5) أي طُبعت وفُطرت القلوبُ على حبِّ من أحسن إليها. معنى: ﴿واتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ والْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية. فحبُّ المُحسِن صفةٌ مغروزةٌ ومركوزة في القلب أي خُلق القلبُ حين خُلق مطبوعٌ عليها. وعليه فبناءً على أنَّ المراد من الجبلَّة في الآية هو الطبيعة والفطرة فإنَّ مقتضى ذلك هو أنَّ الجبلَّة منصوبة بنزع الخافض أي أنَّ ثمة محذوفاً هو المعطوف على المفعول به، والجبلَّة مضافٌ لهذا المحذوف، فتقديرُ الآية بناءً على ذلك هو: واتقوا الذي خلقَكم وذوي الجبلَّةِ الأوَّلين أي وخلَق ذوي الجبلَّةِ الأولين. وهو ذاته التفسير الأول للآية الشريفة، نعم بناء على هذا التقريب لمعنى الآية يكون في الآية إشعار بأنَّ المخاطَبين -وهم قوم شعيب (4) - انحرفوا بامتهانهم للبخس في الميزان وسلوك طريق الفساد في الأرض انحرفوا بذلك عن مقتضيات الفطرة التي فُطِر عليها الإنسان والتي تقتضي استبشاع الظلم والفساد، فكأنَّ النبيَّ شعيب (ع) حين خاطبهم بقوله: ﴿واتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ والْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ﴾ أراد القول بأنَّ الذي أنتم عليه مناقضٌ للفطرة التي فطَر اللهُ تعالى عليها عباده.
سماحة الشيخ محمّد صنقور معنى: ﴿واتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ والْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ﴾ بسم الله الرحمن الرحيم اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد المسألة: ما هو المراد من الجبلَّة في قوله تعالى: ﴿ واتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ والْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ﴾ (1)؟ الجواب: المراد في الجبلَّة في الآية الشريفة هي الخَلْق والخليقة أو قُلْ المخلوقين كما هو معنى الكلمة في قول الشاعر: والموتُ أعظمُ حادثٍ ** فيما يمرُّ على الجبلَّة (2) وهو ذاتُه معنى: ﴿جِبِلاًّ﴾ في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ِأَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ﴾ (3) أي ولقد أضلَّ وأغوى الشيطانُ منكم خَلْقاً كثيراً. وعليه فالمرادُ من قوله تعالى: ﴿واتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ والْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ﴾ هو أنَّه اتقوا اللهَ الذي خلقكم وخلقَ الخلْقَ الذين سبقوكم، فالجبلَّة في الآية معطوفة على ضمير الجمع المخاطَب أي الكاف والميم في خلقكم، فضميرُ الجمع المخاطَب في موضع المفعول به للفعل خلَقَ، وأمَّا الجبلَّة فهو معطوف عليه منصوب. تقريبٌ آخر لمفاد الآية الشريفة: ويُحتمل أنَّ المراد من الجِبلَّة في الآية هي الخليقة والطبيعة التي طُبع وفُطِر عليها الشيء، يُقال جُبِل الإِنسانُ على هذا الأَمر أَي طُبِع عليه، وجِبْلةُ الشيء طبيعتُه وأَصلُه وما بُنِيَ عليه، ومن ذلك ما ورد في الدعاء المأثور: أَسأَلك من خيرها وخير ما جُبِلَت" (4) عليه أَي خُلِقَت عليه وطُبِعَت عليه.