والله أعلم.
05-11-2017 10:01 AM تعديل حجم الخط: سرايا - لماذا ( الخلود) في الجنّة أو النار ؟ لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنْ الدُّنْيَا ، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللَّهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِي الْآخِرَةِ ، وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ). رواه مسلم ( 2808). يسأل : ماذا سيحدث للعالم بعد يوم القيامة، وهل سيخلق الله خلقا آخر لعبادته ؟ - الإسلام سؤال وجواب. وفي رواية أخرى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً ، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا ، وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا). واعلم أن هذا الجزاء في الدنيا ليس مقطوعاً به ، بل هو إلى مشيئة الله تعالى ، قال عزَّ وجل ( مَّن كَانَ يُرِيدُ العاجلة عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ) الإسراء/ 18. قال الشنقيطي - رحمه الله -: واعلم أن هذا الذي ذكرنا أدلته من الكتاب والسنة من أن الكافر ينتفع بعمله الصالح في الدنيا: كبر الوالدين ، وصلة الرحم ، وإكرام الضيف والجار ، والتنفيس عن المكروب ونحو ذلك: كله مقيد بمشيئة الله تعالى ، كما نص على ذلك بقوله: ( مَّن كَانَ يُرِيدُ العاجلة عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ) الإسراء/18 الآية.
قَالُوا: فَمَا بَالُ الطَّعَامِ؟ قَالَ: جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ، كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ رواه مسلم (2835). فالحياة في الجنة: هي حياة كاملة ؛ لا نقص فيها بوجه من الوجوه. قال الله تعالى: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ العنكبوت /64. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: " وأما الدار الآخرة، فإنها دار ( الْحَيَوَانُ) أي: الحياة الكاملة، التي من لوازمها، أن تكون أبدان أهلها في غاية القوة، وقواهم في غاية الشدة، لأنها أبدان وقوى خلقت للحياة، وأن يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة، وتتم به اللذات، من مفرحات القلوب، وشهوات الأبدان، من المآكل، والمشارب، والمناكح، وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 635). ماذا بعد الخلود في الجنة صراحة يتساءل بيان. وهذا الكمال لا يعقبه نقص أبدا ولهذا سميت الجنة دار السلام؛ كما في قوله تعالى: لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ الأنعام/127. ثانيا: وبناء على هذا؛ فإن الشبهة التي تشوش على تفكيرك ليس لها أساس عقلي ولا شرعي: فأما عقلا: فلأنه ظهر بما سبق أن الحياة الدنيا والحياة في الجنة لا تشتركان إلا في أصل الحياة؛ لكنهما مختلفتان، فهذه ناقصة وتلك كاملة، ولهذا لا يمكن أن نقيس الكاملة على الناقصة؛ فلا نقول إذا وجد ملل في الدنيا الناقصة ، سيوجد في الآخرة الكاملة، أو إذا صعب على فهمنا القاصر في هذه الدنيا إدراك سعادة الخلود في الجنة ؛ فنقول: إن هذا القصور في الإدراك سيصحب المؤمن في الجنة الكاملة، فهذا قياس فاسد.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار سوى الأعرج ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ), وقرأه الأعرج: " إنَّا لَمُدَرَّكُونَ" كما يقال نـزلت, وأنـزلت. والقراءة عندنا التي عليها قرّاء الأمصار, لإجماع الحجة من القرّاء عليها.
وقوله " وإن ربك لهو العزيز الرحيم " أي هو القادر الذي لا يمكن معارضته في أمره، وهو مع ذلك رحيم بخلقه. وفى ذلك غاية الحث على طلب الخير من جهة الموصوف بهما. ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله " واتل " يا محمد على قومك " نبأ إبراهيم " أي خبره، حين " قال لأبيه وقومه ما " الذي " تعبدون " من دون الله ؟! يعني أي شئ معبودكم على وجه الانكار عليهم، لأنهم كانوا يعبدون الأصنام. 1 - سورة 56 الواقعة آية 35. 2 - سورة 2 البقرة آية 22 وسورة 13 الرعد آية 19 وسورة 14 إبراهيم آية 32 وسورة 16 النحل آية 65 وسورة 20 طه آية 53 وسورة 22 الحج آية 63 وسورة 35 فاطر آية 27 وسورة 39 الزمر آية 21. 3 - سورة 7 الأعراف آية 107 وسورة 20 طه آية 22 وسورة 26 الشعراء آية 33 وسورة 27 النمل آية 12 وسورة 28 القصص آية 32 وسورة 37 الصافات آية 46. 4 - سورة 2 البقرة آية 69. 5 - سورة 43 الزخرف آية 67. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشعراء - الآية 61. 6 - تفسير القرطبي 13 / 107 والطبري 19 / 46 واللسان (نقر) وروايته نزلوا بأنقرة يسيل عليهم * ماء الفرات يحئ من أطواد. 7 - سورة 26 الشعراء آية 90. 8 - مر تخريجه في 6 / 79. 9 - تفسير القرطبي 13 / 107.
حدثنا موسى, قال: ثنا أسباط, عن السديّ: ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ) فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد رمقهم قالوا (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (قالوا) يَامُوسَى (أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا) اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا, إنا لمدركون; البحر بين أيدينا, وفرعون من خلفنا. حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن أبي بكر, عن شهر بن حوشب, عن ابن عباس, قال: لما انتهى موسى إلى البحر, وهاجت الريح العاصف, فنظر أصحاب موسى خلفهم إلى الريح, وإلى البحر أمامهم (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ). واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار سوى الأعرج ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ), وقرأه الأعرج: " إنَّا لَمُدَرَّكُونَ" كما يقال نـزلت, وأنـزلت. والقراءة عندنا التي عليها قرّاء الأمصار, لإجماع الحجة من القرّاء عليها. فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون. ابن عاشور: فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61 أي لما بلغ فرعون وجنوده قريباً من مكان جموع بني إسرائيل بحيث يرى كل فريق منهما الفريق الآخر. فالترائي تَفاعل لأنه حصول الفعل من الجانبين.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١) قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (٦٢) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣) ﴾ يقول تعالى ذكره: فلما تناظر الجمعان: جمع موسى وهم بنو إسرائيل، وجمع فرعون وهم القبط ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ أي إنا لملحقون، الآن يلحقنا فرعون وجنوده فيقتلوننا، وذكر أنهم قالوا ذلك لموسى، تشاؤما بموسى. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: قلت لعبد الرحمن ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ قال: تشاءموا بموسى، وقالوا: ﴿أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾. ⁕ حدثنا موسى، قال: ثنا أسباط، عن السديّ: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ﴾ فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد رمقهم قالوا ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قالوا يَامُوسَى أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا، إنا لمدركون؛ البحر بين أيدينا، وفرعون من خلفنا.