• فإن قال قائل: لماذا كان التحذير من المنافقين أشد من الكفار؟ فالجواب: نظراً لخطرهم العظيم، ولالتباس أمرهم، وتسميهم باسم الإسلام، بخلاف الكافر فإنه معلوم كفره فيجتنب. • قال ابن كثير: نزلت صفات المنافقين في السور المدنية، وذلك لأن مكة لم يكن بها نفاق، بل كان الأمر في مكة على خلاف النفاق، فكان كثير من أهل الإسلام بمكة يخفون إسلامهم ويسرون بإيمانهم خوف القتل من المشركين، أما المدينة فلما كثر فيها المسلمون وقويت شوكتهم بدأ أهل الكفر يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر خوف السيف. (مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) يقول تعالى في وصف المنافقين الذين ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكفر، أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم فأكذبهم الله بقوله: وما هم بمؤمنين، لأن الإيمان الحقيقي ما تواطأ عليه القلب واللسان، وإنما هذا مخادعة لله ولعباده المؤمنين.
أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) ولهذا قال تعالى: ( أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله) يعني: لا يخرج أمرهم عن أن يكون في القلوب مرض لازم لها ، أو قد عرض لها شك في الدين ، أو يخافون أن يجور الله ورسوله عليهم في الحكم. وأيا ما كان فهو كفر محض ، والله عليم بكل منهم ، وما هو عليه منطو من هذه الصفات. وقوله: ( بل أولئك هم الظالمون) أي: بل هم الظالمون الفاجرون ، والله ورسوله مبرآن مما يظنون ويتوهمون من الحيف والجور ، تعالى الله ورسوله عن ذلك. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا مبارك ، حدثنا الحسن قال: كان الرجل إذا كان بينه وبين الرجل منازعة ، فدعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محق أذعن ، وعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيقضي له بالحق. في قول الله تعالى ( في قلوبهم مرض ) الحكم التجويدي - موقع خبرة. وإذا أراد أن يظلم فدعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعرض ، وقال: أنطلق إلى فلان. فأنزل الله هذه الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان بينه وبين أخيه شيء ، فدعي إلى حكم من حكام المسلمين فأبى أن يجيب ، فهو ظالم لا حق له ".
وقوله: { بما كانوا يكذبون} الباء للسببية. وقرأ الجمهور ( يُكذِّبون) بضم أوله وتشديد الذال. وقرأه عاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح أوله وتخفيف الذال أي بسبب تكذيبهم الرسول وإخبارَه بأنه مرسل من الله وأن القرآن وحي الله إلى الرسول ، فمادة التفعيل للنسبة إلى الكذب مثل التعديل والتجريح ، وأما قراءة التخفيف فعلى كذبهم الخاص في قولهم: { آمنا بالله} [ البقرة: 8] وعلى كذبهم العام في قولهم: { إنما نحن مصلحون} [ البقرة: 11] فالمقصود كذبهم في إظهار الإيمان وفي جعل أنفسهم المصلحين دون المؤمنين. إعراب قوله تعالى: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون الآية 10 سورة البقرة. والكذب ضد الصدق ، وسيأتي عند قوله تعالى: { ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب} في سورة المائدة ( 103). و ( ما) المجرورة بالباء مصدرية ، والمصدر هو المنسبك من كان أي الكون.
وهذا الذي قاله عبد الرحمن - رحمه الله - حسن ، وهو الجزاء من جنس العمل ، وكذلك قاله الأولون ، وهو نظير قوله تعالى أيضا: ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) [ محمد: 17]. وقوله ( بما كانوا يكذبون) وقرئ: يكذبون ، وقد كانوا متصفين بهذا وهذا ، فإنهم كانوا كذبة يكذبون بالحق يجمعون بين هذا وهذا. فترى الذين في قلوبهم مرض. وقد سئل القرطبي وغيره من المفسرين عن حكمة كفه - عليه السلام - عن قتل المنافقين مع علمه بأعيان بعضهم ، وذكروا أجوبة عن ذلك منها ما ثبت في الصحيحين: أنه قال لعمر: أكره أن يتحدث العرب أن محمدا يقتل أصحابه ومعنى هذا خشية أن يقع بسبب ذلك تغير لكثير من الأعراب عن الدخول في الإسلام ولا يعلمون حكمة قتله لهم ، وأن قتله إياهم إنما هو على الكفر ، فإنهم إنما يأخذونه بمجرد ما يظهر لهم فيقولون: إن محمدا يقتل أصحابه ، قال القرطبي: وهذا قول علمائنا وغيرهم كما كان يعطي المؤلفة قلوبهم مع علمه بشر اعتقادهم. قال ابن عطية: وهي طريقة أصحاب مالك نص عليه محمد بن الجهم والقاضي إسماعيل والأبهري وابن الماجشون. ومنها: ما قال مالك ، رحمه الله: إنما كف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافقين ليبين لأمته أن الحاكم لا يحكم بعلمه.
والمرض: العلة في البدن ونقيضه الصحة ، وقد يستعمل على وجه الاستعارة فيما يعرض للمرء فيخل بكمال نفسه ، كسوء العقيدة والحسد ، والبغضاء والنفاق ، وهو المراد هنا. وسمي ما هم فيه من نفاق وكفر مرضا ، لكونه مانعا لهم من إدراك الفضائل. كما أن مرض الأبدان يمنعها من التصرف الكامل. في قلوبهم مرض فزادهم. وجعل القرآن قلوبهم ظرفا للمرض ، للإٍشعار بأنه تمكن منها تمكناً شديداً كما يتمكن الظرف من المظروف فيه. ثم أخبر - سبحانه - بأنهم بسبب سوء أعمالهم قد زادهم الله ضلالا وخسراً فقال: ( فَزَادَهُمُ الله مَرَضاً). لأنهم استمروا في نفاقهم وشكهم ، ومن سنة الله أن المريض إذا لم يعالج مرضه زاد لا محالة مرضه ، إذ المرض ينشئ المرض ، والانحراف يبدأ يسيراً ثم تنفرج الزاوية في كل خطوة وتزداد. والمعنى: أن هؤلاء المنافقين قد زادهم رجساً على رجسهم ، ومرضا على مرضهم ، وحسدا على حسدهم ، لأنهم عموا وصموا عن الحق ، ولأنهم كانوا يحزنون لأي نعمة تنزل بالمؤمنين. كما قال - تعالى: ( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا) ثم بين - سبحانه - سوء عاقبتهم فقال: ( وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ).
قال مالك: وإنما كف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافقين ليبين لأمته أن الحاكم لا يحكم بعلمه; إذ لم يشهد على المنافقين. قال القاضي إسماعيل: لم يشهد على عبد الله بن أبي إلا زيد بن أرقم وحده ، ولا على الجلاس بن سويد إلا عمير بن سعد ربيبه ، ولو شهد على أحد منهم رجلان بكفره ونفاقه لقتل. وقال الشافعي رحمه الله محتجا للقول الآخر: السنة فيمن شهد عليه بالزندقة فجحد وأعلن بالإيمان وتبرأ من كل دين سوى الإسلام أن ذلك يمنع من إراقة دمه. وبه قال أصحاب الرأي وأحمد والطبري وغيرهم. قال الشافعي وأصحابه. وإنما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم; لأن ما يظهرونه يجب ما قبله. وقال الطبري: جعل الله تعالى الأحكام بين عباده على الظاهر ، وتولى الحكم في سرائرهم دون أحد من خلقه ، فليس لأحد أن يحكم بخلاف ما ظهر; لأنه حكم بالظنون ، ولو كان ذلك لأحد كان أولى الناس به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد حكم للمنافقين بحكم المسلمين بما أظهروا ، ووكل سرائرهم إلى الله. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. وقد كذب الله ظاهرهم في قوله: والله يشهد إن المنافقين لكاذبون قال ابن عطية: ينفصل المالكيون عما لزموه من هذه الآية بأنها لم تعين أشخاصهم فيها ، وإنما جاء فيها توبيخ لكل مغموص عليه بالنفاق ، وبقي لكل واحد منهم أن يقول: لم أرد بها وما أنا إلا مؤمن ، ولو عين أحد لما جب كذبه شيئا.
17-04-2009 رقم المشاركة: 1 معلومات العضو إحصائية مواضيع أعجبتني: 738 تلقى إعجاب 414 مرة في 350 مشاركة عدد الترشيحات: 39 عدد المواضيع المرشحة: 32 عدد مرات الفوز: 5 المنتدى: الاعاقة الفكرية كيفية حساب العمر العقلي للطفل. تعني درجة حاصل الذكاء العام (IQ Score: General Intelligence Quotient Score) ويمكن حساب ال ( I. طريقة حساب العمر الزمني والعمر العقلي. Q) (نسبة الذكاء) عن طريق تطبيق المعادلة التالية: I. Q = العمر العقلى ÷ العمر الزمنى ضرب 100 حساب العمر العقلي للطفل لحساب العمر العقلي للطفل وضع العالم ألفرد "بينيه" مجموعة من الاختبارات مخصصة في فئات عمرية، وإذا نجح الطفل في إحداها أي إنه بلغة الوظائف التي يقيسها الاختبار_ يصبح قادرا على حل المشكلات العقلية بنفس كفاءة الاطفال في نفس السن. ويمكن القول بأن العمر العقلي للطفل صحيح؛ مثال لحساب العمر العقلي للطفل: تلقى عليه الاسئلة التي خصصت لتتناسب مع عمره الزمني، "ليكن عمر الطفل الحقيقي الزمني ست سنوات، فإذا أجاب على جميع الاختبارات لهذا السن يكون عمره العقلي ست سنوات، هو مساو تماما لعمره الزمني الحقيقي ست سنوات. وفي هذه الحالة نرفع مستوى الأسئلة إلى سن أعلى حتى يتوقف عن الزمني، وإذا لم يجب على الأسئلة المساوية لعمره الزمني، فإننا نخفض مستوى الأسئلة، إلى أن نحصل على العمر العقلي المنخفض هنا عن عمره الزمني".
وهكذا يمكن حساب نسب الذكاء صعودا أو هبوطا، زيادة أو نقصانا، سواء في المتفوقين أو المتخلفين. والحقيقة لم اختبارات الذكاء عند الأطفال والمدارس، بل ازدادت الحاجة إلى مقاييس الذكاء خلال الحرب العالمية للمساعدة على اختيار الجنود وتوزيعهم على مختلف الوحدات العسكرية والتخصص. ميادين استعمال اختبارات الذكاء وقد أدى ذلك إلى تطور هائل في حركة القياس النفسي للذكاء فتضاعفت مقاييس الذكاء، وازداد تنوعها، وأصبحت مقاييس الذكاء تطبق على جماعات بدلا من التطبيقات الفردية، ونشأت المقاييس الأداتية التي أمكن استخدامها مع المقاييس اللفظية. وتحتاج المقاييس الأداتية إلى معالجة للأشكال والحل والتركيب. وأصبحت هذه الاختبارات تساعد على توجيه الأفراد إلى الأعمال والمهن والحرف التي يتوفقون بها، والتعرف على الحالات السوية والشاذة وما يوافقها في الذكاء. دمـــــتــــم بـــــود.. #2
العمر الزمني: هو العمر الحقيقي المعروف منذ الولادة إلى الآن، ويقاس العمر بوحدات الزمن أي السنة والشهر واليوم والساعة. طريقة قياس العمر الزمني طريقة قياس العمر الزمني معروفة، تحسب السنوات والشهور والأيام التي يحياها الفرد منذ ولادته إلى الآن، وما تعرف تلك الأدوات بالوحدات الزمنية. طريقة قياس العمر العقلي أما عن طريقة قياس العمر العقلي فقد تختلف من اختبار لآخر، حيث يوجد العديد من الاختبارات مثل: اختبار ويتشرلز، وهو الاختبار الأكثر انتشارا، حيث يعمل على قياس القدرات العقلية، ولكنه مناسب أكثر للأشخاص البالغين عن صغار السن. اختبار ستانفورد بينيت: وهو اختبار قدمه الأستاذ الجامعي لويس تيرمان في جماعة ستانفورد، محاولاً تطوير نظرية أو معادلة الفرد الأصلية والمعروفة، وهو الاختبار المناسب للأطفال دون الكبار، وهو يعتمد على قياس 5 مراكز أساسية في عقل الطفل. فوائد معرفة العمر العقلي وقياس الذكاء من المهم جداً معرفة قياس العمر العقلي، حيث يمكن من خلاله التعرف على النوابغ، ومعالجة التأخر إن وجد، ومن أهم تلك الفوائد: التعرف على العمر العقلي للطفل، يجعل الآباء يتعرفوا على كيفية التعامل مع أطفالهم، ويتواصلون معاً بشكل أفضل، كما يمكن الطفل من إظهار أفضل ما لديه وما عنده من قدرات، حيث إن الأطفال الذي يهتم آبائهم بمعرفة قدراتهم العقلية ويعاملوهم على أساسها يكونوا أفضل كثيراً في سرعة التعلم من نظرائهم.