فقال له: هل تعرفه؟قال: ما عرفته يا أمير المؤمنين؛ وذلك أنه كان متنكرًا، وما سمعت منه إلا "جابر عثرات الكرام". ثم قال: عليّ بقناة، فعقد لخزيمة الولاية على الجزيرة التي على عمل عكرمة الفياض. لماذا حبس خزيمة عكرمة؟ خرج خزيمة طالبًا الجزيرة، فلما وصل إليها خرج عكرمة للقائه، فسلّم عليه، ثم سارا إلى أن دخلا، فنزل خزيمة دار الإمارة، وأمر أن يؤخذ عكرمة ويحاسب، فوجد عليه فضولًا كثيرة، فطالبه بأدائها. كيف خرج عكرمة من الحبس؟ بلغ ابنة عمّه ضُرُّهُ فجزعت واغتمت لذلك، ثم دعت مولاة لها ذات عقل، فقالت: امضي الساعة إلى باب هذا الأمير خزيمة بن بشر، فإذا دخلت عليه فسليه أن يُخليك، فإذا فعل فقولي له: ما كان هذا جزاء "جابر عثرات الكرام" منك أن كافأته بالحبس والضيق والحديد. فلما سمع خزيمة قولها قال: واسوءتاه، وإنه لهو؟ وانطلق واخرجه من الحبس. كيف كافأ الخليفة عكرمة عندما عرف أنه جابر عثرات الكرام؟ دخل الحاجب، فأعلمه بقدوم خزيمة بن بشر، فراعه ذلك، وقال: والي الجزيرة يقدم بغير أمرنا؟ ما هذا إلا لحادث عظيم. فلما دخل عليه قال له قبل أن يسلم عليه: ما وراءك يا خزيمة؟قال: خير يا أمير المؤمنين. قال: فما الذي أقدمك؟قال: ظفرت بجابر عثرات الكرام، فأحببت أن أسرك لما رأيت من تلهفك عليه، وتشوفك إلى رؤيته.
قام سليمان بتعيين خزيمة والياً على منطقة الجزيرة، وعندما وصل هناك نزل في دار الإمارة، وأمر بمحاسبة عكرمة الوالي السابق، فبقيت ديونٌ كثيرة عليه، مما دفع خزيمة إلى تكبيله بالسلاسل، وحبسه، الأمر الذي ألحق الضرر والأذى به، وعندما سمعت زوجة عكرمة ما حل به، انطلقت إلى خزيمة وقالت له: هل هذا جزاء جابر عثرات الكرام؟! فقال خزيمة: واسوأتاه، هل هذا هو غريمي؟! انطلق خزيمة إلى مكان حبس عكرمة، ففك قيوده، وأقبل على رأسه يقبل فيه، وأمر أن توضع القيود والسلاسل في رجليه ليعاقب نفسه، وليناله ذات الضرر الذي نال عكرمة، فأقسم عليه أن لا يفعل ذلك، حيث خرج الاثنان معاً، وذهبا إلى سليمان، فدخل عليه خزيمة وقال له أنه وجد جابر عثرات الكرام، فسأله سليمان عن هويته، فأجابه: عكرمة الفياض. أعطى سليمان لعكرمة عشرة آلاف دينار، وعيّنه والياً على الجزيرة، وأذربيجان، بالإضافة إلى أرمينيا، وبقي يعمل مع خزيمة لصالح سليمان بن عبد الملك طوال فترة خلافته.
ذات صلة الفرق بين الزكاة والصدقة الفرق بين الزكاة والهدية الفرق بين الزكاة والضريبة توجد العديد من الفُروقات بين الزّكاة والضريبة، ومنها ما يأتي: [١] [٢] الزكاة تُؤدّى لأصنافٍ مُعيّنةٍ، ولا تكون من ميزانيّة الدولة، في حين تكون الضريبة للأشخاص الذي يرى الحاكم المصلحة في إعطائِهِم إياها، وتكون جزءاً من ميزانية الدولة. الزكاة تُؤدى لأجل الله واتباعاً لأوامره، ولنيل الثواب في الآخرة، وأمّا الضريبة فتكون إجبارية على الشخص للدولة. الزكاة تدُل على الطهارة والنّماء، وأمّا الضريبة فهي تُفرض على المِلك والدّخل للدولة. عمادة الدراسات العليا | الأبحاث | (أثر ضغوط العمل على أداء الفاحص الضريبي) دراسة ميدانية على فاحصي الضرائب بمصلحة الزكاة والدخل في المملكة العربية السعودية. الزكاة تُفرض على المُسلم فقط، ويقترن بها الإخلاص والجانب الإيماني، وأمّا الضريبة تكون فرضاً من الدولة على الفرد سواءً كان مُسلماً أو غير مُسلم، فهي بعيدة عن الجانب الإيماني. الزكاة مُقدّرة ومُحدّدة النصاب من الله -تعالى-، ولا يجوز لأحدٍ الزيادة أو النُقصان منها، ولا تختلف باختلاف المكان، أمّا الضريبة فترجع لاجتهاد الحاكم، فليس لها نِصابٌ مُحدد، وقد يزيد منها أو يُنقص، وتختلف باختلاف البُلدان. الزكاة ثابتةٌ ودائمةٌ، وأمّا الضريبة فهي مُتغيّرةٌ بحسب الأحوال والظُروف. الزكاة يُعاقب تارِكُها في الدُنيا وتمتدُّ إلى الآخرة، وأمّا الضريبة فيُعاقب تارِكُها في الدُّنيا فقط.
بتصرّف. ↑ عبد المجيد محمود الصلاحين (2011)، التهرب الضريبي وأحكامه الفقهيّة ، الشارقة: مجلة جامعة الشارقة للعلةم الشرعية والقانونية، صفحة 191-192. بتصرّف. ↑ صالح بن غانم بن عبد الله بن سليمان بن علي السدلان (1425هـ)، رسالة في الفقه الميسر (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 59. بتصرّف. التسجيل في الضريبة الزكاة والدخل. ↑ فاطمة محمد عبد الحافظ حسونة (2009)، أثر كل من الزكاة والضريبة على التنمية الاقتصاديّة ، نابلس - فلسطين: جامعة النجاح الوطنية، صفحة 90-91. بتصرّف. ↑ وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 1979، جزء 3. بتصرّف. ↑ عبد المجيد محمود الصلاحين (2011)، التهرب الضريبي وأحكامه الفقهيّة ، الشارقة: مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية، صفحة 191. بتصرّف.
وفي الجانب النظري من الدراسة تم اتباع أسلوب الاستقراء التظري الذي يقوم على استطلاع الدراسات السابقة, وعلى الصعيد الميداني فقد اعتمدت الدراسة الحالية على أسلوب الاستبانة في جمع المعلومات وذلك بإستطلاع أراء عينة من (الفاحصين الضريبين), بغية الوصول إلى التعميمات المناسبة.