هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (22) القول في تأويل قوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) يقول تعالى ذكره: الذي يتصدّع من خشيته الجبل أيها الناس هو المعبود، الذي لا تنبغي العبادة والألوهية إلا له، عالم غيب السموات والأرض، وشاهد ما فيهما مما يرى ويحسّ (هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) يقول: هو رحمن الدنيا والآخرة، رحيم بأهل الإيمان به.
ص271 المصدر: من خط الشهيد 3- ( كتاب القران >>> باب فضائل سورة الحشر وثواب آيات أواخرها أيضا: النص: قال الحسن بن عليّ (ع): مَن قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه ذلك ، طُبع بطابع الشهداء ، وإن قرأ إذا أمسى فمات في ليلته طُبع بطابع الشهداء.
الحلقة الثالثة: بعض مظاهر الكفر كما وردت في سورة الأنعام من السور القرآنية التي حفلت كثيرا بثنائية الإيمان والكفر ، وفصلت فيها القول عن طريق ذكر مجموعة من محاصيل الكفر وصوره سورة الأنعام ، وتعتبر بذلك نموذجا حيا في المطالعة والتربية والاعتبار ، ومقارنة أحوال الإنسان عبر حِقَب كل تاريخه الطويل ، وتذكرنا كذلك بخاصية أن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ، وهي بنماذجها تعتبر من الأوضح والأكمل المستمر الدال على حقيقة الإنسان وإلى يومنا هذا. فبالرغم من تبدل الأحوال ، وتغير الأزمنة والأمكنة إلا أن الإنسان عند التصنيف والفرز بقي كما كان الأمر دائما في مسألة الإيمان والكفر ، وسنرى من خلال تتبع صور الكفر في سورة الأنعام ما يمكن أن يصلح نعتا للإنسان بالتجبر في علاقته بربه ، وبالتقلب في مواقفه ، ويسمح لنا بإدراك الحمق الوجودي المصاحب له ، وبالسخاقة الفكرية المُرادِفة تدبيرَه لموضوع الإيمان والكفر: 1 – صورة الجحود المصاحبة للإنسان بعد كل هذا الكم الكبير من الأنبياء والمرسلين ، وبعد بسط ومعالجات مضامين الكتب السماوية المختلفة التي تتالت في النزول من أجل إثبات حقيقة الوجود ، وإبعاد الإنسان عن مشانق الكفر.
أما الطبقة الرابعة فهي طبقة المنبوذين أو "الشودو" الذين خلقوا من قدمي الآلهة ويمتهنون الأعمال الوضيعة والقذرة ويعدون عبيداً لأي من الطبقات الثلاث "والشودو هم سكان البلاد الأصليين ويغلب عليهم سواد البشرة وهم في نظر الآخرين أحط من البهائم وأذل من الكلاب وتتساوى كفارة قتل القطة والفأر مع قتل أي منهم"!! بقي أن أشير إلى أنه في حين يوجد بعض التقارب والمعتقدات المشتركة بين الديانات السماوية الثلاث؛ لا توجد أي أرضية مشتركة بين الهندوسية والإسلام في الهند؛ فالهندوسية ديانة وثنية خالصة والإسلام ديانة سماوية موحدة. وفي حين يؤمن المسلمون بإله واحد يؤمن الهندوس بأكثر من خمسمائة، وفي حين يدعو الإسلام إلى المساواة بين البشر "حيث لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى" تفرض الهندوسية نظاماً طبقياً صارماً.. "تأملات قرآنية" يكتبها د/ م علي الخامري (الحلقة3) - كش بريس - Kechpresse. وفي حين يقدس الهندوس البقرة - ويمتنعون عن أكلها وأذيتها - يذبحها المسلمون ويصنعون الأحذية والملابس من جلودها...!! !
وتاريخ الهندوسية الطويل جعلها تملك أكثر من 26كتابا - جميعها مقدسة - وعددا يصعب حصره من الآلهة في إله واحد ولكنهم في النهاية اتفقوا على ثلاثة ما يزالون الأبرز حتى اليوم "براهما إله الوجود، وفشنو إله الحفظ، وسبعا إله الهلاك". وهذه الآلهة ما تزال تعرف حتى اليوم بالثالوث المقدس حيث يغني عبادة أحدها عن الآخرين "وهي فكرة التثليث التي اقتبستها النصرانية لاحقاً"!!. ورغم تعدد الأفكار والمذاهب الهندوسية إلا ان الهندوس يتفقون على تقديس البقرة "إله الخصب" والتقسيم الطبقي، وتناسخ الأرواح، والثالوث المقدس، وقوانين الكارما "أو الجزاء والعقاب عطفا على الحياة السابقة"!! وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا. ومن مآسي الهندوسية التقسيم الطبقي الذي ما يزال مسيطرا على حياة الاتباع في الهند "وتعتقد كل طبقة انه تقدير إلهي لا يجوز التنصل منه".. وحسب هذه القوانين يقسم الناس إلى أربع طبقات رئيسية هي: طبقة "البراهمة" الأكثر نبالة وقداسة ويدعون ان فيهم عنصر إلهي - لدرجة لا يجوز حتى للملوك قتلهم أو محاكمتهم أو أخذ جباية منهم.. ثم "الكاشتير" وهم النبلاء وقادة الجيوش ويدعون أنهم خلقوا من ذراعي الآلهة.. أما الطبقة الثالثة فهم "الويش" أو طبقة التجار والزراع والحرفيين ويدعون أنهم خلقوا من فخذي الآلهه.
وإن كان الرضا ليس واجبا بل مستحباً أن من فهم ما ترشد إليه هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} أقدم على فعل الخير، وسهل عليه الصبر على تقصير الخلق وجفائهم؛ لأنه لا يرجو سوى الله فإلى كل من أسرف على نفسه، وقنّطه الشيطان من رحمة ربه، لا تأيسنّ ولا تقنطن، فهذا رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فلما صحّت توبته، رحمه ربه ومولاه، مع أنه لم يعمل خيراً قط من أعمال الجوارح سوى هجرته من بلد السوء إلى بلد الخير.. أفلا تحرك فيك هذه القصة الرغبة في هجرة المعاصي، والإقبال على من لا سعادة ولا أنس إلا بالإقبال عليه؟! من أعظم دلالات هذه القاعدة أنها ترد على أولئك الذين يزعمون الاكتفاء بالقرآن فقط في تطبيق أحكام الشريعة، فهاهو القرآن ذاته يأمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولن يكون ذلك إلا باتباع سنته، بل كيف يتأتى للإنسان أن يصلي، أو يزكي، أو يصوم، أو يحج بمجرد الاقتصار على القرآن؟!