يتودد لنا بقبول توبتنا ليلم شعث قلوبنا بالقرب منه، مع غناه عنا وحاجتنا إليه.. ــــ ˮعبدالعزيز الشثري" ☍... وقفات مع آيات سورة النساء اية 27 ــــ ˮمحمد بن عبدالعزيز الخضيري" ☍... لكل مجتمع لصوص قلوب همّهم صرفها إلى الشهوات لتغفل عن الرحيم التواب (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما). ــــ ˮسعود الشريم" ☍... (يريد الله أن يتوب عليكم) (يريد الله أن يخفف عنكم) سبحان يا رب ما أرحمك بعبادك! سبحانك يا رب ما أحلمك على عبادك! العباد يخطئون والرب الرحيم الحليم يمهلهم ويدعوهم للتوبة وبل ولا يحمل عليهم إصرا ويخفف عنهم... ما لنا من حُجة إن تقاعسنا عن العبادة والتوبة والإنابة إلى الرب الرحيم الغفور سبحانه!! ــــ ˮمجالس التدبر" ☍... (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما) ليس لمطالب أهل النفاق سقفٌ دون الكفر: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) ــــ ˮعبدالله السكاكر" ☍... يا لحسرة الغافلين عن أنفسهم وأهليهم! {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيمًا}. والله يريد أن يتوب عليكم - ملتقى الخطباء. خطط تنفذ! وجهود تبذل! لتبدأ مسيرة الميل والانحراف ــــ ˮسلمان السنيدي" ☍... (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما) لن يكتفي أتباع الشهوات بما يسوغ الخلاف فيه حتي يجنحوا بالأمة إلى ما لا خلاف فيه ــــ ˮعبدالله السكاكر" ☍... قال الله ﷻ: ( وَاللَّهُ يُريدُ أَن يَتوبَ عَلَيكُم): - - ما أعظم التوبة!
والله يريد ان يتوب عليكم مشاري العفاسي - YouTube
كل منا بحاجة لتجديد التوبة مليًّا، توبة يستذكر فيها العبدُ ماضِيَهُ، ويضع أعماله في ميزان المحاسبة، فيُبصر حينها ذنوبًا سوَّلها الشيطانُ، وخطيئاتٍ زيَّنتها النفس الأمَّارة، فيورثه ذلك ندمًا على ما فات، ومجافاة للذنب فيما هو آتٍ. وإذا اجتمع للعبد توبة نصوحٌ، مع أعمال صالحة في أزمنة فاضلة فهذا -والله- علامة التوفيق وعنوان الفَلاح، ( فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ)[الْقَصَصِ: 67]. يَا رَبِّ، إِنِّي مُذنِـبٌ *** يرجُـوكَ عطفَـكَ، يَا إِلهْ يَا رَبِّ، فـاغفِـرْ زَلَّتِي *** يَا مَـنْ لَهُ، تـُحنَى الجِـباهْ إِنِّي أتـيتُـكَ طـائِـعـًا *** يَا مَن عَفَوتَ عنِ العُصاهْ إِنِّي أتـيتُـكَ طـائِـعـًا *** فبِعَـطفِكُم تـحلُـو الـحياهْ إنِّي لأَرجــو رَحـمـةً *** تـُهـدى إلـيَّ مِـنَ الإلــهْ ما خابَ مَن طلبَ الهُدى ** ما خاب مَن يرجُو رِضاهْ ما خابَ عبدٌ يَشتكي *** أو خـابَ عبـدٌ في حِـمـاهْ يا رَبِّ، فاقبَلْ تَوبَتِي *** واقبَـلْ صِيامِـي والصَّـلاهْ اللهم صلِّ على محمد...
ليس فرح وحسب، بل يعقبها محبة منه -سبحانه- لمن تاب: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[الْبَقَرَةِ: 222]. وليس حب لأهل التوبة وحسب، بل حب ومكافأة، فقد قال سبحانه في آخر سورة الفرقان: ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الْفُرْقَانِ: 70]. ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ)[النِّسَاءِ: 27]، يسَّر لهم دروبَ الطاعات، وأعانهم على كثير من العبادات، وصرف عنهم كثير من البلايا والمصيبات. اعراب سورة النساء الأية 27. كم تمر بالإنسان من أهواء، وكم تلفه من شهوات، وكم تعتريه من غفلات، وربما ضلالات، ولكنها كلها تطيش وتتلاشى مع لحظة ندم، وساعة استغفار، للملك الجبار؛ لأن الله يريد أن يتوب عليكم. شيخ كبير هرم، قد تجعد وجهه، واحدودب ظهره، وسقط حاجباه على عينيه، تجره رجلاه، نحو النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، رجل غدر وفجر، ولم يدع حاجة ولا داجة إلا اقتطعها بيمينه، لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم، فهل له من توبة؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أسلمتَ ؟" قال: أمَّا أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد ذلك يأتي التأكيد على أن الله عز وجل لا يريد أن يعذب أحدًا من خلقه]مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا[ [النساء: 147]. ([1]) متفق عليه. ([2]) رواه مسلم من حديث أبي ذر. ([3]) صحيح مسلم بشرح النووي. ([4]) رواه مسلم.
لم يحافظ هذا الرجل على ما أتاه الله فمنع الصدقة فامتنع معها الخير ،وكان يظن أن هذهِ النعمة لن تَزول ،ومن كبره ادعى أنه سيجد عند الله أفضل الجنان ،لا إيمانًا بالله بل كبرًا منه وتعنّتًا ،فقد كان يظنُ أن له الأفضلية عند الله على ذلكَ الرجل الفقير ومن مثله. قال تعالى في كتابه * وَدَخلَ جَنتَهُ وَهوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظن أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدا *وَمَا أَظُن الساعةَ قَائمةً وَلَئنْ رُددتُ إِلَى رَبي لَأَجِدَنَ خَيْرًا مِنْها مُنقلَبا* سورة الكهف الآيات 35،36. ورغم محاولات صاحب الجنتين لزعزعة إيمان الرجل الفقير جاء رده رد المؤمن الثابت على إيمانه ،أن المؤمن برزق الله وأنه هو العاطي المانح لكل شيء وأيضا المانع إذا أراد ،فلم تخدعه زينة الدنيا ،ورد على كفر وتعنت صاحب الجنتين مذكرًا إياه بأصل خلقه. قصص الإنسان في القرآن | الحلقة 28 | صاحب الجنتين - ج 1 | Human Stories from Qur'an - YouTube. فيقول له في سورة الكهف قال تعالى * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * الكهف(37). وتمسك الرجل الفقير بإيمانه الراسخ ،وقال للغني أن شكر الله تعالى وتقديم المشيئة عند قدوم الخير أمر واجب ،وإن كنت تظن أنك أغنى مني مالًا وولدًا فالله سبحانه وتعالى قادر على أن يعطيني خيرًا من جنتك هذه.
قصة صاحب الجنتين تدور أحداث هذه القصة بين رجلان ،الرجل الأول رجل مؤمن وفقير ،لم يعطه الله مالًا كثيرًا ،ولم يمن عليه بنعم كتلك التي أعطاها لصاحب الجنتين الرجل التاني ولكن الرجل المؤمن الفقير كان متوكلا على الله ،مؤمن بالله حقّ الإيمان ،لأنه يعلمُ يقينًا أنّ الحياةَ الدنيا إلى زوال ،وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ،وأن الدار الآخرة خير وأبقى. أما الرجل الآخر فهو صاحب الجنتين الذي فُتن بأملاكه ،وظن أن هذا النعيم الدنيوي نعيم دائم لن يزول أبدا وكفر بنعمة الله عليه رغم سعة رزقه وعظيم سلطانه. فقد رزقه الله جنتين وبستانين رائعين ،وكانت هاتين الجنتين مزروعتين بالأعناب ،وتكثر بهما أشجار النخيل ،ولكنَ هذا الرجل بجهله وكبره فقد فُتن بنعمة الله سبحانه وتعالى ،وتكبر بما لديه من أشهى أنواع الثمار والفواكه ،حيث من اللهُ سبحانه وتعالى عليه بجنتين تُنتجا أجمل أنواع الثمار ،بأمرِ الله ،وأنتجتا ثمارًا يانعًة ناضجًة ،تتهافت عليها قلوب الناظرين. فبدلًا من أن يشكر الله تعالى على نعمه العظيمة طغى وتكبر وكفر بالنعمة ،بل وتجاوز الأمر بأن تكبر على الرجل الفقير الذي يجاوره ،وهو عبد مثله من عباد الله. قال تعالى في كتابه: *وَكانَ لهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحبهِ وَهو يُحَاورهُ أَنا أَكثر مِنكَ مالًا وَأَعز نفرًا * سورة الكهف الآية 34 وأخذ صاحب الجنتين يستعرض ما عنده من نعم متناسيًا أنها عطية الله تعالى ،وأن مردودها إليه متى شاء هو وحده ،وأخذ يتكبر بها على جاره الفقير الذي لا يملك ربع ما عنده ،فلم يشكر نعمة الله عليه.
المراجع ↑ جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي ، صفحة 290. بتصرّف. ^ أ ب ابن عاشور، التحرير ولتنوير ، صفحة 80. بتصرّف. ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور ، صفحة 98. بتصرّف. ↑ سورة القلم، آية:21-25 ↑ سورة القلم، آية:16-18 ↑ مصطفى عدوي، سلسلة التفسير ، صفحة 8. بتصرّف. ↑ سورة القلم، آية:21-33 ↑ سعيد حوى، الاساس في التفسير ، صفحة 6057. بتصرّف. ^ أ ب جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية ، صفحة 98. بتصرّف. ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور ، صفحة 104. بتصرّف. ↑ مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل بن سليمان ، صفحة 407.