بني أصغر استنساخ للبوابة في العراق في عهد حكم الرئيس أحمد حسن البكر وكذلك مبنى مدخل المتحف الذي لم يكتمل، وقد وقعت الأضرار عليهِ منذ غزو العراق عام 2003.
حوّل حمورابي بابل إلى مدينة غنية وقوية ومؤثرة، كما أنه وضع أول وأكمل قانون مكتوب يُعرف ب قانون حمورابي ، وهي قائمة التشريعات التي ساعدت بابل على التفوق على المدن المجاورة في المنطقة.. بالرغم من ذلك؛ فقد كان عمر الإمبراطورية البابلية قصيراً، إذ تفككت بعد وفاة حامورابي إلى عدة ممالك صغيرة واستمرت كذلك لعدة قرون. الإمبراطورية البابلية الجديدة:- أسس مجموعة من الملوك الإمبراطورية البابلية الجديدة التي امتدت منذ عام 626 ق. م إلى عام 539 ق. م ، وقد أصبحت هذه الإمبراطورية الجديدة أقوى دولة في العالم بعد هزيمة الآشوريين في نينوى وذلك عام 612 ق. م. نقش يعود إلى عهد نبوخذ نصر الثاني – الميتروبوليتان طورت الإمبراطورية البابلية الجديدة النهضة الثقافية في الشرق الأدنى ، وفي عهد الملك نبوخذ نصر الثاني؛ بنى البابليون المباني الجميلة الفخمة وحافظوا على التماثيل والأعمال الفنية من الإمبراطورية البابلية السابقة. بوابة تاريخية موجودة في العراق. سقوط بابل:- كان عمر الإمبراطورية البابلية الجديدة قصيراً كسابقتها. ففي عام 539 ق. م بعد أقل من مرور قرن على تأسيسها، قام الملك الفارسي الأسطوري كورش الكبير بغزو بابل ، وسقطت بابل بالكامل عندما أصبحت تحت سيطرة الفرس.
إن إجتماع المسلمين على الحق و لزوم الجماعة من الأمور الرئيسية التى دعت إليها الشريعة الإسلامية، ومما يدل على ذلك وصف أهل السنة بإسم (أهل السنة والجماعة)، وقد أكّد القرآن الكريم في أكثر من موضع على هذه الحقيقة، كما وردت أحاديث نبوية كثيرة تحث على لزوم الجماعة، و الله تعالى جعل ثواباً كبيراً لمن يساهم في نشر روح المحبة والإخاء بين المسلمين، وفي نفس الوقت نبذ الفرقة وجعلها أمراً مكروهاً و من ينشرها بين الناس يصبح له عقاباً عسيراً. دلائل من القرآن الكريم على لزوم الجماعة وذم الفرقة: 1- قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)[سورة آل عمران]. فالمقصود بحبل الله أى القرآن والدين الإسلامي، وهذه الآية تدعونا أن نتمسك بالإسلام الصحيح، وقد ختمها الله تعالى بالنهي (وَلاَ تَفَرَّقُواْ) ليؤكد على ضرورة وجود تآلف بين المسلمين. 2- قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[سورة الحجرات].
أمَّا حقيقة الاعتصام بكتاب الله فيوجزها ابن القيم -رحمه الله- بقوله: " وهو تحكيمه دون آراء الرجال ومقاييسهم، ومعقولاتهم، وأذواقهم وكشوفاتهم، ومواجيدهم. فمَنْ لم يكن كذلك؛ فهو مُنْسَلٌّ من هذا الاعتصام. فالدين كلُّه في الاعتصام به وبحبله، علماً وعملاً، وإخلاصاً واستعانة، ومتابعة، واستمراراً على ذلك إلى يوم القيامة ". وأمَّا قوله -تعالى- في آخر الآية: ( وَلاَ تَفَرَّقُواْ)؛ ولا تتفرقوا عن دين الله، وعهده الذي عهد إليكم في كتابه؛ من الائتلاف، والاجتماع على طاعته، وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والانتهاء إلى أمره. وقال القرطبي -رحمه الله- في شأن ما يُستنبط من الآية من الأحكام: "قوله -تعالى-: ( وَلاَ تَفَرَّقُواْ) يعني: في دينكم كما افترقت اليهود والنصارى في أديانهم". الخطبة الثانية الحمد لله.. عباد الله: وكما تعددت الأدلة من كتاب الله -تعالى- في الأمر بلزوم الجماعة والتحذير من الفرقة؛ كذلك تعددت الأدلة من السنة النبوية، ومنها: 1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا - وذَكَرَ منها: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا.. "(رواه مسلم).
عقب بعد المناصحة لولاة الأمر بالأمر الثالث وهو لزوم جماعتهم. ولقد أمر الله عز وجل نبيه وأمته تبع له بلزوم الجماعة ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات... )) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع)) ([61]) رواه الترمذي (2863)، وأحمد (4/130) (17209)، والحاكم (1/582). من حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، قال محمد بن إسماعيل – البخاري - الحارث الأشعري له صحبة وله غير هذا الحديث. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وحسنه ابن كثير في ((تفسير القرآن)) (1/87)، وابن حجر في ((هداية الرواة)) (3/464) – كما أشار لذلك في مقدمته-. فبهذه الكلمات الخمس التي أمرنا بها يلتئم شمل الجماعة ويستصلح المجتمع ويؤكد الحبيب المصطفى عليه السلام أن النجاة والعصمة من وقوع الفتن يكون بلزوم الجماعة أما إذا انعدمت الجماعة إمامها في وقت الفتنة فلا خير في الفرق والسبل المتشعبة فتعتزل كلها ولا يلتزم بشيء منها لأن الجماعة غير موجودة.
وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): صحيح. فانظر عظم الأجر على لزوم الجماعة بل إن الخير كل الخير فيها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يد الله مع الجماعة... )) ([53]) رواه الترمذي (2166). من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه. وقال ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (5/28): وإن لم يكن لفظه صحيحا فإن معناه صحيح. وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)). فيد الله مع الجماعة ويد الله على الجماعة ينصرهم ويؤيدهم ويسددهم وهو معهم معية خاصة: معية النصر والتأييد متى ما كانوا مجتمعين على الحق مجتمعين على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومما يبين فضل لزوم الجماعة ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نضر الله عبدا سمع مقالتي هذه فحملها فرب حامل الفقه فيه غير فقيه، ورب حامل الفقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم: إخلاص العمل لله عز وجل، ومناصحة أولي الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من روائهم)) ([54]) رواه ابن ماجه (236)، وأحمد (3/225) (13374). قال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح.
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة التحاضير الحديثة ©2022
وذكر -بأسانيده- أقوالاً أخرى عن السلف، في تفسير معنى ( حَبْل اللَّهِ) منها: القرآن، والإخلاص لله وحده، والإسلام. وهذه الأقوال مؤداها واحد، ونتيجتها واحدة، فإنَّ الاعتصام بالقرآن، والإخلاص لله وحده، والتمسك بالإسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كلها مما ينتج عنه تآلف المسلمين واجتماعهم، وترابطهم، وتماسك مجتمعهم. وقال ابن جرير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: " يريد بذلك تعالى ذِكره: وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه؛ من الألفة، والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله ". وقال ابن كثير -رحمه الله-: "وقوله ( وَلاَ تَفَرَّقُواْ) أمَرَهم بالجماعة، ونهاهم عن التفرقة... وقد ضُمِنَتْ لهم العصمةُ -من الخطأ- عند اتفاقهم، كما وردت بذلك الأحاديث المتعددة أيضًا. وخِيفَ عليهم الافتراق والاختلاف، فقد وقع ذلك في هذه الأمة؛ فافترقوا على ثلاث وسبعين فِرقة، منها فِرقةٌ ناجية إلى الجنة، ومُسَلَّمَة من عذاب النار، وهم الذين على ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ". وقال الشوكاني -رحمه الله-: "( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا)، الحبلُ: لفظٌ مشترك، وأصله في اللغة: السبب الذي يُتوصَّل به إلى البُغية، وهو إمَّا تمثيل، أو استعارة.