[3] وهكذا نكون عرفنا من هو النبي ذو النون ، وأنّه نبي الله يونس عليه السلام، الذي لم يصبر على دعوة قومه وتركهم فكان جزاء الله تعالى أن يلتقمه الحوت ويبقى في بطنه ثلاثة أيام، ولكنّه تاب واستغفر الله فتاب عليه ونجاه من بطن الحوت، فعاد إلى دعوة قومه. المراجع ^, تعريف النبي والرسول, 17-01-2021 ^, قصة يونس عليه السلام, 17-01-2021 ^, يونس, 17-01-2021 ^ سورة الأنبياء, الآية 87
وقد كان الهدف من تلك القصة هو التمحيص الإلهي والتربية الربانية لنبيه ليتعلم وجوب الصبر، وتنفيذ أوامر الله ( عز وجل) ومجاهدة النفس والاستعانة بالله (سبحانه وتعالى). اقرأ أيضًا: قصة نوح عليه السلام مختصرة متى توفى سيدنا يونس عليه السلام؟ توفى نبي الله يونس عليه السلام في بلدة كفرا وهي البلدة التي وُلد بها، وذلك في القرن السابع قبل الميلاد، ومازال مقامه موجود في البلدة التي تُوفي فيها بلبنان، وهو مُحاط بالآثار وبعض الحجارة المنقوشة بالنقوش التاريخية التي تعرضت للتكسير والسرقة. روائع الإعجاز العلمي والبياني في قصة سيدنا يونس تُثبت لنا قصص الأنبياء والرسل بشكل عام مدى دقة القرآن الكريم، وصدق آياته، والإعجاز العلمي والبياني بها، واليكم فيما يلي بعض النقاط لتوضيح بعض روائع الإعجاز العلمي والبياني في تلك القصة: عندما عبر القرآن الكريم عن لحظة ابتلاع الحوت لسيدنا يونس؛ فإنما قال التقمه الحوت وليس أكله الحوت أو ابتلعه، حيث أن الفعل التقم يدل على أن سيدنا يونس كان عالقًا في فم الحوت لأنه لو وصل إلى بطنه لكان ذلك بمثابة موت محقق لنبي الله يونس، كما أنه مكث في فمه لكي يتمكن من التنفس حيث يطل الحوت برأسه فوق الماء كل 10 دقائق.
من هم قوم يونس عليه السلام؟ بُعث سيدنا يونس عليه السلام إلى مدينة نينوي في شمال العراق حيث يوجد قوم يعبدون الأصنام، يبلغ عددهم أكثر من مائة ألف شخص، وقد كانوا يشركون بالله (عز وجل)، فأرسل الله اليهم سيدنا يونس لكي يرشدهم ويدلهم على طريق الله لعبادته وحده لا شريك له، لكنهم كذبوه، وأصروا على عبادتهم للأصنام التي لا تنفع ولا تضر. استمرت دعوة سيدنا يونس لقومه نحو ثلاث وثلاثين عام، ولم يؤمن خلال تلك الفترة سوى رجلين، لذلك يأس سيدنا يونس عليه السلام من قومه، وخرج من بلدتهم وتركهم بعد أن وعدهم بأن الله سيحل عليهم عذابه بكفرهم وشركهم. تُرى ماذا حدث بعد أن ترك نبي الله يونس قومه وخرج من نينوي؟ [1] شاهد أيضًا: قصة النبي يوسف مختصرة قصة سيدنا يونس عليه السلام مختصرة لكي نتمكن من فهم ودراسة قصة سيدنا يونس عليه السلام؛ علينا التمحص في كل مرحلة من مراحل تلك القصة المتمثلة فيما يلي: بعثة سيدنا يونس لقومه سيدنا يونس هو من سلالة نبي الله يعقوب عليه السلام وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد اختاره الله ليرسله إلى الآشوريين الذين كانوا يسكنون عند نهر دجلة وروافده. كانوا هؤلاء القوم يعبدون الأصنام الذين كانت تُسمى على أسماء مدنهم ومن بينهم إلههم الأكبر الصنم آشور؛ ذلك الإسم الذي سُمي به أيضًا ملكهم آشور.
وقد ثبت أنه من الفروض، فيجب أن لا يكون متعذراً على القطع، لأن المتعذر غيرُ مطاق، والاجتهاد مفروض، فلو أوجبهُ الله -وهو مُتعَذِّر- لكان هذا يستلزِمُ القولَ بجواز تكليف ما لا يطاق، تعالى الله عن ذلك عُلوّاً كبيراً. فانظر إلى هذا الغلو العظيم في التَّعسير، والبلوغِ إلى الغايةِ التي لا وراءها. حتى ما رضي -أيَّده الله- أن يقطع بدخوله في جملة المقدورات البشرية، تهويلاً لشأنِهِ، وتبعيداً لِشَأوه، والغلوُّ لا يأتي بخير، وخيرُ الأمور أوساطُها، لا تَفْرِيطُها ولا إفراطُها. التنبيه الحادى عشر: أن السَيِّد -أيَّده الله- كان يقول بإمامة الإمام النَّاصر -عليه السلام-، وقد ذكر في رسالته: أن الاجتهادَ شَرْطٌ في صحة الإمامة. فأين هذا التشكيك العظيمُ في استحالة الاجتهاد وَتَعذُّره، فإنما كان ممكناً في زمان الإمام الناصر -عليه السلام-، كيف جَوَّزْتَ أن ينقلِبَ مُتَعذِّراً بعد بضعةَ عشر عاماً من تاريخ وفاته -سلام الله عليه-. وقد قال السُّيد -أيَّدهُ الله- بإمامةِ الإمام الناصر وتولَّى منه، وأجرى في ولايته أحكاماً عِظاماً لا تجوزُ إلا بولايةٍ صحيحة. وهو -أيَّده الله تعالى- محمولٌ على السَّلامة في جميعِ ذلك؛ ولكن ما علمنا أنه نَصَح الإمامَ النَّاصر مثل ما نَصَحَنَا.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إياكم ومُحدثات الأمور؛ فإن كل مُحْدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار))؛ رواه مسلم. وأخرج الإمام أحمد، وابن ماجه، وابن حبان، عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار))، قيل: يا رسول الله، مَن هم؟ قال: ((مَن كان على ما أنا عليه وأصحابي)). [1] فليتبوأ: التبوء اتخاذ المنزل؛ من المباءة، وهي المنزل. [2] فليلج: بصيغة الأمر، وهو للإخبار كما تؤيده الروايات الأخرى.