وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( حتى عاد كالعرجون القديم) يقول: أصل العذق العتيق. حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله ( حتى عاد كالعرجون القديم) يعني بالعرجون: العذق اليابس. وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ. حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن في قوله ( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) قال: كعذق النخلة إذا قدم فانحنى. حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: ثنا أبو يزيد الخراز ، يعني خالد بن حيان الرقي ، عن جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم في قوله ( حتى عاد كالعرجون القديم) قال: عذق النخلة إذا قدم انحنى. حدثنا ابن حميد قال: ثنا يحيى بن واضح قال: ثنا عيسى بن عبيد ، عن عكرمة في قوله ( كالعرجون القديم) قال: النخلة القديمة. [ ص: 519] حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال: ثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ( كالعرجون القديم) قال: العذق اليابس. حدثني محمد بن عمر بن علي المقدمي ، وابن سنان القزاز ، قالا: ثنا أبو عاصم ، والمقدمي قال: سمعت أبا عاصم يقول: سمعت سليمان التيمي في قوله ( حتى عاد كالعرجون القديم) قال: العذق.
والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وروح عن يعقوب برفع ( والقمر) فهو إما معطوف على " والشمس " تجري عطف المفردات ، وإما مبتدأ والعطف من عطف الجمل. [ ص: 22] وجملة قدرناه إما حال وإما خبر. وقرأه ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ورويس عن يعقوب وخلف بنصب " القمر " على الاشتغال فهو إذن من عطف الجمل. وتقدم تفسير منازل القمر عند قوله تعالى وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب في سورة يونس. والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم. والتقدير: يطلق على جعل الأشياء بقدر ونظام محكم ، ويطلق على تحديد المقدار من شيء تطلب معرفة مقداره مثل تقدير الأوقات وتقدير الكميات من الموزونات والمعدودات ، وكلا الإطلاقين مراد هنا. فإن الله قدر للشمس والقمر نظام سيرهما وقدر بذلك حساب الفصول السنوية والأشهر والأيام والليالي. وعدي فعل " قدرنا " إلى ضمير ( القمر) الذي هو عبارة عن ذاته وإنما التقدير لسيره ولكن عدي التقدير إلى اسم ذاته دون ذكر المضاف مبالغة في لزوم السير له من وقت خلقه حتى كأن تقدير سيره تقدير لذاته. وانتصب " منازل " على الظرفية المكانية مثل: سرت أميالا ، أي قدرنا سيره في منازل ينتقل بسيره فيها منزلة بعد أخرى.
فهذا السجود يليق بها ويعلمه مولاها ويعلم كيفيته ، فهي تجري كما أمرها الله، تطلع من المشرق وتغيب من المغرب حتى ينتهي هذا العالم، فإذا انتهى هذا العالم كورت كما قال سبحانه: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [التكوير:1] فتكور ويذهب نورها وتطرح وهي والقمر في جهنم؛ لأنه ذهبت الحاجة إليهما بزوال هذه الدنيا. والمقصود أنها تجري لمستقر لها ذاهبة وآيبة، ومستقرها سجودها تحت العرش في سيرها طالعة وغاربة، ذلك تقدير العزيز العليم، هو الذي قدر هذا سبحانه وتعالى، العزيز المنيع الجناب الغالب لكل شيء، العليم بأحوال خلقه سبحانه وتعالى.
وفي الأثناء، بادرنا المواطن عبدالله الحمدان، بقوله: "أناشد مرور الأحساء من خلال صحيفة (الأحساء اليوم) بفتح النفق الذي تم تأسيسه وبناؤه؛ لتسهيل حركة المرور وفك الازدحام والذي يربط الهفوف بالمبرز، وهو شارع رئيس ومهم"، مشيرًا إلى أن "الكل يتساءل عن سبب إغلاق استخدامه بشكل مباشر، فأنا مواطن استخدم هذا الطريق بشكل يومي وخاصة في الفترة المسائية فترة الذروة بحكم الذهاب إلى عملي فواجه صعوبة شديدة في الوصول إلى مقر عملي من شدة الازدحام، وخاصة عند دوار مستشفى الأحساء مرورًا بدوار السنتر يوينت، حيث إن تنظيم المرور في هذه الناحية سيئ جدًا". أما المواطن عدنان البوناصر، فاعتبر أن تنظيم المرور في شوارع الأحساء عمومًا سيئ وخاصة عند محطة سكة القطار، حيث قام المرور بإغلاق النفق والذي تنفس أهالي الأحساء الصعداء بإنشائه بعد أن سهّل حركة المرور، وكذلك لوقوعه في مكان حيوي ويربط بين الهفوف والمبرز، مستدركًا: "إلا أننا فوجئنا بإغلاقه وإجبار السيارات لسلك متاهة طويلة للوصول إليه مرة ثانية؛ لذلك نتمنى من إدارة مرور الأحساء إعادة النظر في طريقة تنظيم السير في شوارع المحافظة". وبدورها، خاطبت صحيفة "الأحساء اليوم"، الناطق الإعلامي لإدارة المرور بالمنطقة الشرقية؛ لتوضيح استفسارات المواطنين حيال تلك الأزمة القائمة، لكنها لم تتلقَ الرد من قبله حتى وقت إعداد هذا الموضوع.
وفي هذا الصدد، يتساءل الجميع عن السبب لعمل هذه المتاهة واتخاذ مثل هذه الإجراءات لوضع العراقيل أمام مستخدمي هذا الطريق، وخاصة بعد أن تنفس أهالي الأحساء الصعداء واستبشارهم بافتتاح النفق على أمل أن يحل عدة مشاكل مرورية، لكن وبدلًا من ذلك فوجئ الجميع بقيام المرور بمنع السيارات من استخدام هذا النفق إلا بعد المرور بعدة عراقيل وجهد جهيد للوصول إليه، مما أدى على زيادة الطين بلة وازدياد الازدحام. فمن جانبه، ذكر المواطن عدنان الخاتم، في حديثه لصحيفة "الأحساء اليوم"، أنه: "بدلًا من أن يساعد مرور الأحساء في تنظيم السير وجعله أكثر سهولة وسلاسة خاصة في هذه للأيام المباركة مع كثرة الازدحام؛ على العكس من ذلك، ساهم في عمل اختناقات مرورية، ولاسيّما عند دوار سنتر بوينت؛ بسبب التنظيم السيئ من قبلهم وإغلاقهم أيضًا نفق سكة الحديد، والذي أنفقت عليه الدولة ملايين الريالات؛ لتسهيل وفك الاختناقات المرورية والوصول إلى جهة المبرز بطريقة سلسة وسهلة، مؤكدًا أن هناك صعوبة تواجهه للوصول إلى المبرز بسبب غلق نفق محطة القطار. الأمر ذاته، أكده المواطن بدر الدباس، الذي نبّه بأن المرور يجبر السيارات على الذهاب للدوار القريب من سنتر "بوينت" بدلًا من الذهاب مباشرة للنفق المؤدي إلى المبرز، مما يسبب لمستخدمي الطريق معاناة وازدحام شديد للسيارات، مناشدًا: "فمن خلال صحيفتكم أوجه كلمة لإدارة مرور الأحساء بتنظيم السير وتسهيله بشكل يعمل على فك الاختناقات في هذه الجهة".
وقامت مؤخراً أمانة الأحساء برئاسة المهندس فهد الجبير في محاولة حل هذه الأزمة المعضلة مع المؤسسة العامة لسكة الحديد لوجود حلول تنهي معاناة الاختناقات المرورية التي يتسبب بها. كما ويطالب الكثير من الأهالي بأن يبقى القطار قريباً منهم بوضع سكته على جسر معلق مثلا لكي يتسنى للركاب مشاهدة مساحة كبيرة شاملة للأحساء أكثر مما يُرى حالياً, أو عمل أنفاق إما أن تكون للقطار أو للطرق التي تقطع السكة في مواقع معينة لتفادي الزحام. وقد أعلن رئيس المؤسسة العامة لسكة الحديد المهندس عبدالعزيز الحقيل أنه سيتم نقل سكة الحديد خارج النطاق السكاني بالأحساء كما أكد أن سبب التأخر حتى الآن يعود إلى تقدم المقاولين بأسعار مرتفعة عند طرح المشروع في مناقصتين سابقتين, وأن المؤسسة قامت بطرح المشروع مرة ثالثة.
- وتوقف الحركة المرورية بين الجانبين عدة مرات يومياً نتيجة مرور العديد من قطارات البضائع والركاب الذي كثيراً ما يعطل سيارات الطوارئ كالهلال الأحمر والدفاع المدني وغيره، ناهيك عن الضوضاء الذي تسببها القطارات القادمة والمغادرة للأحساء للسكان القريبين من السكة. أما فيما يتعلق بتكاليف المشروع فإن العائد الاستثماري للأراضي الواقعة داخل حرم السكة والعائدة للمؤسسة كفيل بأن يعوض من تكاليف المشروع خاصة إذا تم التخطيط لاستثمارها تخطيطاً جيداً حيث إنها تتمتع بمواقع تجارية متميزة وتقع أجزاء كبيرة منها على أهم الشوارع التجارية بالأحساء. بقي الإشارة إلى ارتباط الأحساء بالقطار منذ عدة عقود وأن إزالته إلى خارج النطاق سيحرم الأحساء من أحد المعالم الهامة التي أصبحت ذات أثر في تشكيل هوية الأحساء ورسم صورتها في نظر الزائر والمقيم، أظن -ولست جازما- أن محطة القطار ستبقى في موقعها الحالي وسيتم الإبقاء على السكة المتصلة بين المحطة وشارع الرياض لوصول قطارات الركاب إلى المحطة، وإذا تحقق ذلك سيبقى القطار في عمق الأحساء وراسخا في ذاكرتها ولكن بعد التخلص من السلبيات التي أشرت إليها آنفاً.