تابع صاحبي حديثه: – هذه الآيات تثبت الربوبية لله سبحانه.. فلماذا ختمها الله عز وجل بقوله: {أإله مع الله}؟.. يثبت الألوهية؟ – يقول الشيخ ابن عثيمين في تفسيره: وجوب إفراد الله سبحانه وتعالى بالألوهية؛ لأن الإقرار بالربوبية يستلزم الإقرار بالألوهية ولابد؛ ولهذا قال الله تعالى: {يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم} (البقرة:21)، فجعل الربوبية موجبة لعبادته، وفي سورة النمل قال تعالى: {أمّن خلق السموات والأرض.. } (النمل:60) إلى آخر الآيات التي فيها تختم كل آية بقوله تعالى: {أإله مع الله}، يعني: فإذا كان هو المنفرد بما ذكر فإنه المنفرد بالألوهية. – كلام جميل.. وقاعدة جليلة: «الإقرار بالربوبية يستلزم الإقرار بالألوهية». -وفي البيان اللغوي للآيات.. أن قوله سبحانه: {آلله خير أما يشركون}.. أن (خير) ليست للتفضيل وإنما من باب التهكم بهم؛ إذ لا خير في عبادة الأصنام أصلا.. فبدأت الآيات بالثناء على الله.. كما هو الحال في بدايات الخطب.. والسلام على عباده الذين اصطفى.. ثم ذكر الحقيقة: أنه لا يستحق العبادة إلا الله.. وساق الأدلة الدامغة.. بصيغة أسئلة.. جوابها جميعا: «لا إله إلا الله».. ثم ختم سبحانه.. بالتحدي الدائم للمنكرين: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.. ولا برهان لهم.
2021-12-03, 01:49 PM #1 كلمات في العقيدة {أإله مع الله} د. أمير الحداد قرأ إمامنا في صلاة العشاء من سورة النمل ابتداء من قوله -تعالى-: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} وانتهى بقراءة (64): {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. خرجت وصاحبي بعد الصلاة، نريد زيارة أخ لنا في ديوانه. - لا يملك أحد يسمع هذه الآيات إلا أن يقول كلمة: «لا إله إلا الله»، وقد ورد قول الله -سبحانه وتعالى-: {أإله مع الله}، وتكرر هذا السؤال التوبيخي لمن يشرك بالله، خمس مرات في هذه الآيات من سورة النمل. - ورد في بعض كتب التفسير أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «بل الله خير وأبقى وأجلّ وأكرم». - نعم هذه الآيات تخاطب العقل والقلب والروح، ويتحدى فيها الله -عز وجل- كل من يشرك به، ويعبد إلهاً غير الله، أو مع الله، ولا يفرد الله بالعبادة. يتحداهم الله في هذه الآيات، بأنه -سبحانه- خلق السموات والأرض، ولا يمكن لأحد أن يزعم أنه خلقهما، كما أنه -سبحانه- ينزل المطر من السماء متى شاء؛ حيث شاء وبمقدار، ولا يمكن لأحد أن يزعم أنه يفعل ذلك، وأنه -سبحانه- جعل الأرض مستقرا لخلقه وهيأها بما يضمن صلاحها للعيش.
معاشر المسلمين: إنه لا حياة لأحدٍ بدون عقيديةٍ صافية, خاليةٍ من الخرافات والبدع, ولا سعادة بدون التوحيدِ الخالص, والإيمانِ الصحيح. وإنّ أعظم نعمةٍ مَنَّ الله تعالى بها علينا, وأفضلُ كرامةٍ نتحلّى بها, أننا عبيدٌ لله تعالى وحده, لسنا عبيدًا لشهواتنا كما هو حال الغرب المنحل, ولسنا عبيدًا لِدَجَاجِلَةِ العلم والدين, كما هو حال الرافضة واليهودِ والنصارى. بل نحن عبيدٌ لله تعالى, ليس بننا وبينه حُجّابٌ ولا شُفعاء. والعبوديّةُ أشرف صفةٍ للإنسان, وَذَلِكَ أَنَّ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ هِيَ الْغَايَةُ الْمَحْبُوبَةُ لَهُ, وَالْمَرْضِيَّةُ لَهُ, الَّتِي خَلَقَ الْخَلْقَ لَهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ} وَبِهَا أَرْسَلَ جَمِيعَ الرُّسُلِ كَمَا قَالَ نُوحٌ لِقَوْمِهِ: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ}, وَكَذَلِكَ قَالَ هُودٌ وَصَالِحٌ وَشُعَيْبٌ وَغَيْرُهُمْ لِقَوْمِهِمْ. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}. وَوصف صَفْوَةَ خَلْقِهِ بِالْعُبُودِيَّةِ لَهُ فَقَالَ تَعَالَى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا}.
أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ انه الشرك بالله جل و علا, هذا التساؤل الاستنكاري الوارد من رب العزة تعالى عما يصفون, لا اله الا هو, خالق كل شيء و له الامر من قبل و من بعد. خمس تساؤلات متتالية, ملفتة للانتباه, يتبعها الاستنكار لهذا الشرك, بدفع ذاك المشرك نحو التفكر و العلم, كون كل الادلة و الدلالات على وجود الخالق المسيطر ظاهرة للعيان, واضحة متجلية في خلقنا و في ما حولنا. وردت تلك التساؤلات في سورة النمل, في اشارة للمشرك بصغره و ضعفه امام الخالق الجبار, فأين انت أيها الانسان المشرك من عظمته جل و علا! و ما هو حجمك في هذا الكون العظيم! انت لا تكاد ترى, فلما كل هذا التكبر و الغطرسه, و لما هذا العدوان و الغرور. تنصب نفسك مكان الله عز و جل لتشرع دينا باطلا موازيا لدين الحق, فتقدس المال و البشر من مخلوق او حجر, فتشرك الموجود بالواجد سبحانه و تعالى عما يشركون (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) 59 النمل. التساؤل الاول حول الابداع في خلق السماوات و الارض و جمالهما و روعتهما, و حول جمال و روعة النباتات التي اوجدها و أنبتها فجعلها مبعثا للبهجة و السعادة و السرور, بشتى الاشكال و الالوان من ثمار و زهور, مختلفا باللون و الشكل و الطعم و الرائحة, رغما انه ينبت بنفس الماء, قال تعالى (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) 60 النمل, لكن المشركين ساووا ذلك كله بما هم به مشركون.
نت مرحب بك لتضمين هذه الصورة في موقعك على الويب / مدونتك! رابط نصي إلى هذه الصفحة: صورة متوسطة الحجم لموقعك على الويب / مدونتك:
كما اوضح أنه كان طالب بنقلة لتوفر نيابة شاغرة بمدرسة قريبة من مقر اقامته. يشار الى أن نور الدين بلعيد مجاز في الهندسة المعمارية، وحاصل على أستاذية في تطوير الأنظمة الإعلامية، وماجستير في الاتصالات (تطوير البرامج)، ويصدد اعداد رسالة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي.
نت مرحب بك لتضمين هذه الصورة في موقعك على الويب / مدونتك! رابط نصي إلى هذه الصفحة: صورة متوسطة الحجم لموقعك على الويب / مدونتك: