هذا ما مشى عليه المؤلف أنهم لا يُسألون وإنما يدخلون النار بدون حساب، ولكنّ الصحيح أنه لا بد من الحساب لأنه يؤتى كتابه بشماله فيقول: يا ليتني لم أوت كتابيه ايش بعده؟ الطالب: ولم أدر ما حسابيه. الشيخ: ولم أدر ما حسابيه. فهم يُحاسبون لكنّهم لا يُحاسبون محاسبة من تُوزن حسناته وسيئاته، لأنهم ما لهم حسنات إنما يُحاسبون محاسبة تقريع وتوبيخ والعياذ بالله، نعم
- ولاتقل: كنت شاباً طموحاً تغلبت على جميع الصعاب بعزيمة وإصرار وذكاء.. وتنسى فضل الله عليك.. فعلها من هو أنجح منا في الدنيا وهلك.. قال قارون: " إنما أوتيته على علم عندي ".
يقول تعالى مخبرا عن جواب قارون لقومه ، حين نصحوه وأرشدوه إلى الخير ( قال إنما أوتيته على علم عندي) أي: أنا لا أفتقر إلى ما تقولون ، فإن الله تعالى إنما أعطاني هذا المال لعلمه بأني أستحقه ، ولمحبته لي فتقديره: إنما أعطيته لعلم الله في أني أهل له ، وهذا كقوله تعالى: ( فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم) [ الزمر: 49] أي: على علم من الله بي ، وكقوله تعالى: ( ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي) [ فصلت: 50] أي: هذا أستحقه. وقد روي عن بعضهم أنه أراد: ( إنما أوتيته على علم عندي) أي: إنه كان يعاني علم الكيمياء: وهذا القول ضعيف; لأن علم الكيمياء في نفسه علم باطل; لأن قلب الأعيان لا يقدر أحد عليها إلا الله عز وجل ، قال الله: ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) [ الحج: 73] ، وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " يقول الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة ، فليخلقوا شعيرة ". وهذا ورد في المصورين الذين يشبهون بخلق الله في مجرد الصورة الظاهرة أو الشكل ، فكيف بمن يدعي أنه يحيل ماهية هذه الذات إلى ماهية ذات أخرى ، هذا زور ومحال ، وجهل وضلال.
قال: فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أشهده ما غبطت نفسي بذلك المجلس ، أني لم أشهده. ورواه ابن ماجه من حديث داود بن أبي هند ، به نحوه. وقال أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أبي عمران الجوني قال: كتب إلي عبد الله بن رباح ، يحدث عن عبد الله بن عمرو قال: هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، فإنا لجلوس إذ اختلف اثنان في آية ، فارتفعت أصواتهما فقال: " إنما هلكت الأمم قبلكم باختلافهم في الكتاب " ورواه مسلم والنسائي ، من حديث حماد بن زيد ، به. ﴿ تفسير القرطبي ﴾ ثم عاب المنافقين بالإعراض عن التدبر في القرآن والتفكر فيه وفي معانيه. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النساء - الآية 82. تدبرت الشيء فكرت في عاقبته. وفي الحديث لا تدابروا أي لا يولي بعضكم بعضا دبره. وأدبر القوم مضى أمرهم إلى آخره. والتدبير أن يدبر الإنسان أمره كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته. ودلت هذه الآية وقوله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها على وجوب التدبر في القرآن ليعرف معناه. فكان في هذا رد على فساد قول من قال: لا يؤخذ من تفسيره إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنع أن يتأول على ما يسوغه لسان العرب. وفيه دليل على الأمر بالنظر والاستدلال وإبطال التقليد ، وفيه دليل على إثبات القياس.
فكان في هذا رد على فساد قول من قال: لا يؤخذ من تفسيره إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنع أن يتأول على ما يسوغه لسان العرب. وفيه دليل على الأمر بالنظر والاستدلال وإبطال التقليد ، وفيه دليل على إثبات القياس. قوله تعالى: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا أي تفاوتا وتناقضا ؛ عن ابن عباس وقتادة وابن زيد. ولا يدخل في هذا اختلاف ألفاظ القراءات وألفاظ الأمثال والدلالات ومقادير السور والآيات. افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله والذاكرات. وإنما أراد اختلاف التناقض والتفاوت. وقيل: المعنى لو كان ما تخبرون به من عند غير الله لاختلف. وقيل: إنه ليس من متكلم يتكلم كلاما كثيرا إلا وجد في كلامه اختلاف كثير ، إما في الوصف واللفظ ؛ وإما في جودة المعنى ، وإما في التناقض ، وإما في الكذب. فأنزل الله عز وجل القرآن وأمرهم بتدبره ؛ لأنهم لا يجدون فيه اختلافا في وصف ولا ردا له في معنى ، ولا تناقضا ولا كذبا فيما يخبرون به من الغيوب وما يسرون. شرح المفردات و معاني الكلمات: يتدبرون, القرآن, الله, لوجدوا, اختلافا, كثيرا, تحميل سورة النساء mp3: محرك بحث متخصص في القران الكريم Friday, April 29, 2022 لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب
كما قال تعالى مخبرا عن الراسخين في العلم حيث قالوا: ( آمنا به كل من عند ربنا) [ آل عمران: 7] أي: محكمه ومتشابهه حق; فلهذا ردوا المتشابه إلى المحكم فاهتدوا ، والذين في قلوبهم زيغ ردوا المحكم إلى المتشابه; ولهذا مدح تعالى الراسخين وذم الزائغين. قال الإمام أحمد: حدثنا أنس بن عياض ، حدثنا أبو حازم عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال: لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أحب أن لي به حمر النعم ، أقبلت أنا وأخي وإذا مشيخة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب من أبوابه ، فكرهنا أن نفرق بينهم ، فجلسنا حجرة ، إذ ذكروا آية من القرآن ، فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا حتى احمر وجهه ، يرميهم بالتراب ، ويقول: " مهلا يا قوم ، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم ، وضربهم الكتب بعضها ببعض ، إن القرآن لم ينزل بعضه بعضا ، بل يصدق بعضه بعضا ، فما عرفتم منه فاعملوا به ، وما جهلتم منه إلى عالمه ". وهكذا رواه أيضا عن أبي معاوية ، عن داود بن أبي هند ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، والناس يتكلمون في القدر ، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب ، فقال لهم: " ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض ؟ بهذا هلك من كان قبلكم ".
9988 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: إن القرآن لا يكذّب بعضه بعضًا، ولا ينقض بعضه بعضًا، ما جهل الناس من أمرٍ، (13) فإنما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم! وقرأ: " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا ". قال: فحقٌّ على المؤمن أن يقول: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، ويؤمن بالمتشابه، ولا يضرب بعضه ببعض= وإذا جهل أمرًا ولم يعرف أن يقول: (14) " الذي قال الله حق " ، ويعرف أن الله تعالى لم يقل قولا وينقضه، (15) ينبغي أن يؤمن بحقيقة ما جاء من الله. (16) 9989 - حدثني يحيى بن أبي طالب قال، حدثنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك قوله: " أفلا يتدبرون القرآن " ، قال: " يتدبرون " ، النظر فيه. ----------------- الهوامش: (13) في المطبوعة: "من أمره" ، وهو خطأ محض ، والصواب ما أثبت من المخطوطة. (14) في المطبوعة والمخطوطة: "إذا جهل أمرًا" بإسقاط الواو ، وهو لا يستقيم. وهو معطوف على قوله: "فحق على المؤمن أن يقول... ". أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا - الآية 82 سورة النساء. (15) في المطبوعة: "وينقض" والصواب من المخطوطة. (16) في المطبوعة: "بحقية ما جاء من الله" ، وأثبت ما في المخطوطة.
♦ الآية: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - الآية 82. ♦ السورة ورقم الآية: النساء (82). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أفلا يتدبرون القرآن ﴾ أَي: المنافقون (أفلا) يتأمَّلون ويتفكرون فيه ﴿ ولو كان ﴾ القرآن ﴿ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كثيرًا ﴾ بالتَّناقض والكذب والباطل وتفاوت الألفاظ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾، يَعْنِي: أَفَلَا يَتَفَكَّرُونَ فِي الْقُرْآنِ، وَالتَّدَبُّرُ هُوَ النَّظَرُ فِي آخِرِ الْأَمْرِ، وَدُبُرُ كُلِّ شَيْءٍ آخِرُهُ. ﴿ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ﴾، أَيْ تَفَاوُتًا وَتَنَاقُضًا كَثِيرًا، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقِيلَ: لَوَجَدُوا فِيهِ أَيْ: فِي الْإِخْبَارِ عَنِ الْغَيْبِ بِمَا كَانَ وَبِمَا يَكُونُ اخْتِلَافًا كَثِيرًا، أَفَلَا يَتَفَكَّرُونَ فِيهِ فَيَعْرِفُوا بِعَدَمِ التَّنَاقُضِ فِيهِ وَصِدْقِ مَا يخبر به أَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّ مَا لَا يَكُونُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَا يَخْلُو عَنْ تَنَاقُضٍ وَاخْتِلَافٍ.