[من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه] السؤال لي أصحاب فيهم عادات سيئة وإذا تركتهم غضبوا؟ الجواب من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ولا طاعة لبشر في معصية الله عز وجل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " التكفير له شروط وموانع ، قد تنتفي في حق المعين ، وإن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين ، إلا إذا وجدت الشروط ، وانتفت الموانع ، يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة: الذين أطلقوا هذه العمومات – مثل أن يقولوا من قال كذا فقد كفر - لم يُكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه " انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 12 / 487 – 488). ومن الشروط المهمة في هذا الباب: أن يكون فاعل هذا الفعل المكفر عالما بتحريمه ، متعمدا لفعله ، مختارا غير مكره. ومن الموانع التي تمنع من تكفيره: أن يكون جاهلا لحكم ذلك الفعل ، أو متأولا ، أو مخطئا ، أو مكرها. من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس (بن علي). وراجع الفتوى رقم: ( 85102) للتعرف على ضوابط التكفير. النوع الثاني: أن تكون هذه المعصية ذنبا ، وليست من أعمال الكفر كمثل ما ذكرت من عدم غض البصر أو الكذب أو شرب الخمر أو سماع الأغاني ، ونحو ذلك من المعاصي ؛ فهذه معصية من المعاصي ، والمعاصي إذا كان صاحبها مسلما مؤمنا بالله ورسوله مصدقا لهما ، غير مستحّل للمعاصي: فلها حكم مثلها من المعاصي ، كبيرها وصغيرها ، لكنه لا يكفر بمجرد ارتكاب هذه المعاصي ، ولو كانت من الكبائر كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، ولو فعلها هوى ، أو مراعاة لحق غيره من الناس ، أو طلبا للمكانة عنده ، أو نحو ذلك من المقاصد والأهواء.
وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ. إخوة الإسلام يضع الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف مبدءا هاما في معاملة الناس ومعايشتهم، فذكر صلى الله عليه وسلم طريقين لا ثالث لهما: الطريق الأول: هو طريق من التمس رضا الله تعالى ولو سخط عليه الناس، وهو طريق ينبع من توحيد العبد لربه عز وجل، إذ ليس للإنسان أن يتوجه إلا لله، فلا يخاف إلا إياه، ولا يرجو سواه، ولا ينطلق في حياته إلا طلبا لرضاه ، في كل حركاته وسكناته ، في كل معاشراته ومعاملاته، فينفذ ما أمر الله تعالى به ، لا يلتفت في ذلك لمدح مادح ، أو ذم ذام، ولا يضع في نفسه وهو يرضي الله عز وجل أدنى حساب لسخط أحد من الخلق أو رضاه ، مهما كلفه ذلك من مشاق. والطريق الآخر: هو طريق من لم تخلص نفسه لله عز وجل، أو قل طريق ضعاف الإيمان ، ومن اهتزت عقيدتهم ، فهو يبحث عما يرضي الناس ويفعله، وعما يعرضه لسخطهم فيتركه، ولو كان ذلك على حساب دينه، ولو كان في ذلك ما يسخط ربه عز وجل، لأن المهم عنده ألا يخسر الناس ، وألا يكون في موضع نقمتهم وغضبهم.
قوله: " وأن تذمهم على مالم يؤتك الله ". هذه عكس الأولى ، فمثلاً: لو أن إنساناً جاء إلى شخص يوزع دراهم ، فلم يعطه ، فسبه وشتمه ، فهذا من الخطأ لأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. لكن من قَصَّر بواجب عليه ، فَيُذَم لأجل أنه قصر بالواجب لا أجل أنه لم يعط ، فلا يذم من حيث القدر ، لأن الله لو قَدَّر ذلك لوجدت الأسباب التي يصل بها إليك هذا العطاء. وقوله: " ما لم يؤتك ". علامة جزمه حذف الياء ، والمفعول الثاني محذوف ؛ لأنه فضلة ، والتقدير: مالم يؤتكه. من لتمس رضى الله بسخط الناس كفاه الله مونه الناس ❤️❤️اسمع الكلام الجميل - YouTube. قوله: " إن رزق الله لا يجره حرص ولا يرده كراهية كاره ". هذا تعليل ؛ لقوله: " أن تحمدهم وأن تذمهم ". و"رزق الله ": عطاؤه لكن حرص الحريص من سببه بلا شك ، فإذا بحث عن الرزق وفعل الأسباب ، فإنه يكون فعل الأسباب الموجبة للرزق ، لكن ليس المعنى أن هذا السبب موجب مستقل ، وإنما الذي يرزق هو الله تعالى ، وكم من إنسان يفعل أسباباً كثيرة للرزق ولا يرزق ، وكم من إنسان يفعل أسباباً قليلة فيرزق ، وكم من إنسان يأتيه الرزق بدون سعي ، كما لو وجد ركازاً في الإرض أو مات له قريب غني يرثه ، أو ما أشبه ذلك. وقوله: " ولا يرده كراهية كاره ". أي رزق الله إذا قدر للعبد ، فلن يمنعه عنه كراهية كاره ، فكم من إنسان حسده الناس ، وحاولوا منع رزق الله ، فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً.
فالخير كله فيما يرضي الله عنكم ، فاجتهدوا في القيام بالطاعات (مرضاة الله)وليكن عملكم وقولكم مما يرضي الله تعالى ، لتحصلوا على الأجر العظيم ، وقد قال الله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (114) النساء الدعاء
باب قول الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} وقوله تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ [التوبة: 18]. وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ [العنكبوت: 10]. عن أبي سعيد مرفوعا: إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله. إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره. وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله ﷺ قال: من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس؛ ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس رواه ابن حبان في صحيحه. الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
وعلى هذا فشارب الخمر تاب أو لم يتب فالصلاة واجبة عليه لا تسقط عنه، لكنه يحرم ثواب صلاة أربعين يوماً مع عدم التوبة، فإن تاب فأجره تام وثوابه موفر. والله أعلم.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ: عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ. صححه الألباني في صحيح ابن ماجه. وليس معنى عدم قبول الصلاة أنها غير صحيحة ، أو أنه يترك الصلاة ، بل المعنى أنه لا يثاب عليها. فتكون فائدته من الصلاة أنه يبرئ ذمته ، ولا يعاقب على تركها. قال أبو عبد الله ابن منده: " قوله " لا تقبل له صلاة " أي: لا يثاب على صلاته أربعين يوماً عقوبة لشربه الخمر ، كما قالوا في المتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب إنه يصلي الجمعة ولا جمعة له ، يعنون أنه لا يعطى ثواب الجمعة عقوبة لذنبه. " تعظيم قدر الصلاة " ( 2 / 587 ، 588). انظر السؤال 20037 وقال النووي: "وَأَمَّا عَدَم قَبُول صَلاته فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ لا ثَوَاب لَهُ فِيهَا وَإِنْ كَانَتْ مُجْزِئَة فِي سُقُوط الْفَرْض عَنْهُ, وَلا يَحْتَاج مَعَهَا إِلَى إِعَادَة" اهـ. ولا شك أنه يجب على شارب الخمر أن يؤدي الصلاة في أوقاتها ولو أخل بشيء من صلاته لكان مرتكباً لكبيرة عظيمة هي أشد من ارتكابه لكبيرة شرب الخمر. وهذه العقوبة على شارب الخمر إنما هي لمن لم يتب ، أما من تاب وأناب إلى الله فإن الله يتوب عليه ويتقبل منه أعماله. كما في الحديث السابق: ( فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ).
[الكافي: 6/ 396]. ولكن هذه الأحاديث تفسَّر من باب التغليظ والتشديد على شارب الخمر المصرّ على فعلته، الذي لا يتوب ولا يتراجع، لردعه، ولتعريفه بعظيم هذا الذّنب عند الله تعالى وخطورته. ومع ذلك، فإن هذه الأحاديث تدفع بشارب الخمر إلى الإسراع في طلب التوبة، والتزام الطاعة، والله تعالى يتوب عليه، كما في النص القرآني في حديثه عن التائبين، أو كما في الحديث النبوي: "التائب من الذَّنب كمن لا ذنب له"، أي التوبة النصوح التي فيها إخلاص لله تعالى. يجيب العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) عن سؤال حول معنى عدم قبول صلاة شارب الخمر بقوله: "ليس كافراً (شارب الكحول والخمر)، ولكنه عاصٍ، والكفر قد يعبّر به عن المعصية، لأنها جحود من الناحية العملية، وأما عدم قبول صلاته، فهو يشير إلى أنّه عرّض نفسه للبعد عن الله وعدم تقبّل أعماله، بمعنى ليس له ثواب عليها، ولا يعني ذلك أن عليه أن يترك الصلاة، بل يجب على من يرتكب معصية شرب الخمر، أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه، ويتابع صلاته وواجباته الأخرى". [استفتاءات عقيديّة]. أمَّا حديث عدم قبول صلاة شارب الخمر أربعين يوماً عند أهل السنّة والجماعة، فيرويه عبد الله بن عمرو بن العاص، أنَّ النبي(ص) قال: "لَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي فَيَقْبَلُ الله مِنْهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا".
الرئيسية إسلاميات أخبار 06:05 م السبت 06 مارس 2021 الشيخ محمد عبد السميع كتب- محمد قادوس: هل شارب الخمر لا تُقبل له صلاة أربعين يوماً؟.. سؤال تلقاه الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أجاب عنه، مشيرا إلى أن هذا الحديث وارد في صحيح مسلم وفي السنن. وأوضح أمين الفتوى أن معنى "من شرب خمرا فإن الله لا يقبل صلاته أربعين يوما" أي أن ثواب هذه الصلوات يضيع ولكن لا تسقط عنه الصلاة. وأضاف أمين الفتوى، عبر فيديو نشرته قناة الناس عبر صفحتها على فيسبوك، أنه يجب ان يصلي الأربعين يوما وأن الحديث مقصود به أن ينصرف كل إنسان مسلم مكلف عن شرب الخمر، لأنه عندما وهو يشرب الخمر مدرك أنه يوجد أربعون يوما بعد تجرعه لهذا المنكر، صلاته لا تقبل فيها، أي لا يأخذ ثوابها ولكن هذه الانسان ملزم بهذه الصلوات ولو لم يصل سيدخل بسبب هذا النار في مذمة العقاب أو في العقاب الإلهي. واستشهد عبد السميع بحديث ورد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال:" إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت ومن لغا فلا جمعة له"، وهذا ليس معنى ان من قال لأخيه أنصت يذهب من المسجد هذا خطأ ويجب ان يصلي ويكمل صلاته، فالصلاة لها أمران، الأول لها سقوط المطالبة عند الله، والثاني ان لها ثوابا، فمن فعل الخطأ يسقط عنه المطالبة ويضيع منه الثواب، مؤكدا أن هذا يعد تحذيرا شديدا من شرب الخمر.
2018-12-05, 09:55 PM #1 هل شارب الخمر لا تُقبل له صلاة أربعين يوما هل شارب الخمر لا تُقبل له صلاة أربعين يوما السؤال هل صحيح ما ورد عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بأن من شرب خمراً لا تقبل صلاته لمدة أربعين يوماً ؟. نص الجواب الحمد لله نعم ، جاءت الأحاديث الصحيحة الكثيرة في عقوبة من شرب الخمر وأنه لا تُقبل صلاته أربعين يوماً ، وقد ورد هذا من حديث عمرو بن العاص ، وابن عباس ، وابن عمر ، وابن عمرو. انظر: " السلسلة الصحيحة " ( 709) ، ( 2039) ، ( 2695) ، ( 1854).
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ونسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونفيدك أن شرب الخمر كبيرة من كبائر الذنوب وقد جاء الوعد واللعن على شاربه وأتباعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه) خرجه الإمام الترمذي بسند حسن ومعنى هذا أن صلاته لا تنفعه فلا يؤجر عليها قال الإمام النووي رحمه الله: أي لا ثواب له فيها وإن كانت مُجزئة في سقوط الفرض عنه قال الله تعالى ( ياايها الذين آمنوا انما الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون). فالخمر من كبائر الذنوب و قد لعن الرسول صلى الله عليه و سلم شاربها و بائعها و مبتاعها و عاصرها و معتصرها و حاملها و المحمولة اليه. و على صاحبك أن يناصح و يتوب الى لله عز و جل قبل فوات الآوان و من تاب تاب الله عز و جل عليه لقوله تعالي ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً