[٧] [٨] أين تذهب الروح عند الموت؟ حين يموت الإنسان، تفارقه روحه بالكليّة، فلا يبقى شيءٌ من أثرها في جسده، وهي الميتة الكبرى حيث يختلف الناس في كيفية خروج روح المرء على درجة إيمانه، حيث تخرج الروح من جسد المؤمن بطريقة هيّنة ليّنة، فيشعر بالراحة والاطمئنان، [٩] ومما عُرِف من الشرع أن الروح تعود إلى الجسد مرةً أخرى، ليسأله الملكان منكر ونكير فإما نعيم وإما عذاب،وقال سبحانه في الشهداء: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ، [١٠] حيث يخبر سبحانه أن الشهداء وإن ماتت أجسادهم فهم أحياء عند ربهم يرزقون. [١١] ما معنى: الله يتوفى الأنفس حين موتها؟ معنى الآية أنَّ الله يتوفى نفس الإنسان التي تموت ميتةً كبرى والتي تموت ميتًة صغرى حين نومها وكلها بيده، فيقبض روح الميت عند انقضاء أجله إليه، أما النائم فيتوفى الله نفسَه فقط ويرسلها إلى وقتٍ يعلمه -سبحانه- ثمّ يعيدها إلى جسده، حيث وإن انفصلت عنه جزئيًا إلّا أنها لم تنقطع عن الجسد. [١٢] المراجع [+] ↑ سورة الإسراء، آية:85 ^ أ ب [ليلى عطار]، كتاب آراء ابن الجوزي التربوية ، صفحة 342.
الحمد لله. جاءت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة الصحيحة تدل على أن الروح تقبض عند النوم ، وأن النوم صورة من صور الوفاة ، ومن هذه الأدلة: 1- قول الله عز وجل ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الزمر/42. 2- وقوله سبحانه: ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ) الأنعام/60.
وفعلا اصبح الصحابي الجليل أنس بن مالك كثير المال والولد. روايته للحديث: كان الصحابي الجليل أنس بن مالك من اكثر الصحابة رواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم … فقد قيل انه روي 2286 حديثاً … نقل من خلال هذه الاحاديث الصحابي الجليل أنس بن مالك للمسلمين أخلاق نبيهم في التعامل معه ومع زوجاته ومع مواليه ومع عامة الأمة، كان الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة لأنس الأب والمربي والقدوة والأسوة الحسنة وكان أنس حريصاً أشد الحرص في فترة خدمة الرسول على تتبع أثره وحفظ حديثه وكل معاملاته حتى مع زوجاته، لذلك أكتسب حديث أنس بن مالك أهمية كبيرة بالنسبة للمسلمين. وفاته: لقد توفي الصحابي الجليل أنس بن مالك بعد ان اصيب بمرض البهاق (البرص)، و ضعف جسده … وقد توفي سنة 93 هجريا وهو ما يوافق سنة 712 ميلاديا في البصرة.
اليوم مقالنا سنتكلم فيه عن صحابي جليل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصحابي الجليل أنس بن مالك الذي خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ان هاجر الرسول الى المدينة وظل يخدمه حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الصحابي الجليل أنس بن مالك يفتخر بخدمته للرسول الكريم … وبسسب خدمته له وملازمته له كان من اكثر الصحابة رواية للحديث … فقد قيل انه روي 2286 حديثاً … نقل من خلال هذه الاحاديث الصحابي الجليل أنس بن مالك للمسلمين أخلاق نبيهم في التعامل معه ومع زوجاته ومع مواليه ومع عامة الأمة.
كان أنس بن مالك أو أنيس كما كان ينادونه تدليلا فى العاشرة من عمره يوم سعد بخدمة النبى صلوات الله وسلامه عليه وظل يعيش فى كنفه ورعايته إلى أن لحق النبى الكريم بالرفيق الأعلى فكانت مدت صحبته له عشر سنوات كاملات نهل فيها من هديه مازكى به نفسه ووعى من حديثه ما ملأ به صدره وعرف من أحواله وأخباره وأسراره وشمائله مالم يعرفه أحدا سواه وقد لقى أنس بن مالك من كريم معاملة النبى صلوات الله وسلامه عليه مالم يظفر به ولد من والد وذاق من نبيل شمائله وجليل خصائله ما تغبطه عليه الدنيا. فلنترك لأنس الحديث عن بعض الصور الوضائة من هذه المعاملة الكريمة التى لقيها فى رحاب النبى السمح الكريم فهو بها أدرى وعلى وصفها أقوى قال أنس: كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من أحسن الناس خلقا وأرحبهم صدرا وأوفرهم حنانا فقد أرسلنى يوما لحاجة فخرجت وقصدت صبيانا يلعبون فى السوق لألعب معهم ولم أذهب لما أمرنى به فلما صرت إليهم شعرت بإنسان يقف خلفى ويأخذ بثوبى فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم ويقول: يا أنيس أذهبت حيث أمرتك. فارتبكت وقلت نعم إنى ذاهب الآن يا رسول الله والله لقد خدمته عشر سنين فما قال لشىء صنعته لما صنعته ولا لشىء تركته لما تركته.
اليوم بمشيئة الله تعالى نستعرض مع حضراتكم سيرة بطل من الأبطال الذين لن تجد لهم نظير ولا شبيه فى هذه الدنيا مع قصة ( أنس بن مالك) الصحابى الجليل خادم النبى صلى الله عليه وسلم ومن دعاء النبى له ( اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له) هنيئا لك يا أنس بدعاء النبى الذى تحقق. قصة أنس بن مالك كان أنس بن مالك فى عمر الورد حين لقنته أمه (الغميصاء)وقيل أن اسمها الرميصاء والأرجح أنه وصف لها حين لقنته الشهادتين وأترعت فؤاده الغض بحب نبى الإسلام محمد عليه السلام فشغف أنس به حبا على السماع ولا غرو فالأذن تعشق قبل العين أحيانا وكم تمنى الغلام الصغير أن يمضى إلى نبيه فى مكة أو يفد الرسول الأعظم إلى يثرب ليسعد برؤياه ويهنأ بلقياه. لم يمض على ذلك وقت طويل حتى سرى فى يثرب المحظوظة المغبوطة أن النبى صلوات الله وسلامه عليه وصاحبه الصديق فى طريقهما إليها فغمرت البهجة كل بيت وملأت الفرحة كل قلب وتعلقت العيون والقلوب بالطريق الميمون الذى يحمل خطا النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى يثرب وأخذ الفتيان يشيعون كل صباح أن محمدا قد جاء فكان يسعى إليه أنس مع الساعين من الأولاد الصغار لكنه لا يرى شيئا فيعود كئيبا محزونا.
فهذا وجه الجمع. وعن أنس ، قال: كناني النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا حمزة ببقلة اجتنيتها. وروى علي بن زيد - وفيه لين - عن ابن المسيب ، عن أنس ، قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن ثمان سنين ، فأخذت أمي بيدي ، فانطلقت بي إليه ، فقالت: يا رسول الله! لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفك بتحفة ، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا ، فخذه ، فليخدمك ما بدا لك. قال: فخدمته عشر سنين ، فما ضربني ، ولا سبني ، ولا عبس في وجهي رواه الترمذي. عكرمة بن عمار: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدثنا أنس قال: جاءت بي أم سليم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أزرتني بنصف خمارها ، وردتني ببعضه ، فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس ابني أتيتك به يخدمك ، فادع الله له. فقال: اللهم أكثر ماله وولده. فوالله إن مالي لكثير ، وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو من مائة اليوم. روى نحوه جعفر بن سليمان ، عن ثابت. وروى شعبة: عن قتادة ، عن أنس ؛ أن أم سليم قالت: يا رسول [ ص: 399] الله! خادمك أنس ، ادع الله له. فقال: اللهم أكثر ماله ، وولده. فأخبرني بعض أهلي أنه دفن من صلبي أكثر من مائة.
[ ص: 405] وروى عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر قال: كان أنس بن مالك أبرص وبه وضح شديد ، ورأيته يأكل ، فيلقم لقما كبارا. قال حميد عن أنس: يقولون: لا يجتمع حب علي وعثمان في قلب ، وقد جمع الله حبهما في قلوبنا. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: عن أمه: أنها رأت أنسا متخلقا بخلوق ، وكان به برص ، فسمعني وأنا أقول لأهله: لهذا أجلد من سهل بن سعد ، وهو أسن من سهل ، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا لي. قال أبو اليقظان: مات لأنس في طاعون الجارف ثمانون ابنا. وقيل: سبعون. وروى معاذ بن معاذ ، حدثنا عمران ، عن أيوب ، قال: ضعف أنس عن الصوم ، فصنع جفنة من ثريد ، ودعا ثلاثين مسكينا ، فأطعمهم. قلت: ثبت مولد أنس قبل عام الهجرة بعشر سنين [ ص: 406] وأما موته فاختلفوا فيه ، فروى معمر ، عن حميد أنه مات سنة إحدى وتسعين وكذا أرخه قتادة ، والهيثم بن عدي ، وسعيد بن عفير ، وأبو عبيد. وروى معن بن عيسى ، عن ابن لأنس بن مالك: سنة اثنتين وتسعين وتابعه الواقدي. وقال عدة - وهو الأصح -: مات سنة ثلاث وتسعين قاله ابن علية ، وسعيد بن عامر ، والمدائني ، وأبو نعيم ، وخليفة ، والفلاس ، وقعنب ، فيكون عمره على هذا مائة وثلاث سنين.