خطبة عن قضاء حوائج الناس 1431/04/02 - 2010/03/18 18:59PM الحمد لله رب العالمين، أمر بالبر والإحسان، ونهى عن الظلم والعدوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك والحمد والعظمة والسلطان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات والبرهان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في عموم الأوطان، وسلم تسليما كثيرا. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، فالتقوى في مخالفة الهوى، والشقاء في مجانبة الهدى. أيها المسلمون: فاضل الله بين عباده في الشرف والجاه، والعلم والعبادة، وسخر بعضهم لبعض ليتحقق الاستخلاف وتُعمر الأرض، وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَكُمْ خَلَـٰئِفَ ٱلأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـٰتٍ لّيَبْلُوَكُمْ فِى مَا آتَـٰكُمْ [الأنعام: 165] وقال تعالى: نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـٰتٍ لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً [الزخرف: 32]. وفي شكوى الفقير ابتلاءٌ للغني، وفي انكسار الضعيف امتحان للقوي، وفي توجُّع المريض حكمة للصحيح، ومن أجل هذه السنة الكونية جاءت السنة الشرعية بالحث على التعاون بين الناس، وقضاء حوائجهم، والسعي في تفريج كروبهم، وبذل الشفاعة الحسنة لهم، تحقيقًا لدوام المودة، وبقاء الألفة، وإظهار الأخوة.
( أنَّ امرأةً كان في عقلِها شيٌء. فقالت: يا رسولَ اللهِ! إنَّ لي إليكَ حاجةً. ( يا أم فلانٍ! انظري أي السككِ شئتِ ، حتى أقضي لكَ حاجتِكِ) فخلا معها في بعضِ الطرقِ. حتى فرغتْ من حاجتِها. ) الراوي: أنس بن مالك المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2326 خلاصة حكم المحدث: صحيح والسعي في قضاء حوائج الناس من الشفاعة الحسنة التي أمرنا الله { مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} (85) سورة النساء ( كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا جاءَه السائلُ ، أو طُلِبَتْ إليه حاجَةٌ، قال: اشفَعوا تؤجَروا، ويَقضي اللهُ على لسانِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما شاء. )
الله سبحانه وتعالى قد جعل فضل عظيم لقضاء حوائج الناس ، وان هذا الفعل من الأعمال الصالحة التي نتقرب بها إلى الله عز وجل، لكي يرتفع رصيدنا من الحسنات، ولكي ننال مرضاته في الدنيا والآخرة، كذلك تعتبر الدعاء الخفي الذي يدعو من خلاله المسلم غير المسلمين لكي يحبوا ويدخلوا في الإسلام وذلك من خلال حسن المعاملة، وذلك لا الإسلام قد انتشر على الكرة الأرضة بالمعاملة الحسنة وكذلك قضاء الحوائج ، وذلك لان له فضل في انتشار المحبة بين أفراد المجتمع، وكذلك يساهم في تأليف بين قلوب الناس. الرقابة والمحاسبة قضاء حوائج الناس هو يعتبر من أهم الوصايا التي أوصى بها الله عز وجل ، فيقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾. ويقول عز وجل: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. و الإمام الطبري رحمه الله قال: أيها المؤمنون ما تقدموا لأنفسكم في الدنيا من صدقة أو نفقة تنفقونها في سبيل الله، أو من نفقة في وجوه الخير، أو عمل بغية طاعة الله فيقول عز وجل: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾.
ببذل المعروف والإحسان تحسن الخاتمة، وتُصرف ميتة السوء، يقول عليه الصلاة والسلام: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة)) رواه ابن حبان والسعيد من اغتنم جاهه في خدمة الدين ونفع المسلمين، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة) وعلى هذا النهج القويم سار الصحابة والصالحون، كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم ، فلما استُخلف قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها ، فقال أبو بكر: بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله. و كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد الأرامل، يسقي لهن الماء ليلاً، وكان أبو وائل رحمه الله يطوف على نساء الحي وعجائزنهن كل يوم، فيشتري لهن جوائجهن وما يُصلحهن]. والمعروف ذخيرة الأبد، والسعي في شؤون الناس زكاة أهل المروآات، ومن المصائب عند ذوي الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم، يقول حكيم بن حزام: (ما أصبحت وليس على بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب)] ، وأعظم من ذلك أنهم يرون أن صاحب الحاجة منعم ومتفضل على صاحب الجاه حينما أنزل حاجته به، يقول ابن عباس: (ثلاثة لا أكافئهم: رجل بدأني بالسلام، ورجل وسَّع لي في المجلس، ورجل اغبرت قدماه في المشي إليَّ إرادة التسليم عليَّ، فأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله) قيل: ومن هو؟ قال: (رجل نزل به أمرٌ فبات ليلته يفكر بمن ينزله، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي)].
وقوله: ( إن من الناس مفاتيح للخير): أي: إن الله تعالى أجرى على أيديهم فتح أبواب الخير كالعلم والصلاح على الناس ، حتى كأنه ملَّكهم مفاتيح الخير ووضعها في أيديهم. فأفضل الناس الذين يقضون حوائج الناس ويدخلون السرور على عباد الله. روى الطبراني عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن يَألف ويُؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخيرُ الناس أنفعهم للناس ". قوله: (ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف): لأن التآلف سبب الاعتصام بالله وبحبله، وبه يحصل الاجتماع بين الناس، وبضده يحصل التفرقة بينهم.
فأجاب: على رأسي ومن عينا. فطلب مني ان ادله عليها واعطيه اسمي بوضوح وان تذهب غدا واستلم الإيصال ، وكل عام فعل لي ما سيفعله غدا الى ان تخرجت بإذن الله. فامتلأت عيناي ب الدموع ودعوت له وقلت: كيف ارد لك ذلك الجميل ؟ فأجاب: عندما تتخرج من الجامعة وتعمل اسأل من يصلي بجوارك بعد اﻻنتهاء من صلاة الجمعة نفس السؤال فاذا عرفت بأن لديه حاجة فأقضها له ان استطعت ، فتكون قد رددت لي الجميل! وفعلا يا اخي الكريم فقد تعهد بسداد اقساط تعليمي حتى تخرجت وعملت مدرسا جامعيا. وكنت اقوم بزيارته نهاية كل عام لأبشره بنجاحي الى ان توفاه الله بعد تخرجي! وانا ظللت باق على عهده الى ان القى الله جل في علاه.
ومعنى الحديث: أن من هم بالحسنة والخير، وعقد قلبه وعزمه على ذلك، كتب له ما نواه، ولو لم يعمله، وإن كان أجر العامل أفضل منه وأعلى. ومن هم بسيئة، ثم تركها لله، كتبت له حسنة كاملة، ومن هم بسيئة، وتركها لأجل الناس، أو سعى إليها، لكن حال القدر بينه وبينها، كتبت عليه سيئة، ومن هم بها، ثم انفسخ عزمه، بعد ما نواها، فإن كانت مجرد خاطر بقلبه، لم يؤاخذ به، وإن كانت عملا من أعمال القلوب التي لا مدخل للجوارح بها، فإنه يؤاخذ بها، وإن كانت من أعمال الجوارح، فأصر عليها، وصمم نيته على مواقعتها، فأكثر أهل العلم على أنه مؤاخذ بها. 5. والركون إلى الوساوس والخواطر معناه السعي في تنفيذها وقبولها، وعدم صرف النفس عنها، بل تصبح محلا لخضوعه، ورمزا لعبوديتها لها قال تعالى: ( أفرأيت من أتخذ إله هواه). 6. الركون إليها يكون بعد تواردها على النفس؛ لأن مجرد وورد الخواطر على النفس وصرف النفس عنها لا يضر، فإذا حدث الإنسان نفسه بشيء ثم انصرف عنه، فهو حديث النفس، وإذا استمر على التفكير في وسائل تنفيذه فهو الهم والإرادة وهي غالبا تأتي بعد حديث النفس. حديث النفس - الصفحة 4. 7. أما ما هو الفرق بين حديث النفس ووساوس الشيطان ؟ فظاهر النصوص أن النفس توسوس، كما أن الشيطان يوسوس.
ثم إن كره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان. فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم. قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. ما هو حديث النفس - بيت DZ. اهـ. وراجعي في ذلك الفتويين: 7950 ، 12300. والسائلة الكريمة من هذا النوع إن شاء الله، لأنها تقول عن نفسها: (وكنت أكرهها بشـدة.. وأنا كارهة لذلك). وقد سبق لنا بيان سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 70476 ، 48325 ، 124259 ، 60628 ، 78372 ، 3086. والله أعلم.
Edited. ↑ تشارلز فيرنيهو (2017-11-18)، "التحدث إلى النفس يُطلِعنا على أسرار الدماغ" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-6. بتصرّف. ^ أ ب غريس فرح (2014-6)، "ماذا يعني الحديث مع النفس؟" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-14. بتصرّف. ↑ رمزي محمد (2016-3-8)، "الكلام مع النفس: مرض نفسي؟ " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-6. بتصرّف. ^ أ ب "التفكير الإيجابي: توقف عن الحديث السلبي مع النفس للتخلص من التوتر" ، ، 2020-1-21، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-6. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 286. ↑ سورة البقرة، آية: 284. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 127، صحيح. ↑ محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير ، سوريا: دار الفكر العربي، صفحة 1083، جزء 2. ↑ الشوكاني، الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني ، صنعاء: مكتبة الجيل الجديد، صفحة 1748، جزء 4. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 130، صحيح. ↑ محمد بن عبد الهادي السندي (1986)، حاشية السندي على سنن النسائي (الطبعة الثانية)، حلب: مكتب المطبوعات الإسلامية، صفحة 157، جزء 6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 159، صحيح.
من حديث النفس معلومات الكتاب المؤلف علي الطنطاوي اللغة العربية الناشر دار المنارة تاريخ النشر 1960 الموضوع أدب التقديم عدد الصفحات 310 القياس 14×21 المواقع ردمك 2-1940-1244-7 مؤلفات أخرى البواكير تعديل مصدري - تعديل من حديث النفس كتاب من تأليف الشيخ علي الطنطاوي أصدر عام 1960 م، في هذا الكتاب ست وثلاثون مقالة مما كتبه علي الطنطاوي بين عامي 1931 و1959، وقد نُشر عام 1960، وهو يقع في 310 صفحات من القَطْع المتوسط (14×21). نبذة [ عدل] نحو نصف مقالات هذا الكتاب كتبها صاحبها في عقد الثلاثينيات، وقد نُشرت أقدمها في عام 1931. ونحن نجده -في تلك المرحلة من حياته- في توثب لا يفتُرُ وهمّةٍ لا تنِي، وإن المشاعر لتضطرم في نفسه حتى ما يطيق حملها فيبثّها في ثنايا الصفحات وينشرها عبر سطور المقالات. ها هو ذا يعرض -في عام 1933- شهادته الجامعية للبيع: «... فيا أيها القراء الكرام، إني أعرض شهادتي ولقبي الكريم للبيع برأس المال (الرسوم والأقساط)، أما فوسفور دماغي، وأيام عمري، فلا أريد لشيء منه بديلاً، وأجري على الله. فمَن يشتري؟ شهادة بيضاء ناصعة كبيرة، خطها جميل، ذات إطار بديع. جديدة (طازة)! مَن يشتري؟! ». وها هو ينعى عيده في مقالة «عيدي الذي فقدته» فيقول: «يا آنسين بالعيد، يا فرحين به!
الحكمة: الحكمة تتولّد من تخاطب النفس، من الجميل أن تقف على شيء أو أمر معيّن قد حصلَ في حياتك، فالحكمة تأتي من خلال القلب والعقل والنفس والضمير، فإن مات واحدُُ منها ماتت الحكمة، وعند تخاطب النفس دائماً الشخص لا يموت أي جزء من التي ذكرت.
يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "من حديث النفس" أضف اقتباس من "من حديث النفس" المؤلف: على الطنطاوى الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "من حديث النفس" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...