التوجه الفكري عبر سنوات من التدريس ومؤلفات عديدة ودراسات ومحاضرات فكرية في المغرب وخارجه، رسم طه عبد الرحمن مشروعا فلسفيا أو رؤية تميزه عن غيره من المفكرين، من خلال الجمع بين "التحليل المنطقي" و"التشقيق اللغوي"، مع الارتكاز على مفاهيم من التراث الإسلامي ونفحة صوفية. التجربة الفلسفية عمل على فك الارتباط بين الفلسفة ومفهوم الحداثة وبين الفكر الغربي كذلك، ليؤكد أن لكل ثقافة وحضارة فلسفتها وحداثتها الخاصة. وجعل الفكر النظري والعمل الأخلاقي وجهان لعملة واحدة، معارضا بذلك الفكر الغربي الحديث الذي يستبعد الأخلاق في شقها العملي. رفع شعار "الأخلاق هي الحل" أو ما سماه في بعض كتبه -مثل "روح الدين" و"سؤال العمل"- بـ"العمل التزكوي"، واعتبر أن الازدواجية في الفكر الإسلامي العربي شلت قدرة أهله على الإبداع الفلسفي، لاستخدام مفاهيم في الممارسة الإسلامية العربية تحذو حذو المنقول الفلسفي الغربي حذو النعل بالنعل. طالب بإعادة النظر في كل المفاهيم التي نتلقاها، والاعتماد على مصطلحات وليدة من ثقافتنا، وإبداع المصطلحات والمفاهيم اللازمة لعملية التجديد، لأن المفاهيم هي المدخل للمعرفة وضبط السلوك المعرفي للإنسان.
طه عبد الرحمن (وُلد عام 1944 بمدينة الجديدة المغربية)، فيلسوف معاصر، متخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق. ويعد طه عبد الرحمن أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في العالم الإسلامي منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين. تلقى طه عبد الرحمن دراسته الابتدائية بمدينة "الجديدة"، ثم تابع دراسته الإعدادية بمدينة الدار البيضاء، ثم بـجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط حيث حصل على الإجازة في الفلسفة، واستكمل دراسته بـجامعة السوربون، حيث حصل منها على إجازة ثانية في الفلسفة ودكتوراه السلك الثالث عام 1972 برسالة في موضوع اللغة والفلسفة: رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود، ثم دكتوراه الدولة عام 1985 عن أطروحته رسالة في الاستدلال الحِجَاجي والطبيعي ونماذجه. درَّس المنطق وفلسفة اللغة في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1970 إلى حين تقاعده عام 2005. وهو عضو في "الجمعية العالمية للدراسات الحِجَاجية" وممثلها في المغرب، وعضو في "المركز الأوروبي للحِجَاج"، وهو رئيس منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين بالمغرب. حصل على جائزة المغرب للكتاب مرتين، ثم على جائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة عام 2006. [عدل]مميزات منهجه تتميز ممارسته الفلسفية بالجمع بين "التحليل المنطقي" و"التشقيق اللغوي" والارتكاز إلى إمدادات التجربة الصوفية، وذلك في إطار العمل على تقديم مفاهيم متصلة بالتراث الإسلامي ومستندة إلى أهم مكتسبات الفكر الغربي المعاصر على مستوى "نظريات الخطاب" و"المنطق الحجاجي" و"فلسفة الأخلاق"، الأمر الذي جعله يأتي بطريقة في التفلسف يغلب عليها التوجه "التداولي" و"الأخلاقي".
ويقول وائل حلاق في مقدمة الكتاب أن طه عبد الرحمن يركز في كتابه على قضية (الأخلاق)، إذ يخيطها في نسيج اشتباكه الخطابي مع المشكلات المركزية التي ترزح تحتها الحداثةُ في "الغرب" و"البلاد الإسلامية" (بحسب إشارة عبد الرحمن) على السواء، وبالنظر إلى الغرب وبلاد الإسلام لا باعتبارها دالّات جغرافية، وإنما تشكلات معرفية من الدرجة الأولى. وبناء عليه، لا يدعي الدكتور وائل حلاق أن هذا الكتاب يحوط بكل أبعاد مشروع عبد الرحمن الضخم أو حتى بأغلبها، إلا أنه يأمل أن ما يناقشه فيه يكشف عن "الأعصاب المركزية" التي يعمل نظام فكره من خلالها. بعبارة أخرى، يتناول هذا الكتاب الخلايا الحيوية التي تجعل مشروع عبد الرحمن ما هو عليه، والتي إن غيَّرنا تكوينها الداخلي يصير ذلك المشروع مختلفًا اختلافًا جوهريًّا عمَّا نعرفه عنه الآن. يعنى هذا أيضًا أنه مع تواصل مشروع عبد الرحمن، فإن لدينا بالفعل نسيجا فكريا ضخما يمكن التعرف إليه بوصفه إسهاما متميزا في الأخلاق جديرا بأن يجذب انتباهنا وبأن يكون مادة لبحثنا. المفهوم الإسلامي للحياة ويغوص كتاب حلاق الجديد في المفاهيم التي تشكل نظام طه عبد الرحمن المعرفي، ومنها القيم المعنوية والروحية، مثل حب الله والخوف من فقدان حبه، ويعول على مفهومه الجديد عن الإنسان المستمد من المفهوم الإسلامي للحياة لتغيير وعي الإنسان وسلوكه تجاه الموجودات.
نت لـ… أكمل القراءة » الفكر والفلسفة طه عبد الرحمن 0 112 كتاب حوارات من أجل المستقبل طه عبد الرحمن PDF كتاب حوارات من أجل المستقبل طه عبد الرحمن PDF ، تحميل مجاني ومباشر من موقع المكتبة.
وتجعل هذه النظرة الإنسان "وصيًا" بدلاً من "حاكم" على بقية المخلوقات، في حين أنه قادر على الاستمتاع بالطبيعة لتلبية احتياجاته وضرورياته، فهو مسؤول عن حمايتها بأقصى طاقته. انطلاقًا من أن الطبيعة والخلق ليسا ملك أحد، بل جميعها هدايا وقروض من الله يقصد بها أن تكون موضع تقدير ومعاملة بطريقة مسؤولة وفقًا لحكم الله الموضح في القرآن، إذ أنه من واجب الإنسان الاستفادة من جميع النعم بأفضل ما يمكن، مع إدراك أنه مؤتمن عليها لحين وقت إعادتها إلى الله الذي سيأخذ بعين الاعتبار كيف استخدموها. يرى طه عبد الرحمن أن إفلاس الحداثة ينبع من الفصل بين البشر والقوة العليا التي منحتهم غرضهم الوجودي. هذه القوة العليا، التي تعطي الحياة وتأخذها، موجودة قبل البشر بوقت طويل، وستظل موجودة لفترة طويلة بعد رحيل البشر. وإنسان النظرة العالمية يعيش في سلام مع نفسه، وفي تواضع مع العالم. إن أفكار طه عبد الرحمن حول كيفية حل أزمة الحداثة، وما ينتج عنها من تدمير واسع النطاق للعالم وتشويه الذات/ الروح، مستمدة من ألفية الأدلة التاريخية الحية من العالم الإسلامي. إن مفهومه الجديد عن الإنسان، الذي طوره حلاق من خلال التواصل مع طه، يتطلب نوعًا من العقلانية والذاتية التي تتجاوز فعاليتنا المادية الملموسة، والتي تستلزم بعض الخصائص.
تاريخ النشر: الإثنين 3 ذو الحجة 1429 هـ - 1-12-2008 م التقييم: رقم الفتوى: 115459 26997 0 389 السؤال لماذا أقبلت قبيلتي الأوس والخزرج على الإسلام؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن من أسباب إقبال الأوس والخرج على الإسلام بعد توفيق الله تعالى أنهم كانوا يسمعون من جيرانهم اليهود في يثرب (المدينة) أن نبيا سيبعث في آخر الزمان، وأنهم أي (اليهود) سيتبعونه ويقاتلون معه العرب؛ فيقتلونهم قتل عاد وإرم. مُسمّى الأنصار في الأحاديث والآثار. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض الإسلام على القبائل والأفراد، وقد ركز على من هم خارج مكة بعد ما رفض أهلها الإسلام واشتد أذاهم له صلى الله عليه وسلم ولأتباعه. وخاصة بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها، فكان يغتنم فرص المناسبات الدينية والأسواق التجارية التي يتجمع فيها العرب؛ فيدعو القبائل إلى الإسلام وحماية أهله، وفي موسم الحج من سنة إحدى عشر من النبوة لقي النبي صلى الله عليه وسلم ستة من أهل يثرب فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، وكان ذلك بداية إسلام أهل يثرب (الأوس والخزرج). قال ابن القيم في زاد المعاد: وكان مما صنع الله لرسوله أن الأوس والخزرج كانوا يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة أن نبيا من الأنبياء مبعوث في هذا الزمان سيخرج فنتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وإرم وكانت الأنصار يحجون البيت كما كانت العرب تحجه دون اليهود، فلما رأى الأنصار رسول الله يدعو الناس إلى الله عز وجل وتأملوا أحواله قال بعضهم لبعض: تعلمون والله يا قوم إنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه ؛ فأسرعوا إلى إجابة دعوته.
وكان قيس سعيّد قد تابع بالمناسبة، عرضا قدّمته الوحدة المختصة للحرس الوطني واطلع على عيّنة من المعدات والتجهيزات الأمنية. يُذكر أن مأدبة إفطار انتظمت مساء الأربعاء بمقر الوحدة المختصة للحرس الوطني ببئر بورقيبة على شرف رئيس الدولة، بحضور وزير الداخلية والمدير العام آمر الحرس الوطني ومدير عام الأمن الوطني ومدير عام الديوان الوطني للحماية المدنية، إضافة إلى عدد من الإطارات الأمنية. الفيديو الدقيقة 14. 50
أهلًا ومرحبًا بك أخي الكريم، بارك الله فيكَ على هذا السؤال ولحرصكم على تلقي المعلومة الصحيحة، بدايةً أخي الكريم إنَّ الأوس والخزرج هما قبيلتان من قبائل العرب، وكانت هاتان القبيلتان تسكنان المدينة المنورة في شبه الجزيرة العربية، والتي كانت تُسمى قبل هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها بيثرب. وإنَّ قبيلتي الأوس والخزرج ترجعانِ إلى الأخوانِ الأوس والخزرج، وهما ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وبذلك يكون الخلف من ذريتهم الأخوان هم أبناء عمومةٍ. أمّا بالنسبة لديانة الأوس والخزرج فقد كانوا من المُشركين الذين يعبدون الأوثان و ليس من اليهود ، ودليل ذلك أنَّهم كانوا يحجُّون إلى الكعبة في مكة المكرمة، ومعلومٌ أنَّ الكعبة آنذاك كانت مليئة بالأوثان، وهذا ما يؤكد على أنَّهم كانو من المشركين، وليس من أهل الكتاب. ومما يؤكد أنَّهم من المشركين أيضًا، أنَّ اليهود كانوا يغيظونهم ويستنصرون عليهم بأنَّهم أهل كتاب، وأنَّ الله سيبعث فيهم رسولًا يتبعونه، فقد جاء ذلك في قول الله -تعالى-: ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ).