شاهد أيضا: سبب نزول سورة الحشر وسبب تسميتها بهذا الاسم سبب نزول سورة الكهف يقال أن السبب الحقيقي لنزول سورة الكهف غير معروف حتى الآن، ولكن توجد بعض الروايات الأخرى التي تفسر سبب نزول سورة الكهف على أن أحبار اليهود قد طلبوا من النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط الذهاب إلى رسول الله محمد ويسألوه عن ثلاثة أمور للتأكد من كونه نبي، فإذا لم يجب فإنه يكون غير ذلك وكان من بين الثلاث أمور قصة أصحاب الكهف. طلب الرسول منهم أن يمهلونه فرصة لليوم التالي وأنتظر أن ينزل الوحي ولكن حسب ما ذكر أن الوحي قد تأخر ثلاثة ليال وفي رواية اخرى قد تأخر خمسة عشر ليلة بعدها نزل الوحي عليه مفسرًا له الثلاث أمور الذي سئل عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك قد نزلت سورة الكهف والتي تقع في الجزء الخامس عشر من المصحف المصور. تتعدد فوائد سورة الكهف في الجزء الخامس عشر من سورة المصحف المصور وقد ذكر في مواضع كثيرة من الأحاديث النبوية أهمية قراءة سورة الكهف بشكل مستمر، وذلك لأنها تضيء القلوب المظلمة وتجعلها تشعر بالراحة، لذا قال عنها رسول الله أن قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة يضيء للإنسان النور ما بين الجمعتين، كما ذكر أن من أهم فوائد سورة الكهف هو أنها تعصم الإنسان من فتنة المسيح الدجال.
وأما التساؤل الصوري فأن يسأل بعضهم بعضا عن هذا الخبر سؤال تهكم واستهزاء ، فيقول أحدهم: هل بلغك خبر البعث ؟ ويقول له الآخر: هل سمعت ما [ ص: 9] قال ؟ فإطلاق لفظ التساؤل حقيقي; لأنه موضوع لمثل تلك المساءلة ، وقصدهم منه غير حقيقي بل تهكمي. والاستفهام بما في قوله: عم يتساءلون ليس استفهاما حقيقيا ، بل هو مستعمل في التشويق إلى تلقي الخبر نحو قوله تعالى: هل أنبئكم على من تنزل الشياطين. والموجه إليه الاستفهام من قبيل خطاب غير المعين. وضمير ( يتساءلون) يجوز أن يكون ضمير جماعة الغائبين مرادا به المشركون ولم يسبق لهم ذكر في هذا الكلام ، ولكن ذكرهم متكرر في القرآن فصاروا معروفين بالقصد من بعض ضمائره وإشاراته المبهمة ، كالضمير في قوله تعالى: حتى توارت بالحجاب ( يعني: الشمس) ، كلا إذا بلغت التراقي ( يعني: الروح) ، فإن جعلت الكلام من باب الالتفات ، فالضمير ضمير جماعة المخاطبين. ولما كان الاستفهام مستعملا في غير طلب الفهم حسن تعقيبه بالجواب عنه بقوله: عن النبإ العظيم فجوابه مستعمل بيانا لما أريد بالاستفهام من الإجمال لقصد التفخيم ؛ فبين جانب التفخيم ، ونظيره قوله تعالى: هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم فكأنه قيل: هم يتساءلون عن النبأ العظيم ، ومنه قول حسان بن ثابت: لمن الدار أقفرت بمعان بين أعلى اليرموك والصمان ذاك مغنى لآل جفنة في الدهر وحق تقلب الأزمان والنبأ: الخبر ، قيل: مطلقا فيكون مرادفا للفظ الخبر ، وهو الذي جرى عليه إطلاق القاموس والصحاح واللسان.
[ ص: 406] بسم الله الرحمن الرحيم. سورة النبأ. قوله تعالى: عم يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون عم أصله عن ما أدغمت النون في الميم ، ثم حذف ألف الميم ، لدخول حرف الجر عليه; للفرق بين ما الاستفهامية وما الموصولة. والمعنى: عن أي شيء يتساءلون ، وقد يفصل حرف الجر عن ما ، فلا يحذف الألف. وأنشد الزمخشري قول حسان - رضي الله عنه -: على ما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في رماد وقال في الكشاف: وعن ابن كثير أنه قرأ " عمه " بهاء السكت ، ثم وجهها بقوله: إما أن يجرى الوصل مجرى الوقف ، وإما أن يقف ويبتدئ: يتساءلون عن النبإ العظيم ، على أن يضمر يتساءلون; لأن ما بعده يفسره. وقال القرطبي: قوله: عن النبإ العظيم: ليس متعلقا بـ: يتساءلون المذكور في التلاوة ، ولكن يقدر فعل آخر عم يتساءلون عن النبإ العظيم ، وإلا لأعيد الاستفهام: أعن النبأ العظيم ؟ وعلى كل ، فإن ما تساءلوا عنه أبهم أولا ، ثم بين بعده بأنهم: يتساءلون عن النبإ العظيم ، ولكن بقي بيان هذا النبإ العظيم ما هو ؟. فقيل: هو الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بعثته لهم. وقيل: في القرآن الذي أنزل عليه يدعوهم به. وقيل في البعث بعد الموت.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣) كَلا سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ (٥) ﴾. يقول تعالى ذكره: عن أي شيء يتساءل هؤلاء المشركون بالله ورسوله من قريش يا محمد، وقيل ذلك له ﷺ، وذلك أن قريشا جعلت فيما ذُكر عنها تختصم وتتجادل في الذي دعاهم إليه رسول الله ﷺ من الإقرار بنبوّته، والتصديق بما جاء به من عند الله، والإيمان بالبعث، فقال الله لنبيه: فيم يتساءل هؤلاء القوم ويختصمون، و"في" و"عن" في هذا الموضع بمعنى واحد. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع بن الجراح، عن مِسعر، عن محمد بن جحادة، عن الحسن، قال: لما بُعِث النبيّ ﷺ جعلوا يتساءلون بينهم، فأنزل الله: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ يعني: الخبر العظيم. قال أبو جعفر، ثم أخبر الله نبيه ﷺ عن الذي يتساءلونه، فقال: يتساءلون عن النبأ العظيم: يعني: عن الخبر العظيم. واختلف أهل التأويل في المعنيّ بالنبأ العظيم، فقال بعضهم: أريد به القرآن. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: ﴿عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾ قال: القرآن.
نوفمبر 13، 2015 رامي ( 161, 250 نقاط) نبدأ بتفسير سورة النبأ وهي سورة عمَّ، فمن أطلق عليها سورة النبأ فلذكر النبأ فيها، ومن أطلق عليها عمَّ فلابتدائها بكلمة ( عمَّ). قوله تعالى: عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ [النبأ:1]، ( عمَّ) أصلها: عن ما، أي: عن ماذا، فهي مركبة من كلمتين: عن وما، فأدمجت النون في الميم وقيل: عمَّ، كقولهم: مما، فهي كلمتان: من ما، عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ أي: عن أي شيء يتساءلون؟ ويَتَسَاءَلُونَ معناها: يسأل بعضهم بعضاً، ومن هم الذين يتساءلون؟ كثيرٌ من أهل العلم يقولون: إن الذين يتساءلون هم المشركون، فالمشركون هم الذين يتساءلون. ويتساءلون عن ماذا؟ أجيب على هذا السؤال في الآية التي تليها، إن سألت -يا محمد- عن أي شيء يتساءلون، فاعلم أنهم يتساءلون عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ [النبأ:2]، فهذا تأويل هذه الآية. وقد قيل: إن المراد بالنبأ العظيم هو البعث بعد الموت، وهذا رأي جمهور المفسرين. وقال فريق آخر من أهل العلم: إن النبأ العظيم هو القرآن، واستدل لهذا القول الثاني بقوله تعالى: قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ [ص:67-68]، ومن العلماء من قال: إن النبأ العظيم هو بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وإرساله إليهم.
وجيء بالجملة الاسمية في صلة الموصول دون أن يقول: الذي يختلفون فيه أو نحو ذلك ، لتفيد الجملة الاسمية أن الاختلاف في أمر هذا النبأ متمكن منهم ودائم فيهم ، لدلالة الجملة الاسمية على الدوام والثبات. وتقديم ( عنه) على ( معرضون) للاهتمام بالمجرور ، وللإشعار بأن الاختلاف ما كان من حقه أن يتعلق به ، مع ما في التقديم من الرعاية على الفاصلة.
ويؤكد ذلك أيضا ، كثرة إنكارهم وشدة اختلافهم في البعث أكثر منهم في البعثة وفي القرآن ، فقد أقر أكثرهم ببلاغة القرآن ، وأنه ليس سحرا ولا شعرا ، كما أقروا جميعا بصدقه - عليه السلام - وأمانته ، ولكن شدة اختلافهم في البعث كما في أول سورة " ص " و " ق " ، ففي " ص " قال تعالى: وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب [ 38 \ 4 - 5]. وفي " ق " قال تعالى: بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ، فهم أشد استبعادا للبعث مما قبله ، - والله تعالى أعلم -.
⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة: عن النبإ ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾ البعث بعد الموت، فصار الناس فيه فريقين: مصدّق ومكذّب، فأما الموت فقد أقرّوا به لمعاينتهم إياه، واختلفوا في البعث بعد الموت. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾ صار الناس فيه رجلين: مصدّق، ومكذّب، فأما الموت فإنهم أقروا به كلهم لمعاينتهم إياه، واختلفوا في البعث بعد الموت. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾ قال: مصدّق ومكذّب. * * * وقوله: ﴿كَلا﴾ يقول تعالى ذكره: ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون الذين ينكرون بعث الله إياهم أحياء بعد مماتهم، وتوعدهم جل ثناؤه على هذا القول منهم، فقال: ﴿سَيَعْلَمُونَ﴾ يقول: سيعلم هؤلاء الكفار المنُكرون وعيد الله أعداءه، ما الله فاعل بهم يوم القيامة، ثم أكد الوعيد بتكرير آخر، فقال: ما الأمر كما يزعمون من أن الله غير محييهم بعد مماتهم، ولا معاقبهم على كفرهم به، سيعلمون أن القول غير ما قالوا إذا لقوا الله، وأفضوا إلى ما قدّموا من سيئ أعمالهم. وذُكر عن الضحاك بن مزاحم في ذلك ما:- ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي سنان، عن ثابت، عن الضحاك ﴿كَلا سَيَعْلَمُونَ﴾ الكفار ﴿ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ﴾ المؤمنون، وكذلك كان يقرأها.