مكانة ميمونة بنت الحارث كان للسيِّدة ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- مكانتها بين أُمَّهات المؤمنين؛ فهي أخت أُمِّ الفضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد، كما أنها خالة ابن عباس [3]. ورُوي لها سبعة أحاديث في "الصحيحين"، وانفرد لها البخاري بحديث، ومسلم بخمسة، وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثًا[4]. وقد وصفها الرسول وأخواتها بالمؤمنات؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: "الأَخَوَاتُ مُؤْمِنَاتٌ: مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ، وَأُمُّ الْفَضْلِ بنتُ الْحَارِثِ، وسَلْمَى امْرَأَةُ حَمْزَةَ، وَأَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ هِيَ أُخْتُهُنَّ لأُمِّهِنَّ"[5]. ماهي نسبة القرابة بين اسماء بنت عميس وميمونة زوجات النبي؟ - السيرة الذاتية. زواج ميمونة بنت الحارث من رسول الله لما تأيَّمت ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- عرضها العباس على النبي في الجُحْفَة، فتزوَّجها رسول الله ، وبنى بها بسَرِف على عشرة أميال من مكة، وكانت آخر امرأة تزوَّجها رسول الله ، وذلك سنة سبع للهجرة (629م) في عمرة القضاء. وهي خالة خالد بن الوليد وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وقد أصدقها العباس عن رسول الله أربعمائة درهم، وكانت قَبْلَه عند أبي رُهْم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي؛ ويقال: إنها التي وَهَبَتْ نفسها للنبي ؛ وذلك أن خطبة النبي انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله.
فبعث رسول الله ابن عمه جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما أن خرج جعفر رضي الله عنه من عندها، حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أن وقعت عيناها عليه صلى الله عليه وسلم حتى قالت: "البعير وما عليه لله ورسوله". تويتر مدرسة ميمونة بنت الحارث. ميمــونة في القرآن الكريـم وهكذا وهبت ميمونة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وفيها نزل قوله تعالى: (( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين)). لقد جعلت ميمونة أمرها إلى العباس بن عبد المطلب فزوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل أيضاً أن العباس قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ميمونة بنت الحارث قد تأيمت من أبي رهم بن عبدالعزى،هل لك أن تتزوجها؟" ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ميمونة والزواج الميمون أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة ثلاثة أيام، فلما أصبح اليوم الرابع، أتى إليه صلى الله عليه وسلم نفر من كفار قريش ومعهم حويطب بن عبدالعزى – الذي أسلم فيما بعد- فأمروا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرج بعد أن انقضى الأجل وأتم عمرة القضاء والتي كانت عن عمرة الحديبية. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف مولاه أن يحمل ميمونة إليه حين يمسي.
ثم ساروا حتى انكشف لهم البيت الحرام الذي حيل بينهم وبينه منذ عام مضى، ومنعوا عنه سنوات طوال، فما كادوا يرونه حتى علا صوتهم جميعاً بالتهليل والتكبير. وأحاط المسلمون بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في إعزاز وإكبار، وما أن أهلت جموعهم حتى جلا القرشيون عن مكة مسرعين إلى التلال والجبال التي تحيط ببطن الوادي، لأنهم لم يقتنعوا، ولا يريدون أن يروا محمداً وصحبه يعودون إلى مكة. بعد أن غادروها منذ أعوام تحت جنح الليل الحالك وسواده الداهم أذلاء مقهورين مبعدين، أو هاربين مهاجرين!! وكان قد بقي في مكة عدد من المسلمين المستضعفين ومنهم ميمونة (رضي الله عنها). خلوا بني الكفار عن سبيله دخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة فرحاً، وكذلك أصحابه، وعبد الله بن رواحة (رضي الله عنه) آخذ بزمام ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) القصواء فكان يرتجز الشعر. ميمونة بنت الحارث 27سير أعلام النبلاء الجزء الثانى - مدونة فتكات. فأراد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أن يمنعه من ذلك، فنهاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقاله له: دعه يا عمر، والله لوقع كلامه أشد عليهم -أي المشركين- من ضربات الحسام، ووقع السهام…! فاستمر عبد الله يرتجز ويردد: يا رب إني مؤمن بقيله نحن قتلناكم على تأويله ضرباً يزيل الهام عن مقيله خلوا فكل الخير في رسوله أعرف حق الله في قبوله كما قتلناكم على تنزيله ويذهل الخليل عن خليله وكانت ميمونة (رضي الله عنها) تنظر إلى ذلك وتستمع، فيكاد قلبها يقفز من بين جناحيها، إعجاباً وحباً.
لقد مات رسول الله وهو عنها راضٍ كأحسن ما تكون عليه الزوجة المخلصة الناصحة، وشهد لها بالإيمان والجنة ميمونة.. مثال التقوى والإيمان بعد وفاة رسول الله (ص) التزمت ميمونة بوصية الرسول بالتمسك بأمير المؤمنين حبل الله المتين ولازمت ولاءه فلم تزجّ نفسها في أحداث وفتن تغضب الله ورسوله، بل أدّت ما عليها من النصح والإرشاد فكانت مثلاً سامياً للمرأة الصالحة. كانت ترى أن من واجبها الموعظة وخاصة في ذلك الوقت الذي أثار فيه بنو أمية الفتن وحاولوا إرجاع الجاهلية الأولى بنبذ تعاليم الإسلام ومحاربة الله ورسوله حيث آل الأمر إلى العمل بالمنكر والنهي عن المعروف على يد معاوية، فكانت وهي في المدينة المنورة تشير ببوصلة الهدى إلى اتباع طريق الحق المتمثل بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع). ميمونة بنت الحارث. وقد نصحت ميمونة عائشة لما أرادت الخروج لقتال أمير المؤمنين وذكرتها بحديث النبي (ص): يا حميراء إنك لتقاتلين علياً وأنت ظالمة له). (3) النصيحة في تلك الفترة الحرجة التي تموج بالفتن والصراعات يستأذن عليها أحد المسلمين لمعرفة رأيها في ما يحدث ومن يجب اتباعه في خضمّ هذا الواقع المرير.. جاء شقير بن شجرة العامري إلى المدينة، فاستأذن عليها فقالت: من أين أقبل الرجل ؟ قال: من الكوفة.