والتجِئ إلى الله بالدّعاء ، وسَله فتحَ أبوابِ رحمته وخيره، فهو الكريم الوهّاب ، يعطي من يشاء بغيرِ حساب ، وأحسِن الظنَّ بربك ، وانتظر فتحَ أبواب الرّزق لك ، ولا تعجل في تفريج الكربِ ، ولازمِ الصبرَ فقد يكون الربُّ مدَّخِرًا لك خيرًا في أخرَاك. قال عليه الصلاة والسلام: " يدخُل الفقراءُ الجنّة قبل الأغنياء بخمسمائة عام ". ولا تركَن إلى الأسباب وحدَها في طلب الرّزق ، بل اجعل معها سؤالَ ربِّك ، فالمكتوب من الرزق قد يصل إلى الضعيفِ العاجز ، ويَضيق على الجلد القويّ ، وكلّ شيء عنده بمقدَار. اكثر اهل الجنة النساء. ثم اعلموا أن الله أمركم ،،،
ا لخطبة الأولى ( اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وقد أضفت بعض القيود إلى هذه الشروط، في كتبي الثلاثة المذكورة يحسن بالخطباء والدعاة أن يرجعوا إليها. أما الحديث المذكور "أكثر أهل الجنة البُلْه" فقد ذكره الإمام الغزالي في "الإحياء" مستشهدًا به في أكثر من موضع، والغزالي وإن كان بحرًا زاخرًا، وإمامًا يشار إليه بالبنان في العلوم، مثل فقه الشافعي، وأصول الفقه والفلسفة، وعلم الكلام والتصوف. ولكنه كما قال عن نفسه -رضي اللّه عنه- منصفًا: إن بضاعته مزجاة في علوم الحديث، وكان هو طابع المدرسة الفكرية التي نشأ فيها، ولذا تضمن كتابه بل موسوعته "إحياء علوم الدين" كثيرًا من الأحاديث الواهية والمنكرة، بل الموضوعة، والتي لا أصل لها. وقد قال الحافظ زين الدين العراقي الذي خدم " الإحياء " بتخريج أحاديثه، قال في تخريج حديث " أكثر أهل الجنة البله". أكثر أهل الجنة البله. ومن حق الأخ السائل أن يتوقف في قبول هذا الحديث من ناحية معناه، فهو يتعارض مع ما دعا إليه الإسلام في كتابه وسننه، من التنويه بالعقل والذكاء والفكر والعلم، والإشادة بأولي الألباب وأولي النهى، والذين يعقلون ويعلمون ويتفكرون، وقد تكرر ذكر "أولي الألباب" في القرآن ست عشرة مرة. إن القرآن الكريم وصف أهل الجنة في أكثر من موضع بأنهم من "أولي الألباب" أي أصحاب العقول والذكاء، كما قال تعالى: (إن في خَلْق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب.
الشيخ: فيه نظر؛ لأن شريك قد يدلس، وسماك عن عكرمة فيه نظر ضعيف، ولا بأس أن يشتري وإن كان ليس عنده الثمن، وقد ثبت في الصحيحين أنه ﷺ اشترى من يهود طعاما إلى أجل، ومات ودرعه مرهونة، ولا حرج في ذلك، وهذا نص القرآن يقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ [البقرة:282] فلا حرج في ذلك، وهذا السند ضعيف من أجل عنعنة شريك، ومن أجل ما في رواية سماك عن عكرمة من الضعف، ومخالف للنصوص الشرعية، فلا بأس أن يشتري الإنسان وإن كان ما عنده الثمن يتدين للحاجة. ما صحة حديث "دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها النساء" وحديث "لا يسأل بوجه الله إلا الجنة"؟. الشيخ: ما أعرف له أصلا ، هو من الأدوية مثل ما قال ﷺ: خير ما تداويتم به الحجامة» سماها دواء «خير ما تداويتم به الحجامة والسعوط. الطالب: المحشي قال: إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات، ونسى أن ينسبه للمسند، ورواه الحاكم من طريق شريك، وقال: وقد احتج البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بسماك وشريك، والحديث صحيح ولم يخرجاه، وصححه الذهبي أيضًا. الشيخ: ليس بصواب، الصواب ضعفة، متنه منكر، حتى لو صح سنده فهو شاذ لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة، مخالف لنص القرآن، يجوز أن تشتري وأنت ما عندك مال تدين لا حرج، فهو شاذ من جهة متنه، ضعيف من جهة إسناده.