سبب نزول سورة الطارق والمقطع الرابع والأخير يستعرض أصول العقيدة - كما هي منذ أقدم الرسالات - من فردية التبعية، ودقة الحساب، وعدالة الجزاء.
كما تعلمنا أيضًا الآيات الكريمة عدم الافتراء لأننا لا نعلم الغيب وما سوف يحدث فيه، كما أظهرت الآيات الكريمة في سورة النجم التفريق بين التجلي الإلهي وبين الأفكار التي تخطر في عقول البشر. كما أن جميع الرسالات السماوية لا تقبل أي تغيير أو انحراف مع تغيير الوقت أو الزمن وهي آيات ثابتة منذ نزولها إلى أن تقوم الساعة. سبب نزول سورة النجم وسبب تسمية سورة النجم بهذا الاسم - موقع محتويات. حيث أن الآيات نجدها تعرج بداية من الأفاق وذكر النجم إذا هوى والذي يهتدي به الإنسان في طريقه أثناء الجاهلية خاصة في ظلمات البر والبحر. وذكر الله عز وجل ما انعم به على عباده من خلال إرساله لهم هداية من البشر وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أهداف سورة النجم يقصد هنا من سورة النجم وضوحا كاملا إلى الكافية التي يختتم بها كل آية من آيات السورة والتي تضمن سلامة ودقة التنغيم ودقة الإيقاع أيضًا وهو ما اعتاد عليه التعبير القرآني وهو دقة التأدية في السياق. حيث أن مراعاة الوزن والقافية كانت من أهم الملحوظات حيث نلاحظ لفظ الآيات والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى. حيث نجد أن الآيات تختم بكلمات الهوى، غوى، الهوى، وهو ما يؤدي إلى الغرض الفني في العبارات لسهولة لفظها وتفسيرها وحفظها أيضًا.
أما الرواية الثانية فنزلت في الوليد بن المغيرة الذي اتبع دين محمدٍ حتى عيّره قومه بذلك وقالوا له كفرت بدين الأشياخ وزعمت أنهم في نار جهنم؛ فقال لهم: إني أخاف العذاب، فضمن له أحدهم إن هو عاد إلى دين آبائه وأجداده وترك دين محمدٍ أن يحمل عنه ذاك العذاب الذي يخاف، فأعطاه بدلًا من تعهده بتحمل العذاب ثم بخل ومنع عنه تلك العطية؛ فنزلت الآيتيْن. قال تعالى: "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى" [٥] نزلت هذه الآية في رهطٍ مرّ بهم الرسول الكريم وهم يضحكون فقال لهم: "واللهِ لو تعلمون ما أعلمُ لبكيتُم كثيرًا ولضحكتُم قليلًا" [٦] ، فنزل عليه جبريل- عليه السلام- بهذه الآية؛ فعاد إليهم الرسول الكريم ليخبرهم بما أنزل عليه ربه.
كما اتهموه أيضًا بالكذب وبانه شاعر أو مجنون، وهنا انزل الله عز وجل آياته الكريمة ليثبت لهم صدق محمد صلى الله عليه وسلم. واثبت أيضًا الله سبحانه وتعالى أن القران الكريم من عند الله وتم تنزيله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي سيدنا جبريل عليه السلام.