وقد روى الامام مالك في الموطإ: (أن ( رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ ». ثامنا: من علامات حب الله للعبد: حسن التدبير له، فيربيه الله منذ الطفولة على أحسن الأخلاق، ويكتب الإيمان في قلبه، وينور له عقله، فيجتبيه لمحبته، ويستخلصه لعبادته، فيشغل لسانه بذكره، وجوارحه بطاعته، فيتبع كل ما يقربه إلى محبوبه وهو الله عز وجل، ويجعله الله نافراً من كل ما يباعد بينه وبينه، ثم يتولى الله تعالى هذا العبد الذي يحبه بتيسير أموره من غير ذلّ للخلق، فييسر أموره من غير إذلال، ويسدد ظاهره وباطنه، ويجعل همه هماً واحداً بحيث تشغله محبته عن كل شيء. ففي سنن ابن ماجة: ( قَالَ عَبْدُ اللَّهِ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ الْمَعَادِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهِ هَلَكَ ». الدعاء
المراجع آثار محبة الله للعبد تترتب العديد من الآثار للعبد على محبته. أجمل أحاديث قدسية عن حب الله للعبد مكتوبة. 13- الابتلاء فالمصائب والبلاء امتحان للعبد وهي علامة على حب الله له إذ هي كالدواء فإنه وإن كان مرا إلا أنـك تقدمه على مرارته لمن تحب – ولله المثل الأعلى – ففي الحديث الصحيح. تتعدد آثار محبة الله للعبد في حياة الإنسان وذلك عند حب العبد لربه في المقام الأول حيث يعد الحب من أسمى المشاعر وأنبل الأحاسيس التي يمكن أن يشعر بها المرء في حياته وبالتأكيد حب الله هو أكمل وأفضل حب على الإطلاق فلقد خلق الإنسان لعبادة ربه وطاعته. حب الناس للعبد يأتي نتيجة لحب الله للعبد وهو دليل علي حب الله له والرضا عنه فقد جاء في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال. انا عن نفسي قرأتها فاستحيت من ربي إقرؤوها فهي قصيرة ولكن مؤثرة جدا تتجلى عظمة الخالق. دمحمد بن إبراهيم النعيم -رحمه الله- بسم الله الرحمن الرحيم. لمحبة الله للعبد علامات يمكن من خلالها التعرف على حبه تبارك وتعالى والأعمال المقربة إلى الله تعالى والآثار المترتبة عليه في الدنيا والآخرة.
فيجب على المسلم أن يحب خالقه المنعم عليه غاية الحب وهو واحد جل وعلا. أيها الأخ الكريم، اعلم أن هناك حبًّا أسمى وأعظم! ستقول لي: وهل يعقل ذلك أن يكون هناك حبٌّ أفضل وأعلى وأسمى من أن تحب الله عز وجل؟ نعم، هناك حب أرقى وأعظم من ذلك ألا وهو حب الله سبحانه وتعالى للعبد؛ فحب الله سبحانه وتعالى هو أعظم حب في الكون كله، ولا يوجد حب مثله، لا قبله ولا بعده، إنه حب الله عز وجل للعبد، فهو غاية نادرة للقلوب المؤمنة النقية، وأمنية تسمو كل الأمنيات، وغاية تسبق كل الغايات، فأحيانًا يحب العبد خالقه سبحانه وتعالى ولكن الله تعالى لا يحبه والعياذ بالله؛ فلذلك حب الله للعبد هو أعظم حب على وجه الإطلاق. فإذا أحب الله عبده وَفَّقَه لأمر الدنيا والآخرة، وأدخله في جنته، وأنجاه من حر النار ، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان صبي على ظهر الطريق، فمر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناس من أصحابه، فلما رأت أم الصبي القوم خشيت أن يوطأ ابنها، فسعت وحملته، وقالت: ابني ابني، قال: فقال القوم: يا رسول الله، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا، ولا يلقي الله حبيبه في النار » [1].
حديث شريف صحيح الاحادبث القدسيه للشيخ مصطفى العدوى عن أبي هريرة ( قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه)). قال: ((فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء)) قال: (( ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه)) قال: (( فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه)) قال: فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض))