استوصوا بالنساء خيراً. - YouTube
شرح حديث أبي هريرة: "استوصوا بالنساء خيرًا" سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استَوْصُوا بالنساء خيرًا؛ فإن المرأة خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإن أعوَجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهَبتَ تُقيمُه كسَرتَه، وإنْ ترَكتَه لم يزَلْ أعوَجَ، فاستَوصوا بالنساء))؛ متفق عليه. وفي رواية في "الصحيحين": ((المرأةُ كالضِّلْعِ؛ إنْ أقمْتَها كسَرتَها، وإنِ استمتعتَ بها، استمتعتَ وفيها عَوَجٌ)). وفي رواية لمسلم: ((إن المرأة خُلِقتْ مِن ضِلَعٍ، لن تستقيم لك على طريقة، فإنِ استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عَوَجٌ، وإن ذهَبتَ تُقيمُها كسَرتَها، وكسرُها طلاقُها)). قوله: ((عَوَجٌ)) هو بفتح العين والواو. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ذكر المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه في معاشرة النساء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((استَوصُوا بالنساء خيرًا))؛ يعني: اقبَلوا هذه الوصيةَ التي أُوصيكم بها، وذلك أن تفعلوا خيرًا مع النساء؛ لأن النساء قاصراتٌ في العقول، وقاصرات في الدِّين، وقاصرات في التفكير، وقاصرات في جميع شؤونهن؛ فإنهن خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ.
وذلك أن آدمَ عليه الصلاة والسلام خلَقَه الله من غير أب ولا أم، بل خلَقَه من تراب، ثم قال له: كن، فيكون، ولما أراد الله تعالى أن يبُثَّ منه هذه الخليقةَ، خلَقَ منه زَوْجَه، فخلَقَها مِن ضِلَعِه الأعوج، فخُلِقت من الضِّلَع الأعوج، والضلعُ الأعوج إن استمتعتَ به استمتعتَ به وفيه العَوَجُ، وإن ذهبتَ تُقيمه انكسَر. فهذه المرأة أيضًا إنِ استمتَعَ بها الإنسان استمتَع بها على عوج، فيَرضى بما تَيسَّر، وإن أراد أن تستقيم فإنها لن تستقيم، ولن يتمكَّن من ذلك، فهي وإن استقامت في دينها، فلن تستقيم فيما تقتضيه طبيعتُها، ولا تكون لزوجها على ما يريد في كلِّ شيء، بل لا بد من مخالفة، ولا بد من تقصير، مع القصور الذي فيها. فهي قاصرة بمقتضى جِبِلَّتِها وطبيعتها، ومقصِّرة أيضًا، فإن ذهبتَ تُقيمها كسَرتَها، وكسرُها طلاقُها، يعني معناه أنك إن حاولتَ أن تستقيم لك على ما تريد، فلا يمكن ذلك، وحينئذٍ تَسأمُ منها وتُطلِّقُها، فكسرُها طلاقها. وفي هذا توجيهٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاشرة الإنسان لأهله، وأنه ينبغي أن يأخذ منهم العفوَ وما تيسَّر، كما قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ ﴾ [الأعراف: 199]؛ يعني ما عفا وسهُل من أخلاق الناس ﴿ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].
فإذا فشِل الهجْر فالباب مُشْرَع على الكارثة. الضرب كارثة على المرأة المتزنة الرقيقة العاطفية، لا شيء يؤلمها كالهجر، فإن افْتَدح الهجْر بالضرب فقد طفَحَ الكيل. {5} إذن فالضرب علاج استثنائي لعلاج حالة مرضية استثنائية،خصوصا وأن الشرع الإسلامي أضفى صفة القدسية على العلاقة الزوجية من خلال وصفها بالميثاق الغليظ، وهي معنى قوله صلى الله عليه وسلم في وصيته العظيمة: وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت اللهم فاشهد. ويضيف رحمه الله في تفسيره قولَ الله تعالى: وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً: هو ميثاق بين رجل وامرأة يبقيان عليه بشرط المعروف أو ينقضانه بشرط الإحسان. مَا نسب سبحانه الميثاق إلى نفسه، إِذ ميثاقه أبدي ملزم، من نقضه تعرض لغضب الله. وقد ذُكر في القرآن «الميثاق الغليظ» ثلاث مرات، إِحداهن ميثاق الزواج. {6} وأوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الأزواج بالنساء خاصة، ووصفهن صلى الله عليه وسلم أنهن عوان عندهم أي أسيرات وذلك لأن المرأة بزواجها تفقد ملاذا آمنا تفتحت عينها فيه وهي طفلة، ثم ترعرعت فيه وهي شابة، وهي إن فقدت بيت الزوجية فستفقد بذلك وأطفالها الاستقرار والأمان والرعاية.