الوسوم الرعاية, السجني, السجون, الصحية, العامة, المندوبية, بالوسط, تبني, تدبير, في, لإدارة, مقاربة, مندمجة
8- القراءة للعمل لا الجدل: إن العمل هو الثمرة المرجوة من العلم؛ فعلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر؛ وكما قال ابن القيم: "لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين" (الفوائد، ص: 31،). من شروط القراءة الهادفة بيت العلم. فالقراءة المثمرة هي ما تدفع للعمل، وتهذب السلوك، وتترك بصماتها على حياة الإنسان؛ عطاءً ونفعًا للآخرين. وقد جعل العقاد مقياس الكتاب النافع مرتبطًا بما يتركه في نفس قارئه من فهم أفضل، ومن دافعية للعمل؛ فقال: "أما مقياس الكتاب المفيد، فإنك تتبينه من كل ما يزيد معرفتك وقوتك على الإدراك، والعمل، وتذوق الحياة؛ فإذا وجدت ذلك في كتاب ما، كان جديرًا بالعناية والتقدير؛ فإننا لا نعرف إلا لنعمل أو لنشعر؛ أما المعرفة التي لا عمل وراءها ولا شعور فيها، فخير منها عدمها. وعلى هذا المقياس تستطيع أن تفرق بين ما يصلح للثقافة والتهذيب وما لا يصلح" (انظر مقاله: "لماذا أهوى القراءة"، مجلة "الهلال" عدد مارس 1948م). تلك هي أهم الشروط والمعالم التي تتطلبها القراءة المثمرة، الواعية، الفاحصة، المضيئة، الفاعلة..
أكدت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أنها واجهت، في سياق الجائحة التي لازالت تؤثر على نظم الرعاية الصحية في مختلف بلدان العالم، العديد من التحديات التي فرضت عليها تبني مقاربة مندمجة في تدبير الرعاية الصحية بالوسط السجني. أكلمام أزكزا: وحدة نموذجية للتعليم الأولي ترى النور – ماپ إكسپريس. وأبرزت المندوبية العامة، في التقرير السنوي لأنشطتها برسم سنة 2021، أن العام الماضي شهد إحداث وحدات طبية جديدة، وإعادة تأهيل الوحدات القديمة، وتعزيز التجهيزات والمعدات الطبية، واقتناء سيارات إسعاف، وتعزيز الطاقم الطبي من خلال توظيف 8 أطباء عامين وطبيبي أسنان و42 ممرضا و3 أخصائيين نفسيين، إضافة إلى التعاقد مع 6 أطباء خارجيين، من بينهم 4 أطباء عامين وطبيب أسنان وطبيب أخصائي في أمراض القلب. كما حرصت المندوبية العامة، يشير التقرير، على مواصلة تمكين أطرها من تطوير كفاءاتهم وضمان استمرارية ولوجهم للتكوين المستمر رغم السياق الوبائي الحالي، حيث ساعدت الوسائل الرقمية على تمكين مهنيي الصحة بالسجون من الولوج على نطاق أوسع إلى التكوين عن بعد. وحسب التقرير فقد بلغ معدل التأطير الطبي سنة 2021 طبيبا واحدا ل 926 سجينا، في حين بلغ معدل التأطير في مجال طب الأسنان طبيب أسنان واحدا ل 1186 سجينا، لافتا إلى أن نسبة السجناء المستفيدين خلال نفس السنة من تغطية طبية دائمة في مجالي الطب العام وطب الأسنان عرفت تحسنا ملموسا، حيث بلغت على التوالي 92 بالمائة و95 بالمائة مقابل 86 بالمائة و89 بالمائة سنة 2020.
ولنا في علمائنا السابقين النموذج والأسوة؛ فقد كان ابن رشد فقيهًا وقاضيًا وطبيبًا وفيلسوفًا وله اهتمام بالفلك. ومن قبل كان الإمام الطبري مفسرًا وفقيهًا ومؤرخًا ولغويًّا وعالمًا بالقراءات. ومؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية تشهد على سعة علمه، ومجالات العلوم المتعددة التي ضرب فيها بسهم وافر. 3 -القراءة في الكليات والمتفق عليه قبل الفروع والمختلف فيه: لكل علم من العلوم كلياته الأساسية، ومبادئه العامة، ومسائله المتفق عليها، ولو بشكل كبير دون إجماع. في شروط القراءة الفاعلة - إسلام أون لاين. ومن المهم عند القراءة، أن يبدأ المرء بهذه الكليات والمبادئ والمسائل؛ قبل أن تتشعب به الطرق، وتكثر عليه الفروع، وتشتبه في ذهنه المعاني. بذلك يستطيع أن تتكون لديه قراءة منضبطة متماسكة بالمجال الذي يقرأ فيه؛ فمسائل العلم الواحد أكثر من أن تحصى، وإذا انشغل القارئ بها- قبل أن يلم بما يعطيه خريطة عامة، وأصولاً واضحة- فإنه لا يحسن ردَّ الجزئيات إلى الكليات، ولا الفروع إلى الأصول؛ وقد يحسن بابًا ويجهل بابًا أكثر منه أهمية. 4 – القراءة في الشرعيات قبل العقليات: القراءة في العقليات- أي ما يتصل بالفكر والفلسفة والمذاهب والتيارات- تستهوي الشباب؛ لأنهم يجدون في أنفسهم طاقة موّارة تدفعهم للتفكر والتساؤل، ويريدون أن يشبعوها ويروا ظمأهم.
إن الضوابط والمحددات التي يضعها الإسلام للعقل، لا تعني أبدًا فرضَ القيود عليه، ولا كفَّه عن الإبداع؛ إنما تعني توجيهه الوجهة الصحيحة، والحفاظ على طاقته من الهدر والعبث. وحين انطلق المسلمون يجوبون البلاد شرقًا وغربًا، باسم الله وعلى هدي من الله، لم يمنعهم ذلك من تأسيس حضارة غير مسبوقة في التاريخ البشري، ولم يكن الدين مانعًا لهم من الإبداع في مختلف المجالات، النظرية والعملية. المندوبية العامة لإدارة السجون .. تبني مقاربة مندمجة في تدبير الرعاية الصحية بالوسط السجني - bayanealyaoume. بل الصحيح، أن العرب لم يكن لهم نصيب من التمدن والحضارة قبل أن يهتدوا بنور الوحي، وكانت حياتهم من البساطة والسذاجة ما جعلهم على الهامش بالنسبة لحضارتي الفرس والروم. 2- أن تجمع القراءة بين التخصص والمعرفة العام: القراءة التي تشكل وعيًا صحيحًا هي ما تجمع بين التعمق في مجال التخصص، والإلمام بالمعرفة العامة في المجالات الأخرى؛ ذلك أن البعض يحصر نفسه في إطار تخصصه، فلا يعرف شيئا عما سواه؛ مما يجعل نظرته للأمور ضيقة، وحكمه على الأشياء غير دقيق. لقد صارت مجالات العلوم والمعرفة أكثر تشابكًا وتعقيدًا؛ وهذا يجعل من ( الاجتهاد الجماعي)- الذي يجمع عقولاً في تخصصات شتى- ضرورةً ملحة؛ كما يجعل من اهتمام المرء بالمجالات الأخرى خارج تخصصه أمرًا مهمًّا.
6 – القراءة للثقات قبل أصحاب الجدل: هناك شخصيات محل تقدير من الكثيرين، ومشهود لهم بالإسهام الجيد في مجالهم، وبالتوازن والاعتدال في أطروحاتهم.. هؤلاء تُقدَّم أعمالهم في القراءة قبل أعمال من عُرفت عنهم المشاغبة وإثارة الجدل؛ حتى لا يكون ذلك سببًا في بلبلة العقل قبل أن يتمكن من تكوين معيار للفهم والمناقشة. ولا أقول إن كل ما يثير جدلاً خطأٌ؛ لكن علينا أن نراعي الترتيبَ في المعرفة، والتدرجَ من الكليات والثوابت والواضحات إلى ما يليها. 7 – التأمل في القراءة ومناقشة الكاتب: القراءة الجيدة هي التي لا يسلِّم صاحبها بكل ما يقرأ؛ بل يقف منه موقف الناقد البصير، والباحث الجيد الذي ينشد الحق، ولا ينجرف لهوى أو يسلم زمام عقله للآخرين. وهذا يتطلب قطعَ شوط معين في العلم والمعرفة؛ حتى تتكون لدى القارئ رؤية يستطيع بها أن يناقش ويخالف ويجادل بالحجة والبرهان. أما أن يضع القارئ نفسه في موضع المتلقِّي والمستقبِل فحسب، دون أن يقيم حوارًا مع الكاتب وكتابه، ودون أن يعرض ما يقرؤه على ما استقر عنده من قبل، موافقةً أو مخالفةً؛ فهذا مما يطمس شخصية القارئ أمام شخصيات الآخرين، ويحرمه من تكوين ذاته الفكرية المستقلة القادرة على الإبداع.