حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) قال: خضع القول ما يكره من قول النساء للرجال مما يدخل في قلوب الرجال. وقوله (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) يقول: فيطمع الذي في قلبه ضعف، فهو لضعف إيمانه في قلبه؛ إما شاك في الإسلام منافق، فهو لذلك من أمره يستخف بحدود الله، وإما متهاون بإتيان الفواحش. وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك؛ فقال بعضهم: إنما وصفه بأن في قلبه مرضا، لأنه منافق. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) قال: نفاق. وقال آخرون: بل وصفه بذلك لأنهم يشتهون إتيان الفواحش. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) قال: قال عكرمة: شهوة الزنا. وقوله: (وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) يقول: وقلن قولا قد أذن الله لكم به وأباحه. فيطمع الذي في قلبه مرض - منتدى الكفيل. كما حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله (وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) قال: قولا جميلا حسنا معروفا في الخير.
أي: فاحمدوا ربكم، واشكروه على هذه الأوامر والنواهي، التي أخبركم بمصلحتها، وأنها محض مصلحتكم، لم يرد اللّه أن يجعل عليكم بذلك حرجًا ولا مشقة، بل لتتزكى نفوسكم، ولتتطهر أخلاقكم، وتحسن أعمالكم، ويعظم بذلك أجركم. ولما أمرهن بالعمل، الذي هو فعل وترك، أمرهن بالعلم، وبين لهن طريقه، فقال: { { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}} والمراد بآيات اللّه، القرآن. والحكمة، أسراره. وسنة رسوله. وأمرهن بذكره، يشمل ذكر لفظه، بتلاوته، وذكر معناه، بتدبره والتفكر فيه، واستخراج أحكامه وحكمه، وذكر العمل به وتأويله. { { إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}} يدرك أسرار الأمور، وخفايا الصدور، وخبايا السماوات والأرض، والأعمال التي تبين وتسر. فلطفه وخبرته، يقتضي حثهن على الإخلاص وإسرار الأعمال، ومجازاة اللّه على تلك الأعمال. فيطمع الذي في قلبه مرض - YouTube. ومن معاني { { اللطيف}} الذي يسوق عبده إلى الخير، ويعصمه من الشر، بطرق خفية لا يشعر بها، ويسوق إليه من الرزق ، ما لا يدريه، ويريه من الأسباب، التي تكرهها النفوس ما يكون ذلك طريقا له إلى أعلى الدرجات، وأرفع المنازل. #أبو_الهيثم #مع_القرآن
القلب يمرض كما تمرض الأبدان؛ بل قد يصيبه الموت فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه، ومن أخطر أمراض القلوب: أمراض الشبهات التي تصيب القلب فتحرفه عن العقيدة والإيمان إلى الزيغ وترك الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وأمراض الشهوات، التي تفتح على الإنسان أبواب المعاصي والفتن والموبقات، وأعظمها شهوات البطون والفروج، والسعيد من عافاه الله تعالى من هذين المرضين القاتلين. تعريف المرض ومدى مرض القلب اهتمام الناس بأمراض الأبدان وترك أمراض القلوب إخوتي الكرام! لقد اهتم الناس في هذا الوقت وبذلوا غايتهم بالعناية بهذه الأبدان، وقد قام المسئولون أيضاً في جميع البلدان بجعل موظفين يتناوبون في سائر ساعات الزمان ليراعوا هذه الأبدان، وهم الأطباء الذين هم في المستشفيات. وأما مرض القلوب فقد أصاب الأطباء مرضٌ عظيمٌ بسبب ابتلائهم بالشبهات والشهوات، وصار أكثر الخلق في مرض، ونسأل الله أن يلطف بحالنا، والسعيد هو الذي يعتني بقلبه لا ببدنه، والمؤمن هو الذي يخاف من موت قلبه لا من موت بدنه. عباد الله! إنما يحل بالأبدان من أسقام يؤجر عليها الإنسان، والمعتمد عند أئمة الإسلام أن الإنسان إذا أصيب بمرضٍ في بدنه وصبر فهو أفضل له عند ربه، وإذا تداوى فالتداوي رخصةٌ فقط، والعزيمة هي الصبر، ثم له بتلك المصيبة أجرٌ عظيم إذا أصيب بمرضٍ في بدنه؛ لأن هذا من باب المصائب التي يؤجر عليها المؤمن، ثبت في مسند الإمام أحمد ومسند أبي يعلى و البزار وصحيح ابن حبان بسندٍ صحيحٍ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يمرض مؤمنٌ ومؤمنة إلا كفر الله عنهما خطاياهما كما تسقط الورقة عن الشجرة)، تسقط عنهما الخطايا والذنوب بسبب المرض الذي حلّ بالأبدان.
حال صاحب القلب المريض شقاء صاحب القلب المريض بما معه من متاع الدنيا ضرورة الاهتمام بالقلب وصلاحه أسباب مرض القلوب لقد قرر علماؤنا الكرام أن سبب فساد القلب أمران اثنان: الأول: غفلةٌ عن الحق، وهذا الذي يضاد القوة العلمية التي يميز بها بين الحق والباطل، وتكون بسبب ما في القلب من شبهات وأهواء. الثاني: كسلٌ عن فعل الحق، وتكون لما في القلب من ميلٍ إلى الشهوات، وعلى هذا فمنبع الآفات شبهاتٌ وشهوات، غفلةٌ وكسل، إذا أصيب الإنسان بالغفلة عن الحق التقم الشيطان قلبه ووسوس له، وأوقع فيه الشبه، وإذا كان في القلب بطالة ودعة وخلودٌ للشهوات فقد ابتعد عن فعل الحق وتلبس بالباطل، غفلةٌ لوقوعه في الشبهات، وكسل لوقوعه في الشهوات، الآفات كلها تدور حول هذين الأمرين: كسلٌ وغفلة، شبهاتٌ وشهوات، وهذا الأمر الذي قرره علماؤنا الكرام أشار إليه نبينا عليه الصلاة والسلام. ففي مسند الإمام أحمد ومسند البزار ومعاجم الطبراني الثلاثة: الكبير والأوسط والصغير بسندٍ رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي عليهم جميعاً رحمة الله، عن أبي برزة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم، ومضلات الهوى)، لا أخاف عليكم إلا هذا الأمر، بأداة الحصر، إذا سلمتم منه سلمتم من كل آفة، (إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم)، وهذا هو مرض الشهوات، مرض الشهوات الكسل عن فعل الحق والطاعات لما تلبس به القلب من شهوات، شهوات الغي في بطونكم وفروجكم، (ومضلات الهوى)، وهو مرض الشبهات.