قوله تعالى: " الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين " ظاهر الآيتين - على ما يسبق إلى الذهن - أن المراد بالساجدين الساجدون في الصلاة من المؤمنين وفيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته بهم جماعة، والمراد بقرينة المقابلة القيام في الصلاة فيكون المعنى: الذي يراك وأنت بعينه في حالتي قيامك وسجودك متقلبا في الساجدين وأنت تصلي مع المؤمنين. وفي معنى الآية روايات من طرق الشيعة وأهل السنة سنتعرض لها في البحث الروائي الآتي إن شاء الله. قوله تعالى: " إنه هو السميع العليم " تعليل لقوله: " وتوكل على العزيز الرحيم " (٣٢٩) الذهاب إلى صفحة: «« «... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334... » »»
وكذلك أيضا في قول من قال: معناه: تتقلب في أبصار الساجدين ، وإن كان له وجه ، فليس ذلك الظاهر من معانيه. فتأويل الكلام إذن: وتوكل على العزيز الرحيم ، الذي يراك حين تقوم إلى صلاتك ، ويرى تقلبك في المؤتمين بك فيها بين قيام وركوع وسجود وجلوس. وقوله: ( إنه هو السميع العليم) يقول تعالى ذكره: إن ربك هو السميع تلاوتك يا محمد ، وذكرك في صلاتك ما تتلو وتذكر ، العليم بما تعمل فيها ويعمل فيها من يتقلب فيها معك مؤتما بك ، يقول: فرتل فيها القرآن ، وأقم حدودها ، فإنك بمرأى من ربك ومسمع.
( الشعراء: 219)...... وروى البزار ، وابن أبي حاتم من طريقين ، عن ابن عباس ، أنه قال في هذه الآية: يعني تقلبه من صلب نبي إلى صلب نبي حتى أخرجه نبيا. عاشراً: الشوكاني / فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية / تفسير فتح القدير / تفسير سورة الشعراء / الآيات 192 - 195 / تفسير قوله تعالى: { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} / الجزء 1 / الصفحة 1070 /...... وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده ، والبزار ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الدلائل ، عن ابن عباس في قوله: { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}. ( الشعراء: 219) قال: من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبيا. أحد عشر: ابن سعد / الطبقات الكبرى / السيرة النبوية الشريفة / ذكر من انتمى إليه رسول الله (ص) / الجزء 1 / الصفحة 22:...... قال: وأخبرنا: الضحاك بن مخلد الشيباني ، عن شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى: { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}. ( الشعراء: 219) قال: من نبي إلى نبي ومن نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا.