قامت حرب داحس والغبراء ، بين قبيلتين عربيتين هما عبس وذبيان و استمرت لمدة 40 سنة، وقامت حرب داحس والغبراء بمنطقة نجد بقرية دخنه عند جبل خزازي الذي يتبع مدينة الرس بمنطقة القصيم
انتشرت الحروب بين العرب في الجاهلية لعدة أسباب منها التنازع على موارد الماء ومنابت الكلأ والعشب ، وأغلب أيامهم كانت للتعصب للقبلي ، وأخذ الثأر ، والرغبة في السيطرة وبسط النفوذ على القبائل الأخرى ، فإن القبائل العربية في الجاهلية كانت قبائل متناحرة متنافرة لم يكن يجمعهم مجتمع واحد يقوم على أساس متين. وكان الولاء الدائم للقبيلة ولم يؤلف بينهم إلا الإسلام فأصبحوا بنعمة الله إخوانًا ، وتذكر المصادر التاريخية الكثير من أيام العرب وحروبها والمواقف البطولية والأمجاد الشعرية التي يسجلها شعراء الطرفين المتناحرين ، فالشعر ديوان العرب ، وكان مصدرًا أساسيًا نأخذ منه أخبار العرب وأيامهم وأنسابهم. والحروب التي وقعت بين العرب مختلفة فمنها ما وقع بين بطون القبيلة الواحدة ، ومنها ما وقع بين قبيلتين من أصل واحدة ، ومنها ما وقع بين قبائل من أصول مختلفة ، ومنها ما وقع بين العرب والعجم ، ومقالنا اليوم عن حرب وقعت بين قبيلتين من أصل واحد هما قبيلتا عبس وذبيان ، وسميت حرب داحس والغبراء. أصل تسمية الحرب بهذا الاسم: ترجع تسمية هذه الحرب التي دارت بين فرعين من أشهر فروع بني عطفان بهذا الاسم نسبة إلى فرسين في الجاهلية ، وهما من أجود فرس الجاهلية ، ولا يشق غبارهما ، حيث راهن أصحابها عليهما لحماية قوافل أبي قابوس النعمان بن المنذر ملك المناذرة.
دامت حرب داحس والغبراء نحو؟ هذه الفترة من العمر ، هي وحرب الفجار وحرب بعاث وحرب البسوس ، وسنتعرف وإياكم عبر موقع محتويات على طول الحرب ، وعلى سبب نشوبها ، وعلى سبب نشوبها وتسميتها بهذا الاسم. داحس والغبراء يعرف داحس فرس يتبع لقيس بن زهير بن جذيمة ، أما الغبراء فرس لحذيفة بن بدر الفزاري ، وقيل إن رجلًا من بني عبس يعرف بقرواش بن هني قد تجادل مع ابن أخ حذيفة في داحس والغبراء ، حيث قال حمل الغراء ، على عكس قرواش الذي قال إن داحس أجود ، ليتراهنا على الفرسين عشرًا في عشر وتنشب حرب جاهلية بين بني ذبيان وبني عبس. والجدير بالذكر أن هذه الحرب إن دلت على شيء ، فهي تدل على وحدة السلطة الجاهلية أو ظالمة ، وذلك باستخدام إظهار قوة القبيلة ومنعتها. أي من شعراء الجاهلية اسمه ثابت بن جابر تسمية داحس والغبراء سميت حرب داحس والغبراء بهذا الاسم نسبة إلى فرسين في الجاهلي حملا نفس الاسم ، وهم داحس الفرس القوي ، والغبراء الفرس السريع ، حيث تراهن عليهما قيس بن زهير يرجع إلى قبيلة عبس الغطفانية ، وحذيفة بن بدر الذي يرجع إلى قبيلة عبس الغطفانية ، وحذيفة بن بدر الذي يرجع إلى قبيلة ، وراهن قيس على داحس ، بينما راهن حمل بن بدر على الغبراء.
تلك الثارات والحروب الشرسة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا في اللاعقلانية والتهور يبدو أنها ظلت ترافق هذا العربي المتنقل عبر فجاج التاريخ بإبله ومواشيه وقطعانه أينما حل وارتحل وفي كل زمان ومكان.. إنها مخيلة العـدو الأقـرب (خلافا لما هو معروف.. الاقربون أولى بالمعروف! ). وذاكرة (داحس والغبراء) التي تلون هذه القناعات وتطبعها بهذا الطابع الذي يستدعي ولا شك كثيرا من التأمل والدراسة. لقد انتقلت هذه العقلية بحزازاتها وخلافاتها في هذا العصر لتأخذ أشكالا أخرى تتسم بالتقدم والتعقيد واستخدام تكنولوجيا ووسائط الإعلام الفضائي وأقنية الأقمار الاصطناعية، بينما يظل جوهرها مسكونا بذات الهاجس الثأري العتيق إذ لا يخفى واقع الحال العربي اليوم على المتأمل فيما يعانيه من تصدعات وحساسيات وتشققات بعيدة الغور. وقد استخدمت في هذا الصراع القنوات الفضائية التي أخذت تنشأ لغايات قصيرة محدودة تتمثل في تصفية الحسابات بين الدول في الوقت الذي تواجه فيه الأمة العربية مختلف التحديات المصيرية وتقف على مفترق الطرق أمام خيارات لا حول فيها ولا قوة مثل (العولمة) و(الغزو الثقافي) و(الحروب المفروضة) عليها فرضا، والتي تهددها في هويتها ووجودها وثقافاتها.