كما، تعتبر روسيا مورداً كبيراً للمعادن المستخدمة في كل شيء بدءًا من مكونات السيارات إلى علب الألمنيوم. وهذا يعني أن أسعار بعض المنتجات الغذائية يمكن أن ترتفع ليس فقط بسبب النقص المباشر، ولكن أيضاً بسبب زيادة تكلفة التعليب. أسعاراللحوم في حين أن أكثر البلدان عرضة لنقص الغذاء وارتفاع الأسعار هي الأكثر اعتماداً على واردات أوكرانيا، فمن المتوقع أن يتأثر العالم بأسره بالحرب. فقد قال صندوق الأمم المتحدة الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، الخميس الماضي، إن الحرب أدت بالفعل إلى تضخم أسعار الغذاء وسط نقص المحاصيل في أجزاء من آسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومنذ بداية الغزو، ارتفعت أسعار القمح بأكثر من 50 في المائة، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 13. 40 دولار للبوشل (وحدة قياس للحبوب)، وفقاً لمجلس شيكاغو للتجارة. كما قفز سعر الذرة المتداولة في شيكاغو بنسبة 10 في المائة. تقليص حجم الفيديو اون لاين. موانئ القمح في أوكرانيا (شترستوك) كذلك، اضطر المزارعون في الولايات المتحدة إلى تقليص مغذيات التربة، مما يهدد حجم المحاصيل القادمة. وارتفعت أسعار البقالة في الولايات المتحدة بنسبة 8. 6 في المائة في فبراير مقارنة بالعام السابق، وهي أعلى زيادة في البلاد منذ 40 عاماً.
فيما يخشى المحللون من أن السعر العالمي للقمح يمكن أن يتضاعف. منتجات الزيوت في أوكرانيا (شترستوك) لماذا يعتمد العالم على أوكرانيا؟ وتلقب أوكرانيا بـ "مخزن الحبوب في أوروبا"، فهي منتج ضخم للحبوب مثل الذرة والقمح بشكل أساسي. وتقدر إدارة التجارة الدولية الأميركية أن حجم إنتاج الحبوب قد ازداد بشكل مطرد في أوكرانيا منذ عام 2013، مع توقف هذا النمو في عام 2020 بسبب وباء كورونا والظروف الجوية غير المواتية. وحتى في ذلك الوقت، بلغ إجمالي محصول الحبوب 65. 4 مليون طن، أي أكثر بثلاث مرات من احتياجات السوق المحلية. حقول القمح في أوكرانيا (شترستوك) كذلك، كانت أوكرانيا بين عامي 2020 و2021، رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم، وفقاً لمجلس الحبوب الدولي، فيما احتلت روسيا المرتبة الثالثة. وذكر المرصد الاقتصادي (OEC) أن غالبية صادراتها من الذرة في عام 2019، ذهبت إلى مصر وإسبانيا وهولندا والصين وإيطاليا. وفي نفس العام، كانت البلاد أكبر مصدر لزيوت البذور في العالم، حيث أرسل 3. 75 مليار دولار من زيوت البذور إلى الهند والصين وإسبانيا من بين دول أخرى. ماكرون واثق من نجاحه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. إلى ذلك، صدرت أوكرانيا في عام 2019، 3. 11 مليار دولار من القمح إلى الخارج، خاصة إلى مصر وإندونيسيا والفلبين وتركيا وتونس.
في حقول على مد البصر في منطقة باهاتي الأوكرانية تزرع بذور دوار الشمس، التي تشكل البلاد نصف حجم تجارتها العالمية. لكن النقص في المحروقات يهدد الموسم الزراعي وبالتالي الأمن الغذائي لعشرات الملايين حول العالم. وتختزن المنطقة الواقعة في جنوب غرب أوكرانيا والقريبة من الحدود الرومانية، ومن ضمنها مساحات زراعية يملكها ألكسندر بيتكوف، جزءا كبيرا من المحاصيل المؤمل حصادها في المستقبل. ويقول بيتكوف (47 عاما) وهو من كبار المزارعين في المنطقة "الموسم ينطلق هنا، في مناطق لم تطلها الحرب، على العكس من ميكولاييف أو خيرسون اللتين لن يكون بمقدورهما المساهمة كالمعتاد". وميكولاييف وخيرسون مدينتان تقعان في شرق البلاد، الأولى تتعرض للقصف الروسي يوميا، أما الثانية فيؤكد الأوكرانيون أنهم شنوا هجوما مضادا لاستعادتها من القوات الروسية. ويقول بيتكوف إنه أنتج العام الماضي 30 ألف طن من الشعير و27 ألف طن من القمح و5500 طن من دوار الشمس. ويشير بأسى إلى بذور القمح ودوار الشمس السوداء المكد سة في مخازنه الكبيرة. وحالت قلة المنافذ المتاحة دون تصريف محاصيله الأخيرة، كما أن كميات الوقود اللازمة لموسم الزرع قد تنفد سريعا.