متى سقطت الأندلس وكيف؟ شهدت الأندلس نظامًا اقتصاديًا وثقافيًا مزدهرًا من خلال الحكم الإسلامي، وذلك عن طريق ترك المؤسسات والأنظمة السياسية القائمة، وتصوير أنفسهم على أنهم خلفاء للملوك السابقين، كما حافظ الحكام المسلمون في أيبيريا على الاقتصاد وسلطتهم، وتم دفع الازدهار الاقتصادي أيضًا من خلال الاهتمام الأندلسي بالملاحة البحرية، حيث تم استخدام كل من مرافق بناء السفن والعديد من طرق التجارة في هذا الوقت، كما أن الهندسة المعمارية الرائعة والأعمال الفنية والكتابات في ذلك الوقت تدل على الازدهار الثقافي؛ لكن الأندلس سقطت بعد ذلك! تابعوا موقع معلومة ثقافية للتعرف على متى سقطت الأندلس وكيف؟ الأندلس الأندلس هو الاسم الذي اتخذه المسلمون في شبه الجزيرة الأيبيرية إشارةً للمنطقة التي كانت تحت الحكم الإسلامي منذ الفتح عام 711 م وحتى سقوط مملكة غرناطة النصرية عام 1492م؛ وتنوعت تلك الأراضي عبر القرون؛ وخلال العصر الأموي (القرنان الثامن والعاشر)، حكم المسلمون معظم مناطق شبه الجزيرة الأيبيرية، باستثناء جزء من الأراضي الواقعة شمال نهر دويرو وجنوب جبال البرانس. حيث تمكن المسيحيون من إنشاء ممالك صغيرة مستقلة؛ حدث تحول كبير في ميزان القوى بين المسلمين والمسيحيين في عام 1085م، عندما فقدت توليدو، العاصمة السابقة للقوط الغربيين، إلى الأبد للمسلمين عندما سقطت في أيدي ملك قشتالة ألفونسو السادس.
وكان ملوك وأمراء الممالك النصرانية في شمال إسبانيا يستنجدون بحكام الأندلس في صراعاتهم على الحكم، فتتدخل الجيوش الإسلامية، وتغيِّر واقعهم السياسي، مقابل حصون وأراضٍ يتنازل عنها من تمت مساعدته، مثلما تفعل أمريكا اليوم. ثم ضعفت دولة المسلمين في الأندلس، وتقلصت تدريجيًّا حتى انحصرت في مملكة غرناطة، ثم سقطت سنة 1492م، بتوقيع آخر ملوكها أبي عبد الله الصغير معاهدة استسلام مهينة مع الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلا، ثم قضى على الوجود الإسلامي في الأندلس نهائيًّا؛ بسبب محاكم التفتيش التي كانت تحرق كل من يثبت أنه لا يزال مسلمًا. أسباب السقوط: والسؤال المهم الذي ينبغي الإجابة عنه هو: لماذا سقطت الأندلس وقضي على الوجود الإسلامي فيها بعد ذلك العز والتمكين؟ وأختصر الإجابة عن هذا السؤال بالنقاط الموجزة الآتية: أولاً: الانحراف عن شرع الله تعالى ومنهجه الإسلامي الصحيح؛ فقد شاع فيها شرب الخمر، حتى إنه لم تُقَم الحدود على شاربيه، كما انتشر اللهو والغناء والطرب والموسيقى والجواري، وكان الأمراء يتنافسون في تقريب المغنين والمغنيات، ويبنون لهم قصورًا قرب قصورهم، ويقيمون لهم المدارس لتعليم الغناء والموسيقى، في الوقت الذي كانت فيه المدن الأندلسية تتساقط وأهلها يُقتلون، ونساؤها يُسبين.
[٢] أسباب سقوط غرناطة تعرَّضت الأندلسُ لفترات ضَعفٍ، وانحدار، وضياع، وتُعَدُّ هذه الحالة التي مرَّت بها بلاد المسلمين من أهمّ أسباب انهيار الأندلس مدينةً تِلو الأخرى، وقد اشتدّ وقع هذه الأسباب، وزادَ في غرناطة حتى انهارَت، وسُلِبت من أيدي المسلمين، ومن أهمّ هذه الأسباب ما يأتي: [٣] الترَف وحبُّ الدنيا: حيث كان الانغماسُ في الشهوات، ومَلذّات الدنيا، والانحراف عن الأهداف من أهمّ الأسباب التي أدَّت إلى انهيار غرناطة، وتسليمها للنصارى من قِبَل المُسلمين. الامتناع عن الجهاد في سبيل الله: يُعَدُّ تَركَ المسلمين للجهاد من أهمّ الأسباب التي جعلتهم يعيشون في ذُلّ؛ إذ إنّهم لو اتَّبعوا شرع الله في الجهاد لعاشوا في عزّة، ومجد، ولما ضاعت بلاد المسلمين، وسقطت في أيدي النصارى. كثرة المعاصي والإسراف فيها: إنّ إسرافَ العبد في المعاصي لَأمرٌ يعود عليه بالسوء، وهذا ما حصلَ مع المسلمين في غرناطةَ؛ حيثُ أسرفوا، وكَثُرَت ذنوبُهم، ممّا أدّى إلى ضياع مُلكِهم، وعزّتِهم. مُوالاة أعداء المسلمين: حيث تُعَدّ العلاقاتُ التي أنشأها ملوك الطوائف مع الصليبيين، وانخداعهم بهم، وبمواثيقهم من أهمّ الأسباب التي جرَّت المسلمين نحو الانحدار، والسقوط.