710ـ خطبة الجمعة: فضل صلاة الفجر مقدمة الخطبة: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ كَانَتْ آخِرُ وَصِيَّةٍ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ في سَكَرَاتِ المَوْتِ المُحَافَظَةَ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيْثُ كَرَّرَهَا مِرَارًا، روى الحاكم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ آخِرُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: «الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ» مَرَّتَيْنِ، «وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» وَمَا زَالَ يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صَدْرِهِ وَمَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ. يَا عِبَادَ اللهِ: مِنَ المُمْكِنِ أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ قِيَامِ اللَّيْلِ وَالتَّهَجُّدِ وَعَنْ نَاشِئَةِ اللَّيْلِ وَأَهَمِّيَّتِهَا، أَمَّا أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنْ أَهَمِّيَّةِ صَلَاةِ الفَجْرِ فَهَذَا خَلَلٌ وَضَعْفٌ وَقُصُورٌ في حَقِّ الأُمَّةِ، لِأَنَّ سَلَفَنَا الصَّالِحَ مَا كَانَ يُعْرَفُ فِيهِمْ تَارِكُ صَلَاةِ الفَجْرِ في جَمَاعَةٍ، إِلَّا في صُفُوفِ المُنَافِقِينَ، أَمَّا في صُفُوفِ المُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَكُنْ يُوجَدُ هَذَا، قَدْ يَتَخَلَّفُ إِنْسَانٌ مَرَّةً لِعُذْرٍ أَو مَرَضٍ أَو نَوْمٍ، وَمَعَ هَذَا كَانَ يُلَامُ وَيُعَنَّفُ.
ثانياً: أن من أداها في وقتها كان في ذمة الله تعالى: قال صلى الله عليه وسلم:(من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم)(مسلم). قال النووي رحمه الله: "فأعظم صلاة في اليوم نصليها هي صلاة الصبح، وأعظم الصلوات هي التي تقام والدنيا مظلمة، وفي شدة البرد، إذ يترك الإنسان فراشه ويخرج إلى بيت الله عز وجل مصلياً، ولذلك كان الذي يصلي صلاة الصبح في ذمة الله سبحانه وتعالى، والمعنى: أن الله سبحانه وتعالى يضمنه". ثالثًا: أنها سبب في دخول الجنة والنجاة من النار: قال صلى الله عليه وسلم:(لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها)، يعني الفجر والعصر(رواه مسلم). وقال صلى الله عليه وسلم:(من صلى البردين دخل الجنة)(متفق عليه). وهذا وعد من النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى: بأن من حافظ على صلاة الفجر قبل أن تطلع الشمس وصلاة العصر قبل غروبها أنه:(لن يلج النار)، أي: لن يدخلها. أفضل الصلوات عند الله - موضوع. رابعاً: أن من صلاها كُتب له قيام ليلة: قال صلى الله عليه وسلم:(من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)(رواه مسلم) وهذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل المحافظة على صلاتي العشاء والفجر، وأن من واظب عليهما كان له من الأجر كقيام ليلة.
وأما الذين يؤخرون صلاة الفجر حتى يخرج وقتها مع قدرتهم على أن يصلوا في الوقت فهؤلاء لا تقبل صلاتهم ولو صلوا ألف مرة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » أي: مردود عليه، ومن أخر الصلاة عن وقتها بلا عذر شرعي فقد عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردوداً عليه، لكن عليه أن يتوب إلى الله، وأن يكثر من الأعمال الصالحة، ويسأل الله السلامة. بن عثيمين رحمه الله بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر -الإخلاص لله تعالى وصدق النية والعزيمة عند النوم على القيام لصلاة الفجر. -التبكير في النوم: ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها. 710ـ خطبة الجمعة: فضل صلاة الفجر. -الحرص على الطهارة وقراءة الأذكار التي قبل النوم ، فإنها تعين على القيام لصلاة الفجر ، والنوم على الجانب الأيمن. – ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرة ، قال صلى الله عليه وسلم: ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) متفق عليه -لا بد من الاستعانة على القيام للصلاة بالأهل والصالحين ، والتواصي في ذلك ، وهذا داخل بلا ريب في قوله تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى).
ثم قال: يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن شعبة بن الحجاج من وجهين: الأول: يرويه خالد بن الحارث ، عن شعبة بن الحجاج ، عن يعلى بن عطاء ، عن الوليد بن عبدالرحمن ، عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم –. الثاني: يرويه محمد بن جعفر، عن شعبة بن الحجاج ، عن يعلى بن عطاء ، عن الوليد بن عبدالرحمن ، عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه –. فضل صلاة الفجر يوم الجمعة الثالث. وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ؛ لأن محمد بن جعفر مقدم في شعبة بن الحجاج. انتهى. والأرجح في حديث ابن عمر أنه موقوف عليه ، خلافا لمن صححه مرفوعا. No related posts.
رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر: قِيلَ: إِنَّ الْحِكْمَة فِي هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ الإِشَارَة إِلَى مَا فِيهِمَا مِنْ ذِكْر خَلْق آدَم وَأَحْوَال يَوْم الْقِيَامَة, لأَنَّ ذَلِكَ كَانَ وَسَيَقَعُ يَوْم الْجُمُعَة أخي المسلم اقرا و تأمل صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين فيها مع انها صلاة مباركة مشهودة اقسم الله بوقتها فقال \والفجر و ليال عشر\ فعن ابي ذر رضي الله عنه قال.