وبهذا يتبين أنه ليس في الحديث دليل على حلول الله في خلقه أو اتحاده بأحد منهم، ويرشد إلى ذلك ما جاء في آخر الحديث من قوله تعالى «ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه» وما جاء في بعض الروايات من قوله «فبي يسمع وبي يبصر» إلخ؛ فإن ذلك إرشاد إلى المراد في أول الحديث، وتصريح بسائل ومسؤول ومستعيذ ومعيذ ومستعين ومعين، وهذا الحديث نظير الحديث القدسي الآخر يقول الله تعالى «عبدي مرضت فلم تعدني» إلخ، فكل منهما يشرح آخره أوله، لكن أرباب الهوى يتبعون ما تشابه من النصوص ويعرضون عن المحكم منها فضلوا سواء السبيل. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. المصدر: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/214-215) عبد الله بن قعود... عضو عبد الله بن غديان... عضو عبد الرزاق عفيفي... معنى الحديث القدسي - حسن أيوب - طريق الإسلام. نائب رئيس اللجنة عبد العزيز بن عبد الله بن باز... الرئيس
بيد أن القرآن له خصائصه: من الإعجاز، والتعبد به، ووجوب المحافظة على أدائه، بلفظه ونحو ذلك، وليس للحديث القدسي والنبوي شيء من هذه الخصائص. والحكمة في هذا التفريق أن الإعجاز منوط بألفاظ القرآن، فلو أبيح أداؤه بالمعنى لذهب إعجازه وكان مظنة للتغيير والتبديل واختلاف الناس في أصل التشريع والتنزيل. الحديث القدسي - حديث شريف. أما الحديث القدسي والحديث النبوي فليست ألفاظهما مناط إعجاز, ولهذا أباح الله روايتهما بالمعنى، ولم يمنحهما تلك الخصائص والقداسة الممتازة التي منحها القرآن الكريم، تخفيفًا على الأمة، ورعاية لمصالح الخلق في الحالين من منح ومنع، إن الله بالناس لرءوف رحيم) انتهى. (مناهل العرفان) (1/37-38).
السؤال: يسأل أخونا ويقول: ما هي الأحاديث القدسية؟ أرجو أن تفسروا معناها، وتعطوني مثالًا على ذلك؟ جزاكم الله خيرًا. الجواب: الأحاديث القدسية: هي التي تنسب إلى الله ، وأنها من كلامه يقال لها: قدسية، وليست من جنس القرآن، فالقرآن معجز ويتعبد بتلاوته، ويقرأ في الصلوات. أما الأحاديث القدسية فهي منسوبة إلى الله ولكن ليس لها حكم القرآن، ولكنها من كلام الله ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: يقول الله : يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.. معنى الحديث القدسي | مركز الهدى للدراسات الإسلامية. إلى آخر الحديث الطويل، هذا مما يسمى أحاديث قدسية؛ لأنها منسوبة إلى الله وهو حديث صحيح، نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة
مصادر [ عدل] الإسلام سؤال وجواب اسلام ويب مركز الفتوى بوابة الحديث النبوي بوابة الإسلام
الحديث المقطوع: وهو ما أضافه الراوي إلى التابعي من أقوال، أو أفعال، أو تقارير، أو صفات، ويسمّيه علماء الحديث كذلك الأثر. تقسيم الحديث باعتبار وصوله للمسلمين الحديث باعتبار وصوله وصوله للمسلمين ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما: الحديث المتواتر ، وحديث الآحاد، وبيانهما فيما يلي: [٧] الحديث المتواتر: هو ما رواه عدد كثير أو جمعٌ كثيرٌ من الرواة يستحيل في العادة تواطؤهم واتّفاقهم على الكذب، ولا بدّ من وجود هذه الكثرة مع استحالة تواطؤهم على الكذب في جميع طبقات الرواة، وهذا النوع من الحديث مقبول كلّه، ولا حاجة للبحث عن رواته. حديث الآحاد: هو الحديث الذي لم يجمع شروط الحديث المتواتر، وينقسم حديث الآحاد من حيث عدد الرواة إلى ثلاث أقسام: الحديث المشهور، الحديث العزيز، الحديث الغريب. الحديث المشهور: هو الحديث الذي رواه ثلاثة من الرواة فأكثر في كل طبقة من طبقات رواة الحديث، بحيث لا يبلغ عدد الرواة حد رواة الحديث المتواتر. الحديث العزيز: هو الحديث الذي لا يقل عدد رواته عن اثنين من الرواة في جميع طبقات رواة الحديث. الحديث الغريب: هو الحديث الذي ينفرد بروايته واحدٌ من الرواة فقط. وهذه الأقسام الثلاثة من أقسام الحديث هي المسماة بحديث الآحاد، وينقسم حديث الآحاد بأنواعه الثلاث من حيث النسبة القوة والضعف إلى قسمين: حديث مقبول، وحديث مردود، وبيانهما فيما يلي: الحديث المقبول: هو الحديث الذي ترجّح صدق الراوي المخبر به، وهو أربعة أنواع: حديثٌ صحيح لذاته: هو الحديث الذي اتصل سند رواته بنقل الراوي العدل الضابط عن مثله من أوّل السند إلى آخره بدون أي شذوذ أو علّة.
وأيضا فإن القرآن لما كان مقصودا منه مع العمل بمضمونه شيء آخر، وهو التحدي بأسلوبه والتعبد بتلاوته إحتيج لإنزال لفظه، والحديث القدسي لم ينزل للتحدي ولا للتعبد بل لمجرد العمل بما فيه وهذه الفائدة تحصل بإنزال معناه، فالقول بإنزال لفظه قول بشيء لا داعي في النظر إليه. ولا دليل في الشرع عليه، اللهم إلا ما قد يلوح من إسناد الحديث القدسي إلى الله بصيغة، يقول الله تبارك وتعالى كذا، لكن القرائن التي ذكرناها آنفا كافية في إفساح المجال لتأويله بأن المقصود نسبة مضمونة لا نسبة ألفاظه، وهذا تأويل شائع في العربية، فإنك تقول حينما تنشر بيتا من الشعر، يقول الشاعر كذا، وتقول حينما تفسر آية من كتاب الله بكلام من عندك: يقول الله تعالى كذا، وعلى هذه القاعدة حكى الله عن موسى، وفرعون، وغيرهما، مضمونا كلامهم بألفاظ غير أسلوبهم، ونسب ذلك إليهم. والخلاف في هذا الأمر يسير ومحتمل، وليس ذا خطر كبير أو صغير، فسواء كان لفظ الحديث القدسي من عند الله تعالى أم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو وحي أوحاه الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلينا أن نحدد الفروق بينه وبين القرآن الكريم، حتى تتميز خصائص كل منهما.
القول الثاني: إنّ الحديث َ القُدْسِيَّ معناه مِن عند الله ، ولفظهُ لفْظُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو الراجح. ثم لو قيلَ: إنّ الأَوْلَى تركُ الخوضِ في هذا ، خوفًا مِن أنْ يكونَ مِن التنَطُّعِ الهالكِ فاعلُهُ ، والاقتصارُ على القول: بأنّ الحديثَ القُدْسِيَّ ما رواه النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن رَبِّهِ وكفى ، لكانَ كافيًا ، ولعلّه أَسْلَمُ والله أعلمُ " انتهى مختصرا. "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (9/59-62). ومع أن الخلاف في المسألة سائغ ومشهور بين أهل العلم ، فالقول الأول ، وهو أن الحديث القدسي موحى بلفظه ومعناه ، أظهر وأولى. الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله الحديث القدسي كلام الله لفظاً ومعنًى ، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه، أنه قال: قال الله تعالى قال في حديث أبي ذر: " قال الله تعالى: إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرماً ، فلا تظَّالموا " رواه مسلم. وهو كلام الله لفظاً ومعنًى ، لكن يختلف عن القرآن: القرآن كلام الله لفظاً ومعنًى ، والأحاديث القدسية كلام الله لفظه ومعناه. لكن له أحكام خاصة تختلف عن أحكام القرآن: القرآن لا يمسه إلا متوضئ والأحاديث القدسية يمسها غير المتوضئ ، القرآن يُتَعَبَّدُ بتلاوته والحديث القدسي لا يُتَعَبَد بتلاوته ، فله أحكام تختلف... ولو كانت الأحاديث القدسية معناها من الله ولفظها من الرسول لما صار هناك فرق بين الأحاديث القدسية وغيرها ، ولما أضاف النبي صلى الله عليه وسلم هذا إلى ربه ، قال: قال الله ، عن ربه أنه قال ، فنسبه إلى الله ، أضافه إلى الله ، قال: " قال الله: إني حرمت الظلم على نفسي " انتهى.