ويلاحظ من منهج أبي حيان في تفسيره أنه لا يحمل النص القرآني ما لا يحتمل، ولا يخرج به عن ظاهره إلا لدليل يقتضي هذا الخروج، لذلك لا يعرض في تفسيره لأقوال أهل الفلسفة، ولا يعرج لا من قريب ولا بعيد على أقوال الفرق الباطنية، التي تعتمد التأويل المرجوح لآيات القرآن الكريم، ويُلمس أن أبا حيان كان في منهجه بعيداً عن أقوال أهل الفلسفة، وبريئا من مذهب أهل الاعتزال، غير أنه في المقابل لم يلتزم مذهب أهل السنة والجماعة في مسائل الأسماء والصفات، وإن ظهرت عنده بعض اللمسات التي تدل على تمسكه بمنهج أهل السنة والجماعة في ذلك. يقول أبو حيان الغرناطي في مقدمة كتابه: « إني أبتدئ أولاً بالكلام على مفردات الآية التي أفسرها لفظة لفظة فيما يحتاج إليه من اللغة والأحكام النحوية لتلك الفظة، وإذا كان للكلمة معنيان أو معان ذكرت ذلك في أول موضع فيه تلك الكلمة، لينظر ما يناسب لها من تلك المعاني في كل موضع تقع فيه فيحمل عليه، ثم أشرع في تفسير الآية ذاكرًا سبب نزولها وارتباطها بما قبلها حاشدًا فيها القراءات، ذاكرًا توجيه ذلك في علم العربية، بحيث إني لا أغادر منها كلمة وإن اشتهرت حتى أتكلم عليها مبديًا ما فيها من غوامض الإعراب ودقائق الآداب ».
* المؤلف: أبو حيّان الأندلسي (654 - 745هـ، 1256 - 1344م). محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان، الإمام أثير الدين الأندلسي الغرناطي، النّفزي، نسبة إلى نَفْزة قبيلة من البربر، نحويّ عصره ولغويّه ومفسّره ومحدّثه ومقرئه ومؤرخه وأديبه. ولد بمطخشارس، مدينة من حاضرة غرناطة. تفسير البحر المحيط المكتبة الشاملة. وأخذ القراءات عن أبي جعفر بن الطباع، والعربية عن أبي الحسن الأبذي وجماعة. وتقدم في النحو، وأقرأ في حياة شيوخه بالمغرب، وسمع الحديث بالأندلس وإفريقيا والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو خمسين وأربعمائة شيخ، وأكبَّ على طلب الحديث وأتقنه وبرع فيه، وفي التفسير والعربية والقراءات والأدب والتاريخ واشتهر اسمه، وطار صيته، وأخذ عنه أكابر عصره. قيل كان له إقبال على الطلبة الأذكياء، وعنده تعظيم لهم، وهو الذي جسّر الناس على مصنفات ابن مالك، ورغّبهم في قراءتها، وشرح لهم غامضها، وكان يقول عن مقدمة ابن الحاجب: هذه نحو الفقهاء. وتولّى تدريس التفسير بالمنصورية، والإقراء بجامع الأقمر، وكانت عبارته فصيحة، ولكنه في غير القرآن يعقد القاف قريبًا من الكاف. من تصانيفه: البحر المحيط في التفسير، ومختصره النهر؛ التذييل والتكميل في شرح التسهيل ؛ ارتشاف الضَّرَب، وتُعَدّ هذه الكتب من أجمع الكتب وأحصاها في موضوعاتها.
البحر المحيط - يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "البحر المحيط -" أضف اقتباس من "البحر المحيط -" المؤلف: أبو حيان الأندلسي الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "البحر المحيط -" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
ب- كيفية تعامل أبي حيان مع القراءات، وهل أفاد منها في تفسيره، وكيف كان يوجه القراءات من خلال تفسيره. ج- توجيه القراءات المتواترة حسب ما هو متاح في مصادر التفسير؛ وفي ذلك دفاع عن النص القرآني أمام هجمات المستشرقين الذين اتهموا النصوص القرآنية بالاضطراب وعدم الاستقرار والثبات كما ادعى جولد زيهر وغيره. ثانيًا: حدود البحث: ستدرس الباحثة القراءات القرآنية العشر المتواترة في تفسير (البحر المحيط) من خلال سورتي الفاتحة والبقرة، وسيقتصر البحث على فرش الحروف دون الأصول، وكذلك ستقتصر هذه الدراسة على القراءات العشر المتواترة، ولن تتناول الباحثة القراءات الشاذة؛ وذلك لكثرتها وعدم القدرة على الإحاطة بها في هذه الدراسة؛ إذ تجاوزت القراءات الشاذة في سورة البقرة الثلاثمئة قراءة، وستصبح الدراسة مثقلة بالقراءات الشاذة. ثالثًا: أهداف البحث وأهميته: تكمن أهداف البحث وأهميته من خلال: 1) تبيين مكانة علم القراءات وأهميته والحاجة إليه. البحر المحيط في التفسير. 2) الرد على الشبهات التي يرسلها الجهلة، ويرمي بها الأفاكون؛ للنيل من القرآن من خلال قراءاته. 3) توضيح منهج أبي حيان في تناول القراءات. 4) استقراء القراءات المتواترة وتوجيهها في تفسير (البحر المحيط) من خلال سور الفاتحة والبقرة، ليقف القارئ على القراءة المقبولة من غيرها.
سابعًا: محتوى البحث. بعد المقدمة قسم البحث إلى ثلاثة فصول على النحو الآتي: الفصل الأول: القراءات القرآنية والتعريف بأبي حيان ومنهجه. وفيه المباحث الآتية: المبحث الأول: تعريف القراءات، وبيان صلتها بالقرآن. المبحث الثاني: القراءات المتواترة، والتعريف بالقراء. المبحث الثالث: علم توجبه القراءات. المبحث الرابع: التعريف بالإمام أبي حيان، ومنهجه في تفسير ومنهجه في إيراد القراءات وتوجيهها. الفصل الثاني: القراءات القرآنية في سورة الفاتحة والجزء الأول من سورة البقرة؛ استقراء وتوجيه. المبحث الأول: التعرف بسورة الفاتحة، واستقراء القراءات القرآنية فيها وتوجيهها. المبحث الثاني: التعريف بسور البقرة، واستقراء القراءات القرآنية في الجزء الأول من السورة وتوجيهها. الفصل الثالث: القراءات القرآنية في الجزء الثاني من سورة البقرة حتى نهاية السورة استقراء وتوجيه. المبحث الأول: القراءات القرآنية في الجزء الثاني من سور البقرة استقراء وتوجيه. المبحث الثاني: القراءات القرآنية من أول الجزء الثالث من سورة البقرة حتى نهايتها، استقراء وتوجيه. خاتمة: وفيها أهم نتائج البحث وتوصياته. تفسير حلم رؤية المحيط في المنام - منتدي فتكات. الفهارس. ختامًا: أسأل الله الإخلاص والتوفيق لإتمام هذه الدراسة، وأن تكون خدمة لكتاب الله تعالى وذبًا للطعون عنه.