ينتظر الجميع ثمن أعمالهم في الحياة الدنيا، حيث أن هناك طريقين أمام الناس هم طريق الصواب والأخر الضلال، ينتظر الجميع جزاء الأعمال التي يقومون بها في الحياة الدنيا، حيث أن الجزاء يجعلنا نعمل حتى نحصل عليه، الجنة هي جزاء الأعمال الصالحة في الدنيا وإتباع الطاعات لرضاء الله سبحانه وتعالى، ولهذا فيجب أن يصلح عملنا لنفوز في الآخرة فالجنة هي الفوز الأكبر ومن لم يدخلها فقد خسر خسارة كبيرة. ما هي الجنة الجنة هي جزاء ومكافأة المؤمنين في الحياة الآخرة، بعد القيام بطاعة الله سبحانه وتعالى وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث أن الجنة هي التي تجعل المؤمنين يضعون الله نصب أعينهم في جميع أفعالهم، وهي لا نهاية لها ويخلد فيها المؤمن يتمتع بالأنهار والخيرات التي لا مثيل لها، لهذا فيرجوها الجميع. والجنة لا موت فيها ولا كبر ولا يوجد فيها غرور فمن يدخلها يظل في عمر الشباب لا يشيخ ولا يتعب بها حور عين والملائكة تحيطها والله يجيب أمنية المؤمنين فيها دون أن يطلبوها فالله يمن عليهم بالخيرات التي لم يحلموا بها قط وينسوا بها جميع الهموم التي واجهتهم في الدنيا ولا يرون فيها تعب أو حزن فهي عوض كل صابر ومؤمن ومتبع خطى الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم، يكفي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان المسلم يشرب منه يده في الجنة شربه لا يظمأ بعدها أبدا، لا شك ان الجنة لا شيء يضاهيها بها يتمتع الإنسان بها وينال الحظ العظيم.
قَالَ الضَّحَّاكُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا هِيَ ضَحْوَةٌ، فَيَقِيلُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَلَى الْأَسِرَّةِ مَعَ الْحَورِ الْعَيْنِ، ويَقيل أَعْدَاءُ اللَّهِ مَعَ الشَّيَاطِينِ مُقْرَّنِينَ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: يَفْرَغُ اللَّهُ مِنَ الْحِسَابِ نِصْفَ النَّهَارِ، فَيَقِيلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا.... وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا أَيْ: مَأْوًى وَمَنْزِلًا"، انتهى، "تفسير ابن كثير" (6/ 104 - 105)، بتصرف. وقال الواحدي في تفسيره: "قال الأزهري: والقيلولة عند العرب: الاستراحة نصف النهار إذا اشتدَّ الحرُّ، وإن لم يكن مع ذلك نوم. ما المقصود برياض الجنة - موقع محتويات. والدليل على ذلك: أن الجنة لا نوم فيها. " انتهى. انظر: "التفسير البسيط" (16/ 464 - 465)، و"تهذيب اللغة" (9/ 306). وقد سئل الشيخ عبدالعزيز الراجحي: أهل الجنة لا ينامون، فكيف الجمع بين هذا وبين قول الله تعالى: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا الفرقان/24؟ فأجاب: لا يلزم من القيلولة النوم. "
وقال: (أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) الحديد: 21. وقال في النار: (أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) البقرة: 24. وقال: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّار) هود: 106. و - الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن: قال الله - تعالى - في الجنة: (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)آل عمران: 133 وقال في النار: (أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) البقرة: 24. والإعداد: التهيئة. هل ينام أهل الجنة وما المراد بقوله تعالى (وأحسن مقيلًا)؟ - الإسلام سؤال وجواب. وقال -صلى الله عليه وسلم- حين صلى الكسوف: "إني رأيت الجنة، فتناولت منها عنقوداً، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار؛ فلم أر كاليوم منظراً أفظع منها"متفق عليه(40). قال الإمام أبو جعفر الطحاوي -رحمه الله-: "والجنة والنار مخلوقتان"(41). قال الشارح ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله-: "اتفق أهل السنة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن"(42). ز - الجنة والنار لا تفنيان: قال الله - تعالى -: (جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) البينة: 8. والآيات في تأبيد خلود الجنة كثيرة، وأما في النار فذكر في ثلاثة مواضع: في النساء في قوله - تعالى -: (وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) النساء: 168_ 169.