في هذه الآيات يذكر الله تعالى موعظة ونصيحة مؤمن آل فرعونه لفرعون وقومه، فقد وعظهم موعظة بليغة جليلة أخلص لهم فيها بالنصح، وبذل وسعه وقدرته فيها، فبين فيها عظمة ما يدعوهم إليه في الدنيا والآخرة وآثاره الجميلة، وحذرهم من مغبة ما هم فيه، ومن آثاره المشئومة السيئة عليهم في الدنيا والآخرة، ومع ذلك لم يستجيبوا له وعصوه، فكانت العاقبة أن فرعون وقومه يعرضون على النار غدواً وعشياً، ويوم تقوم الساعة فمآلهم إلى النار خالدين فيها وبئس المصير. تفسير قوله تعالى: (من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها... ) تفسير قوله تعالى: (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة... القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة النحل - الآية 97. ) تفسير قوله تعالى: (تدعونني لأكفر بالله وأشرك به... ) ثم قال تعالى: تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ [غافر:42]. فسر هذا المؤمن النار التي دعاه إليها قومه فقال: تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ [غافر:42] أي: تدعونني يا فرعون ويا هامان ويا قارون ويا هؤلاء المشركون من القبط، أتدعونني إلى الكفر بالله، والجحود برسوله، وتكذيب الكتاب المنزل عليه؟ وأنا أدعوكم إلى الله الواحد، وأنتم تدعونني إلى آلهة مزيفة لا حقيقة لها ولا واقع، وتدعونني لأن يعبد فرعون، وتعبد الأوثان والأصنام، وهذا ما حرمه الله!
لقد كانت محبة الله ودينه ونبيه الدافع العظيم لتلك التضحية، ولكن هل يعقل أنها اندفعت تحمل سيفا ثقيلاً تحركه وتهوي به على أعناق الكفار بحماس طارئ؟ لابد أن الأمر سبقه تدريب وممارسة، إنها استثمرت وقت الراحة، فكانت مستعدة لوقت الشدة. ص1773 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا - المكتبة الشاملة. محطة المشاريع مشروع استراتيجي ورائد في دولة حديثة، صاحبته امرأة، إنه أول مستشفى إسلامي، وهي الصحابية الجليلة رفيدة الأسلمية، كانت تلك المستشفى خيمة في ناحية من نواحي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعاونها فيها بعض الصحابيات، أنشأتها بعد غزوة بدر لتداوي الجرحى وتقدم لهم الغذاء والدواء، وأصبحت بعد ذلك خيمة رفيدة علماً ومستشفى ميدانياً تحملها على ظهور الجمال ثم تقيمها بإزاء معسكر المسلمين. أيضاً لنا وقفة! لماذا لم تترك ذلك الأمر للرجال؟ وخاصة أن معظم الجرحى هم من الرجال؟ وأن المستشفى الميدانية تعني أن السفر والتنقل والمشاركة في المعارك أيضاً. محطة العلم إن أول مفتية فقيهة ومجتهدة هي السيدة "عائشة" أم المؤمنين، التي روت 2210 حديث، ذكر عنها الإمام الحاكم: "حمل عن السيدة عائشة ربع الشريعة"، وقال الصحابي "أبو موسى الأشعري": "ما أشكل علينا شيء صحابة رسول الله فأردنا أن نعرف عنه إلا ورجعنا إلى السيدة عائشة فوجدنا عندها علماً".
وهذا المعنى الذي دل عليه القرآن تؤيده السنة الثابتة عنه - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية الكريمة: والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت. وقد روي عن ابن عباس وجماعة: أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب ، وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أنه فسرها بالقناعة ، وكذا قال ابن عباس وعكرمة ، ووهب بن منبه - إلى أن قال - وقال الضحاك: هي الرزق الحلال ، والعبادة في الدنيا. وقال الضحاك: هي الرزق الحلال ، والعبادة في الدنيا. وقال الضحاك أيضا هي العمل بالطاعة والانشراح بها. والصحيح: أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله; كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن يزيد ، ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني شرحبيل بن شريك ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا ، وقنعه الله بما أتاه " ورواه مسلم من حديث عبد الله بن يزيد المقري به. مَن عَمِل صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبةً _ ناصر القطامي - YouTube. وروى الترمذي والنسائي من حديث أبي هانئ. عن أبي علي الجنبي ، عن فضالة بن عبيد: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " قد أفلح من هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به " ، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
أم لها ولد واحد، وزوجها ذهب للجهاد بعد أن ترك لها ثلاثين ألف دينار، إنها التابعية "أم ربيعة الرأي" التي رأت دورها في الحياة تربية هذا الغلام، ورأت الثروة وسيلة لبناء الشخصية، فصرفت وقتها في الإشراف عليه، وحثه على العلم، واستثمرت تلك الثروة الضخمة في بناء شخصيته، حتى يعود الأب فروخ بعد ثلاثين عاماً فلا يجد أثراً مادياً لثروته، بل يجد ابناً عالماً، ينشر الخير والصلاح. محطة القضايا العامة امرأتان تتحملان مشاق السفر للمشاركة مع الرجال في أمر عام، رأسه ديني وجانبه سياسي وأطرافه اجتماعية، سافرتا مع وفد مؤلف من ثلاثة وسبعين رجلاً من يثرب إلى أم القرى للقاء نبي الأمة عليه الصلاة والسلام ومبايعته في (بيعة العقبة الثانية)، كانت المرأتان اللتان شرفهما الله بهذه البيعة هما: أم عمارة "نسيبة بنت كعب الأنصارية" وأم منيع "أسماء بنت عمرو". لماذا لم تتركا الأمر للرجال؟ ولماذا لم تنتظرا استقبال النتائج ثم العمل وفقها؟ لقد أدركتا دورهما المتميز في المشاركة على مستوى القمة، برضا نبي الأمة، للعمل بعدها على تهيئة المجتمع في يثرب، لاستقبال الدين الجديد. محطة المهارات أم عمارة مرة أخرى التي قالت في غزوة أحد: "خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين، فلما هزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمي عنه بالقوس حتى خلصت الجراح لي" موقوف، سيرة ابن هشام.
سما القرآن بالمرأة حتى جعلها بعضًا من الرجل، كما حد من طغيان الرجل فجعله بعضًا من المرأة. لذا فقد بشر الله تعالى المؤمنين، الذين يتفكرون فى خلق السموات والأرض ويدعون الله، بالغفران والوقاية من النار، ويأتيهم ما وعدهم على لسان رسله بقوله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ [آل عمران: 195. إن الله جل وعلا يساوى بين الذكر والأنثى فى العمل والجزاء، ولا يفضل الرجل على المرأة التعبير الإلهى ﴿... بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ... ﴾ آل عمران: 195. وجعل سبحانه وتعالى التقوى مقياس الجزاء، حيث يقول جل وعلا للبشر كافة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13. وبالنسبة لآيات الذكر الحكيم حول العلاقة بين الذكر والأنثى. قال جل وعلا فى شأن المؤمنين جميعًا: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[التوبة: 71].