سورة يوسف تُعدُّ سورة يوسف سورة من السور المكية؛ فقد اجمع أهل العلم على أنَّها نزلتْ على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة قبل الهجرة، وقد نزلتْ سورة يوسف بعد سورة هود وقبل سورة الحجر، ويبلغ عدد آياتها مئة وإحدى عشرة آية، وتُصنَّف سورة يوسف مع سور المئين، وهي السورة الثانية عشرة في ترتيب سور المصحف الشريف حيث تقع في الجزء الثالث عشر والحزب الرابع والعشرين والخامس والعشرين، وقد بدأت بحروف مقطعة، قال تعالى في مستهلِّ سورة يوسف: {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} ، [١] وهذا المقال سيسلِّط الضوء على سبب نزول سورة يوسف. [٢] سبب نزول سورة يوسف عند الحديث عن سبب نزول سورة يوسف، لا بدَّ من الإشارة أولًا إلى أنَّ علم أسباب النزول من علوم القرآن الكريم العظيمة، يهتمُّ بمعرفة أسباب نزول الآيات القرآنية، وهو مدخل لتفسير آياتِ وسور الكتاب وفهمها بالشكل الصحيح، وعلى أهميته إلَّا أنَّه لم يحط بكلِّ آياتِ الكتاب وسوره، فثمَّة آيات وسور لم يرد فيها أي سبب نزول، وثمَّة آيات وسور كثيرة أيضًا ورد فيها أسباب نزول صحيحة ذُكرت عن السلف الصالح وفي سنَّة رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم.
قصة يوسف مع امرأة العزيز هي واحدة من القصص القرآنية التي ورد ذكر تفاصيلها في كتاب الله العزيز الحكيم ولم ترد فقط في آية أو أكثر من سورة قرآنية أخرى بل إن الله سبحانه قد أنزل سورة كاملة باسم سورة يوسف تتحدث عن نبيه يوسف ابن يعقوب عليهما السلام وما دار بينهم وبين إخوة يوسف، وقد كان يوسف هو الابن الأقرب لقلب يعقوب وهو ما كان واضحاً جلياً لمن حولهم بما جلب إليه غيرة وحقد إخوته التي نشبت في قلوبهم ولم يتمكنوا من التغلب عليها أو إخفائها. [1] قصة بئر يوسف تملك قلب إخوة يوسف الغيرة والحقد من محبة أبيه إليه حتى بلغ الأمر التفكير في الخلاص منه لكي ينفردوا بمحبة أبيهم لهم وكان لشقيق يوسف بنيامين الأصغر نصيب من تلك المحبة كذلك، فبدأوا بالتشاور فيما بينهم بكيفية الخلاص منه دون أن يدرك أحد أن لهم يد فيما حدث ليوسف. اقترح أحد الإخوة قتله إلا أن آخر وجد أن القائه بالبئر أفضل من القتل فوافق الجميع، ثم توجهوا إلى والدهم يطلبون منه السماح لهم بذهاب يوسف في رحلة معهم ولكنه رفض عليه السلام خوفاً من أن يغفلوا عنه فيأكله الذئب ولكن مع تكرار الطلب وافق أخيراً، وفور وصولهم إلى البئر قاموا بإلقائه وكانوا قد لطخوا قميصه بالدماء لكي يظن أبيه أن الذئب قد أكله.
يوسف عليه السلام هو ابن نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام ، نشأ يوسف عليه السلام بين أحد عشر أخ و كان يوسف عليه السلام أخ لهم بغير الشقيق، و تزوج نبي الله يعقوب من زوجة أخري أنجبت له نبي الله يوسف وأخوه بن يمين، و رزقه الله بقدر عالي من الجمال لم يرزق به أحد من إخوته، و كان له مكانه كبيرة في قلب والده و يحظى بحب كبير منه، مما أدي إلى اشتعال الغيرة بين إخوته و محاولة إزاحته من طريقهم. بداية قصة يوسف عليه السلام اخبر يوسف عليه السلام انه رأى أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر يسجدون له، فعلم سيدنا يعقوب أن وراء هذه الرؤية شيء عظيم، فطلب منه ألا يقص هذه الرؤية على إخوته، و ذات يوم اجتمع إخوة نبي الله يوسف ليتحدثوا في الأمر الذي يشعل الغيرة في قلوبهم، و هو حب نبي الله يعقوب ليوسف عليه السلام، " إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة "، فتدخل فزاد الكره وتدخل الحقد واقترح أحدهم أن يقتلوه، و تدخل أخ آخر بالا يقتلوه ويلقوا به في البئر لكي يأخذه أي قافلة تمر عليه ويتخلصوا منه. و بالفعل ذهبوا الإخوة إلى نبي الله يعقوب و يعاتبونه لماذا لا يأتمنهم على أخوهم يوسف، فأخبرهم انه يخاف ان يأكله الذهب وهم ساهون عنه، و بعد ضغط شديد منهم وافق والدهم علي اخذ يوسف عليه السلام معهم، و بالفعل خرجوا إلى الصحراء وقاموا بإلقاء يوسف عليه السلام في بئر تمر عليه القوافل دائما، وقاموا إخوته بتلطيخ قميص نبي الله يوسف بدم كذب، وذهبوا الى والدهم يعقوب عليه السلام وهم يمثلون البكاء و الحزن ويخبروه بأن الذئب أكله.