هسبريس كُتّاب وآراء الجمعة 28 يوليوز 2017 - 16:26 ما معنى الحياة؟ لماذا خلقنا الله؟ وما الهدف؟ هل فكرت، يوما ما، كيف سيكون ذكرك بين الناس بعد أن تفارق الحياة؟ هل تعتقد أن الموت هو نهاية المطاف؟ ما هي البصمة التي ستتركها قبل أن ترحل؟ من المؤكد أنك تستطيع أن تجيب عن هذه الأسئلة كلها وأنت على قيد الحياة، بل الآن إن شئت. لو أن هناك من سيذكرك بعد وفاتك قائلا: كان فلان شخصا رائعا يحترم نفسه ويعمل بإخلاص ويترك الأثر الطيب في المجتمع، فاعلم أن ذاك أجمل شيء يمكن أن يفوز به الإنسان: أن لا يمر بين الناس مجهولا ولكن أن يترك أثرا إيجابيا في معترك الحياة. لا تعش كيفما اتفق، لا تكن سلبيا، مستهلكا، سائرا وراء القطيع. ضع بصمتك. عش حياتك بمنتهى الروعة والإبداع. عش ما قدره لك المولى.. ولكن ضع بصمتك! إن البصمات التي يمكن أن تتركها في محيطك كثيرة لا تحصى.
إننا نرفض بنرجسية محببة ومثيرة للشفقة في آن فكرة أن العالم لا يبالي بنا على الإطلاق، ونسعى لكي نصبغ أكبر قدرٍ ممكن من العالم بلوننا الخاص أملًا في أن نجد في ذلك المعنى. لا زال بحثنا في أوجه لأننا فقط لم نجد بعد إجابةً للسؤال، ذلك أن التسليم بعدم وجود إجابةٍ وبأن الحياة هي محض عبث هو أمر كئيب إلى حدٍ لا يطاق، عوضًا عن ذلك يستسلم البعض لإغراء الاعتراف بالجهل، ليصرحوا بأن للحياة معنى فعلًا لكنهم لا زالوا عاجزين عن بلوغه، ويرقص البعض الآخر على ألحان الوجودية ليتغنوا بأناشيد صياغة معناهم الخاص، وباختصار فإنه "إذا كان العالم مبهمًا، فإن اليأس غير ممكن، فواقع غامض لا بد بالتأكيد أن يترك مجالًا للأمل"*. السعادة كمرشح قوي لمعنى الحياة إذا كان معنى الحياة يكمن في "الهدف" المشترك للبشر، فلا يبدو ثمة شك بشأن ماهيته، فالشيء الذي يكافح الجميع من أجل بلوغه هو السعادة*. ويطرح أرسطو في كتابه "الأخلاق النيقوماخية" أن السعادة ليست وسيلة لشيءٍ وراءها كما هو الحال مع النفوذ أو المال، وإنما هي غاية تأسيسية في حد ذاتها فلا يصح أن نسأل بشكلٍ منطقي "لماذا" نسعى لأن نكون سعداء. والسعادة ليست هي المتعة، فالسعادة الأرسطية هي الفضيلة والتي يمكن بلوغها فقط بالممارسات الاجتماعية: "يمتاز الإنسان عن غيره بقوة فكره التي بفضلها يتفوق ويحكم جميع أشكال الحياة الأخرى، وبما أن نمو وتطور هذه المقدرة على الفكر مكنته من السيادة، لذلك يمكننا أن نفترض أن تطور هذه المقدرة الفكرية سيحقق له السعادة".
[4] كيف تحدد هدفك في الحياة؟ انظر بداخلك: لا يمكن لأي شخص أن يدرك حقًا كيف يجد هدفًا من خلال الاستماع إلى آراء الآخرين والسعي للحصول على موافقة الآخرين. استبدالها بمعتقدات التمكين ، هذا هو تطوير الوعي الذاتي وعندما يتم التحكم في العواطف ، هذا هو التحكم في الحياة. ضع الهدف قبل الأهداف: يجب أن يكون التركيز فقط على تحقيق الغرض قصير المدى ، ولن يجد الشخص أبدًا شغفه الحقيقي أو يتعلم كيفية العثور على الهدف إلا بهذه الطريقة ، يجب أن تستند الأهداف التي يعمل من أجلها بقوة على إيجاد الغرض من الحياة ، إن لم يكن سيعيش فقط بشعور عابر بالإنجاز وسرعان ما سيبحث عن المزيد دون جدوى. ركز على ما لديك: تطوير رؤية لوفرة ما لديك يشبه فتح عين على الحياة ، ومن هنا سيكون قادرًا على رؤية الجمال والخير في كل ما يحيط به ، من خلال هذا المنظور الجديد ، الهدف في الحياة أكثر وضوحًا ، وإن كان يتساءل عن كيفية العثور على الهدف ، سيكون أقل لأنه سيشعر أن لديه المزيد من الإجابات وأنه في طريقه للوصول إلى أهدافه ذات المغزى ومن هنا كل الخوف والتوتر والقلق سوف يذوب. استحوذ على حياتك: الإنجاز الحقيقي ينشأ من تصميم حياة المرء ، وهذه هي الطريقة لفتح آفاق جديدة لم ندركها من قبل ، لإيجاد الهدف ، يجب أن تقرر ما هو حقنا ، وتعرف هذا بكل تأكيد في قلبك وروحك معًا ، ويجب ألا يترك الإنسان نفسه مدفوعًا بالخوف أو القلق.
حتى في عصر "العمال المرنين" والتنقل الوظيفي ، يلتزم معظم الناس بالمجال المهني لقطاع العمل الذي يختارونه أولاً ؛ ثالثًا. تمامًا كما هو الحال مع الشركاء الرومانسيين ، يواجه معظم الناس صعوبات في اختيار الوظائف أو المهن التي يحبونها حقًا (وغالبًا ما يندمون على اختياراتهم). وبالتالي ، فإن الاهتمامات المهنية هي مجال تطبيقي للغاية في علم النفس لأن لها آثارًا على المعلمين. وأرباب العمل ، والمستشارين ، وكذلك كل فرد يأمل في تحسين فهمه "لملاءمته المهنية". أحد الأشياء المثيرة للاهتمام حول علم نفس الخيارات المهنية هو أن البحث قد انتهى تقريبًا بعد الثمانينيات. والسبب في ذلك أكثر غرابة: مساهمة جون هولاند ، التي "قتلت" عمليًا البحث في هذا المجال. السبب غير العادي هو أن نظريته كانت جيدة جدًا. في الواقع ، كانت نظرية هولاند تنبؤية لدرجة أنه لم يكن هناك مجال لأي شيء آخر بعدها. لقد تكهن بشكل صحيح حول "التصنيف" (مجالات التصنيف) لبيئات العمل. مما مكنه فعليًا من تنظيم جميع الوظائف الحالية (في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات) في مجموعات أوسع من الوظائف – تمامًا كما تفعل مع سمات الشخصية. ( عبر طريقة تسمى تحليل العوامل).
فمعنى ذلك أن العدل هو أساس الفطرة الإنسانية وعندما يبتعد الإنسان عن العدل، فإن الحياة لا تستقيم وتختل وتصبح هذه الدنيا بمثابة غابة، فالعدل نور وحياة والظلم هلاك وفناء. العدل في الإسلام كان المجتمع العربي قبل ظهور الإسلام على حافة الهاوية، ويعاني من الجهل والظلم وعدم احترام آدمية الإنسان وكان الإنسان يظلم نفسه ويظلم من حوله. ولكن عند دخول المسلم حياتهم غيرها عن طريق العدل حيث دعا الإسلام، لأن يكون العدل هو الأساس الذي ينبغي أن تقوم عليه كل العلاقات الإنسانية والسلوكية. وبتطبيق عدل الشريعة الإسلامية استطاع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يبني المجتمع الممزق المتناحر الغارق في الظلم والهلاك. والذي كان يعيش تحت ذل وتبعية الفرس والروم، استطاع الرسول بالعدل أن يجمع هذه الأمة على راية واحدة حملت شعار العدل والعلم، مما أدى إلى الإنتصار ورفع راية الدولة عالية وتجميع كل الأمم المتناحرة. حل درس العدل في الاسلام. أنواع العدل العدل بين الأطراف المتنازعة عندما يخول للإنسان أن يقوم باللفظ بين المتنازعين فيجب عليه أن يحكم بالعدل، وأن يجلب للمظلوم حقه وأن يعاقب الظالم حتى تستقيم الحياة. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أقوى مثال لتطبيق العدل حتى على أقرب الناس إليه ومن أشهر ما قاله الرسول أنه إذا سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها، فهذا أقوى مثال على تطبيق العدل والقصاص على الجميع.
[٩] قال سَعيدُ عن قَتادة قولُه: ( (إنَّ الله يأمُر بالعَدل والإحسَان) ليسَ من خُلُقٍ حَسَنٍ كانَ أهلُ الجاهليَّة يَعمَلون به ويستحسِنونَهُ إلَّا أَمَر الله بِه، وليسَ من خُلُقٍ سَيءٍ كانوا يَتعايَرونه بَينهم إلا نَهَى الله عنهُ وقَدَّم فيه، وإنَّما نَهَى عن سَفاسِفِ الأخلاقِ ومَذامِّها). [١٠] وفي الآيةِ يأمُرُ الله تعالى عبادَهُ بالعَدلِ وهو القِسطُ والمُوازَنَة، ويَنهى عنِ البغيِ وهوَ العدوانُ على النَّاس. ومَقصودُ التَّشريعِ إقامةُ العَدلِ بينَ النَّاس. العدل في الاسلام. [١٠] [١١] سِماتُ العدلِ في الإسلام مِن سِمات العَدل في الإسلام أنّهُ لا عاطفةٌ فيه؛ فلا يتأثَّر بمالٍ أو عرقٍ أو نَسَب، وفي التَّاريخِ الإسلاميِّ أمثلةٌ تُبرهِنُ صِدقَ الصِّفةِ وشُمولِها؛ ومِن ذلكَ حادِثةُ المرأةِ المخزوميَّةِ التي سَرقَت في عَهدِ رَسولِ اللهِ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، ففي صحيحِ البُخاري: (أنَّ امرأةً سَرَقَت في عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في غَزوةِ الفتحِ، فَفَزِع قومُها إلى أسامَةَ بن زيدٍ يَستشفِعونَه، قال عُروةُ: فلمَّا كَلَّمَهُ أسامةُ فيها تَلوَّن وَجهُ رسولِ اللهِ صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: (أتكلِّمُني في حدٍّ من حدودِ اللهِ؟).
حتى إن الصحابة رضي الله عنهم تمنَّوا جميعًا أن يكونوا ذلك الرجل، فقال صلى الله عليه وسلم: «قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ». فلما قام أبو عبيدة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: «هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ».
[١] العَدلُ لُغةً هو التَّوسُّطُ بَين الِإفراطِ والتَّفريط والاعتدالِ في الأمور، ويُقابِلها الظُّلم والجور، ونَقيضُهُ الظُّلم، جاءَ في مَعجَم المَعاني: عدَلَ/عدَلَ إلى يَعدِل، عَدْلاً وَعُدُولاً وعَدَالَة، ومَعْدِلَة، فهو عادِل. عدَل بَين المُتخاصِمين: أَنْصَفَ بَينهُما وتجنَّبَ الظُّلْمَ والجَوْرَ، أَعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّه. [٢] وفي لسانِ العرب: العَدلُ ما قامَ في النُّفوسِ أنَّه مُستَقيمٌ وهو ضِدَّ الجور. [٣] العدلُ اصطلاحاً العَدلُ صِفةٌ راسِخةٌ اتَّصفَ الله سبحانهُ وتَعالى بها وسمَّاها لِنَفسِه، وهو في الأَصلِ مَصدَرٌ سُمّي به فَوُضِع موضِعَ -اسم الفاعل- العادِل، والمَصدَر أبلغُ مِنه لأنَّه جَعَل المُسمّى نفسَه عَدلاً. العدالة في الإسلام - سطور. [٤] وفي تَهذيب الأخلاق: (العَدلُ هو استِعمال الأُمور في مَواضِعها، وأوقاتِها، ووجوهِها، ومَقاديرها، من غير سَرَفٍ، ولا تقصيرٍ، ولا تقديمٍ، ولا تأخيرٍ). [٥] ومن العَدلِ العَدالَةُ، وهيَ مَلَكةٌ تؤدِّبُ صاحبها وتَحمِلُهُ على الفضائِلِ، والاستقامةِ، والتَّوسُّطِ من غيرِ إفراطٍ ولا تَفريطٍ ولا اجحافٍ ولا تَفضيل، والعَدلُ هو الاستِقامَة على طريقِ الحَقِّ بالاجتِناب عمَّا هو مَحظورٌ ديناً.
حق لنا -أيها الأحبة- أن نفاخر بهذا القضاء العادل أمام أمم الأرض ممن يتشدقون بالعدل وحقوق الإنسان، فبهذا الإيمان وهذه الأخلاق -لا بسيوفنا ورماحنا- فتحنا العالم، وأفضنا عليه نور الإسلام؛ وبمثله -إذا عدنا- نستعيد ما فقدنا من كرامتنا وبلادنا، ونكتب صفحة أمجادنا في التاريخ مرة أخرى، إن شاء الله.
↑ صالح السدلان، كتاب وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر ، صفحة 157. بتصرّف. ^ أ ب عبد الوهاب خلاف، كتاب علم أصول الفقه وخلاصة تاريخ التشريع ط المدني ، صفحة 249. بتصرّف. ↑ سورة الزلزلة، آية:7-8 ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي تيسير الكريم الرحمن ، صفحة 932. بتصرّف. ^ أ ب عبد العزيز الراجحي، شرح تفسير ابن كثير الراجحي ، صفحة 7. بتصرّف. ^ أ ب ت ث نبيل السمالوطي، كتاب بناء المجتمع الإسلامي ، صفحة 49. بتصرّف. مفهوم العدل في الإسلام - موضوع. ^ أ ب ت ابن القاصِّ، كتاب أدب القاضي لابن القاص ، صفحة 151. بتصرّف. ↑ سورة النساء، آية:19 ↑ قاسم عاشور، كتاب 1000 سؤال وجواب في القرآن ، صفحة 126. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي ، صفحة 391. بتصرّف. ^ أ ب ابن عثيمين، كتاب شرح العقيدة الواسطية للعثيمين ، صفحة 228. بتصرّف. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، كتاب القيم الإسلامية ، صفحة 14. بتصرّف. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب القيم الإسلامية ، صفحة 15. بتصرّف.