قال عمرو بن كلثوم: هجان اللون لم تقرأ جنينا وقال مكحول: كنا أجنة في بطون أمهاتنا فسقط منا من سقط وكنا فيمن بقي ، ثم صرنا رضعا فهلك منا من هلك وكنا فيمن بقي ، ثم صرنا يفعة فهلك منا من هلك ، وكنا فيمن بقي ثم صرنا شبابا فهلك منا من هلك وكنا فيمن بقي ، ثم صرنا شيوخا - لا أبا لك! - فما بعد هذا ننتظر ؟!. وروى ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال: كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير: هو صديق; فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كذبت يهود ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا أنه شقي أو سعيد فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية: هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض إلى آخرها. ونحوه عن عائشة: كان اليهود ، بمثله. فلا تزكوا أنفسكم أي لا تمدحوها ولا تثنوا عليها ، فإنه أبعد من الرياء وأقرب إلى الخشوع. هو أعلم بمن اتقى أي أخلص العمل واتقى عقوبة الله; عن الحسن وغيره. فلا تزكوا أنفسكم بل الله يزكيكم. قال الحسن: قد علم الله سبحانه كل نفس ما هي عاملة ، وما هي صانعة ، وإلى ما هي صائرة. وقد مضى في ( النساء) الكلام في معنى هذه الآية عند قوله تعالى: ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم فتأمله هناك. وقال ابن عباس: ما من أحد من هذه الأمة أزكيه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أما سنة النبى صلى الله عليه وسلم فحافلة بالأحاديث والمواقف التى تنهى عن تزكية النفس. فقد كان النبى -صلى الله عليه وسلم يقول فى فاتحة خطبه: «ونعوذ بالله من شرور أنفسنا» ، فقد روى الإمام الطبرانى والبزار بسند حسن عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه» فنعوذ بالله من التعالى والأنفة، وتزكية النفس وكل هذه الأمراض المقيتة التى تسد عنا رحمة الله تعالى ومغفرته ، وعن خالد الحذاء عن عبدالرحمن بن أبى بكرة، عن أبيه قال:أثنى رجل على رجل عند النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: «ويلك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك». فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بكم. مرارا ثم قال: «من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكى على الله أحدا أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه». وهذا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه الذى ملأ الدنيا عدلا وقسطا والذى بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة الذى كان إذا سلك طريقا سلك الشيطان طريقا غير طريقه،والذى كان ينزل القرآن موافقا لرأيه وكلامه. يقول أبو موسى الأشعرى قال لى عمر بن الخطاب يوما: هل يسرك أن إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرتنا معه وشهادتنا وعملنا كله يرد علينا لقاء أن ننجو كفافا لا لنا ولا علينا فيجيبه أبو موسى قائلا لا والله يا عمر فلقد جاهدنا وصمنا وصلينا وعملنا خيرا كثيرا وإنا لنرجوا ثواب ذلك فيقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه ودموعه تنحدر من عينيه أما أنا فوالذى نفس عمر بن الخطاب بيده لوددت أن ذلك يرد علي، ثم أنجوا كفافا رأسا برأس.
وهذا معنى ما ورد في الحديث أن يقول من يخبر عن أحد بخير لا أزكي على الله أحدا ، أي: لا أزكي أحدا معتليا حق الله ، أي: متجاوزا قدري.
أفاق اسلامية خلق الله الإنسان وهو أعلم به. وجعله ناقصاً الا من عصم الله من رسله وأنبيائه وخلقه، ذلك أن الإنسان يظلم نفسه ويرتكب الكثير من الأخطاء والذنوب والمخالفات، ويقصر في حق الله سبحانه وتعالى وفي حق نفسه وفي حقوق الآخرين، وفي الحديث الشريف أن الإنسان خطّاء ولكن خير الخطائين التوابون المستغفرون الذين ينيبون الى الله. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النجم - الآية 32. والعقلاء من الناس هم أولئك النفر الذين يعتبرون أنفسهم مقصرين دائماً مهما عملوا من أعمال فلا يرفعون أنفسهم الى مكانة لا يستحقونها ولا يبحثون عن تسديد النقص بادعاء الكمال فهم دائماً متواضعون يزينهم التواضع والخلق النبيل إن عملوا خيراً أخفوه ولم يسارعوا لإعلانه والتباهي به عند الآخرين، واعتبروه أمراً قليلاً لا يستحق الذكر وحسبهم في ذلك احتسابه عند الله، ولا تهمهم معرفة الناس بهذا الأمركل ذلك خشية من الوقوع في الرياء والسمعة، واحباط العمل، وان عملواخطأ في حق الله وحق أنفسهم أو في حقوق الآخرين سارعوا للتوبة والانابة والرجوع الى الله، أولئك هم علية القوم وأقربهم الى الله. ومما ينزل بالنفس البشرية الى مستويات متدنية ويجعلها ممقوتة عند الله وعند الناس تزكية الإنسان لنفسه وادعائه الكمال والوصول الى المكانات العالية.
ومن الكلمات النيرة المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قوله: سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك!. فلا تزكوا أنفسكم... وقد أخذ هذا المعنى ابن عطاء الله السكندري في "حكمه" فقال: ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول، وربما قدر عليك المعصية، فكانت سببا في الوصول، معصية أورثت ذلا وافتقارا، خير من طاعة أورثت عجبا واستكبارا!. ولهذا حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من العجب وجعله من "المهلكات"، فروى عنه ابن عمر: "ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات.. فأما المهلكات، فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه".
ما هي سنن الفطرة؟ هي السنن التي فطر عليها الإنسان، أي خلق عليها الإنسان، وقد ذكر في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، أن هناك بعد الصفات التي يجب المسلم التحلي بها وهيا سنه، ومن تركها ليس بإثم ولكن مكروه تركها، وأن يقصد من سنن الفطرة، هي طهارة الإنسان، فنجد أن سنن الفطرة تهتم بمظهر الإنسان. ما هي سنن الفطرة؟ فما هي سنن الفطرة؟ سوف نوضحها كما يلي: قص الشارب. إطلاق اللحية. السواك. استنشاق الماء والمضمضة. غسل ما بين الاصابع. نتف الإبط وحلق العانة. Books ما هي سنن الفطرة - Noor Library. الاستنجاء. قص الأظافر. وقد نجد أن من السنة على كل مسلم فعل ذلك، اقتداء بسنه الرسول صلى الله عليه وسلم، والتحلي بهذه السنن، وأنه عندما يتحلى بها قد يظهر بمظهر حسن. تعرف: ما هي صلاة الضحى؟ قص الشارب فنجد أن من السنة قصة الشارب وتقصيره وليس حلقه وأنه حلقه مكروه، ويجب تهذيب الشارب حتى تظهر شفاه الشخص وليس يكون طويل أكثر أو أنه يحلق أو أنه يقصر أكثر من ألازم. ترك اللحية من سنن الفطرة والإسلام ترك المسلم لحيته، ولكن لها حد معين، لا يطلقها لتكن ذات مظهر غير لائق، ولكن تكون إطالتها بمقدار قبضة اليد، حتى تكون كما أمرنا الله ورسوله. السواك كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يتسوك دائما، فكان من الأمور المحببة له، وان السواك من السنة، وقد ذكر أن الرسول لم يحب أن يرهق المسلمين من بعده فلم يجعل السواك عند كل صلاة، ولكنه أمر بالتسوك فقط، ولم يذكر عدد التسوك أو ميعاد له.
تاريخ النشر: الأحد 16 رجب 1423 هـ - 22-9-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 22732 102324 0 452 السؤال ما هي سنن الفطرة ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن سنن الفطرة كثيرة أوصلها بعضهم إلى ثلاثين، وهي من سنن الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- الذين أمرنا بالاقتداء بهم في قوله تعالى: فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ [الأنعام:90]. وقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الفطرة خمس أو خمس من الفطرة: الختان والاستحداد وتقليم الأظافر ونتف الأبط وقص الشارب. وجاء في حديث عائشة أنها عشر حيث قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عشر من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظافر وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء. يعني الاستنجاء. مُفيد - ما هي سنن الفطرة العشرة. قال: زكريا قال مصعب: ونسيت العاشرة.. إلا أن تكون المضمضة. رواه الإمام أحمد وغيره. والله أعلم.
تقليم الأظافر قص وتقصير الأظافر من السّنن التي دعا لها الإسلام، حيث حثَّ في العديد من النصوص على العناية والاهتمام بالأظافر وعدم إهمالها؛ وذلك لما تحمله من الفضلات والقاذورات في الحياة اليوميّة إذا ما كانت طويلة، ممّا يُعطيها شكلاً قبيحاً تنفر من النّفوس، ناهيك عن تسبّبها بنقل الأمراض المعدية، وأهمّها الأمراض المعويّة والجوفيّة.
إن إهمال الإنسان لجسده وملابسه سبباً في بعد الناس عنه، مما يُظهره بصورةٍ سيئةٍ عند الآخرين، والمتأمّل في الحديث يُدرك أن العناية المطلوبة تكامليّة لا تقتصر على عضوٍ دون آخرٍ، فمن الاهتمام بالشارب واللحية، إلى العناية بالفم والأسنان باستخدام السواك، ونتف الإبط وحلق العانة والاستنجاء، يُظهر لنا أهميّة ذلك، أمَّا عن هذه السنن بالتفصيل فهي: قصّ الشارب: ولا خلاف بأنَّ قص الشارب من السنة. إعفاء اللحية: وهو من خصال الفطرة التي دعا إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث. استخدام السواك: والسواك أي الآلة التي يُستاك بها. غسل البراجم: والبراجم هي رؤوس السلاميات، وقد اتفق العلماء على استحباب غسلها. نتف الإبط: وقد اتفق العلماء على أنَّه من السنة، والنتف مستحبّ مع جواز الحلق، والمقصود به تحقيق النظافة. الختان: وقد اختلف الفقهاء في حكمه، فذهب الحنفية والمالكية وفي روايةٍ عن الإمام أحمد أنَّه سنة، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنَّه واجب. تقليم الأظافر: أجمع العلماء على أنَّه من السنن في حق الرجال والنساء، وسواء فيه الرجلان واليدان. حلق العانة: على أن يقوم المرء بحلقها بنفسه. المضمضة والاستنشاق.